"الفضول قتل القط" مقولة مأثورة شهيرة تعني أن الفضول مضر، وقد يؤدي إلى سلوكيات سلبية خطيرة ومشاكل سيئة.. لكن هذه الفكرة عفا عليها الزمن إلى حد كبير، فالفضول له فوائد كثيرة.. تعرفي على ذلك في السياق التالي.
تقول أخصائية التربية السلوكية ومستشارة العلاقات الإنسانية إيمان نبيل، لـ"سيدتي": المعرفة طالما ارتبطت بالفضول والرغبة في التعلم، ارتبطت بالتساؤل ونهج مناهج الخبرة للاستزادة منها، كما تم ربط الفضول بفوائد نفسية وعاطفية واجتماعية وحتى صحية.
الأشخاص الفضوليون يتواصلون بشكل أفضل، ففضولهم يعني الاهتمام، وهذا الاهتمام يتم تفسيره لصالح تنمية العلاقات الإنسانية والحفاظ عليها؛ والذي يجعل الحوار مستمراً، إنه "العصير السري للعلاقات".
مميزات الأشخاص الفضوليين
الأشخاص الفضوليون لديهم شجاعة خوض تجارب جديدة بدون رهبة.
الأشخاص الفضوليون لديهم المقدرة للتواصل مع الغرباء.
الأشخاص الفضوليون أفضل في "قراءة" الآخرين والتفاعل مع مختلف الشخصيات.
الأشخاص الفضوليون أكثر دقة في التقاط الإشارات اللفظية وغير اللفظية.
الأشخاص الفضوليون يتعاملون بشكل أفضل مع الرفض.
الأشخاص الفضوليون أقل عدوانية.
الأشخاص الفضوليين أسرع في التعافي من التجارب الاجتماعية السلبية.
الفوائد الست المدهشة للفضول:
1. الفضول يساعدنا على البقاء: تساعدنا الرغبة في الاستكشاف والبحث على البقاء يقظين، كما يساعد على اكتساب المعرفة حول بيئتنا المتغيرة باستمرار، وهذا قد يكون سبب تطور أدمغتنا لإفراز الدوبامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تشعرنا بالرضا عندما نواجه أشياء جديدة.
2. الفضول يجعلنا أكثر سعادة: أظهرت الأبحاث أن الفضول يرتبط بمستويات أعلى من المشاعر الإيجابية، ومستويات أقل من القلق، ومزيد من الرضا عن الحياة، ورفاهية نفسية أكبر. بالطبع، قد يكون الأشخاص الأكثر سعادة بالفعل، أكثر فضولاً.
3. الفضول يعزز الإنجاز: تكشف الدراسات أن الفضول يؤدي إلى مزيد من الاستمتاع والمشاركة في الانشطة التعليمية والإنجاز الأكاديمي العالي، فضلاً عن زيادة التعلم والمشاركة والأداء في العمل. قد يبدو الأمر منطقياً، ولكن عندما نكون أكثر فضولاً واهتماماً بما نقوم به، يكون من الأسهل المشاركة، وبذل الجهد، والقيام بعمل جيد.
4. الفضول يزيد الشعور بالتعاطف: عندما نشعر بالفضول تجاه الآخرين ونتحدث إلى أشخاص خارج دائرتنا الاجتماعية المعتادة، نصبح أكثر قدرة على فهم أولئك الذين لديهم حياة وتجارب ووجهات نظر مختلفة عن نظرتنا. ولذلك فالفضول يساعدنا على إيجاد مرافئ مشتركة للتحدث مع شخص غريب، خاصة عندما تكون شخصيته مختلفة تماماً عنا.
5. الفضول يساعد على تقوية العلاقات: حيث طلبت إحدى الدراسات من عدد من الغرباء طرح أسئلة شخصية والإجابة عنها، وهي عملية يسميها العلماء "الكشف عن الذات المتبادل"، ووجدوا أنه تم تصنيف الأشخاص على أنهم أكثر دفئاً وجاذبية إذا أظهروا فضولاً حقيقياً في التعامل (بينما المتغيرات الأخرى مثل القلق الاجتماعي للشخص ومستويات المشاعر الإيجابية والسلبية لم تؤثر على مشاعر الجاذبية والقرب لدى الأشخاص المقربين). هذا يعني أن إظهار الفضول تجاه شخص ما هو طريقة رائعة لبناء علاقة طيبة معه.
6. الفضول يحسن الرعاية الصحية: تشير الأبحاث إلى أنه عندما يكون الأطباء فضوليين حقاً بشأن وجهات نظر مرضاهم؛ فإن كلاً من الأطباء والمرضى يبلغون عن غضب وإحباط أقل ويتخذون قرارات أفضل، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة فعالية العلاج.
كيف يمكنك تنمية فضولك؟
- كوني أكثر اهتماماً بالناس والعالم من حولك.
- اطرحي أسئلة واسألي آراء الآخرين في مواضيع مختلفة واستمعي إلى ما يقولونه.
- لا تخافي أو تخجلي من طرح الأسئلة والبحث عن إجابات.
- حاولي التعامل مع الغرباء على المستوى الشخصي باحترام، وأظهري لهم أنكِ مهتمة بما سيقولونه.
- اتخذي قراراً واعياً لاستكشاف الأشياء التي لا تهتمين بها.
- اقرئي كتباً حول مواضيع تهمك ولا تهمك.
- بالنهاية، تؤكد إيمان نبيل لكِ أن فتح عقلك على اهتمامات جديدة ومعرفة جديدة؛ سوف يوسع أفقكِ، ويساعدك على تنمية فضولكِ، ويجعلكِ شخصية أكثر إثارة للاهتمام والمعرفة.