خفة الظل تُعزز العلاقة بين الأصدقاء

خفة الظل بين الأصدقاء
خفة الظل بين الأصدقاء

الفكاهة والضحك يعملان على تقليل التوتر وتخفيف الألم وتحسين الحالة المزاجية. كما أن الفكاهة الإيجابية تُقرب الناس من بعضهم البعض، وتقوي الروابط في العلاقات خاصة بين الأصدقاء، فمن المعروف أن الجميع يقبلون على الشخص خفيف الظل الذي يملك روح الدعابة، ويفضلون التعامل معه، ويبتعدون عن ثقيل الظل الجاد طول الوقت، فهل خفة الظل تعزز العلاقة بين الأصدقاء؟ تابعي السياق التالي لتعرفي.

فوائد الضحك لا تُعد للعلاقات الاجتماعية بين الناس

مجموعة من الصديقات يلتقطن صورة سيلفي مرحة حيث قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يمكنهم إضحاكك أمر ممتع


تقول استشاري العلاقات الأسرية والدعم الذاتي نبيلة رياض عبد الرحيم لـ"سيدتي": لا يمكن أن ننكر أن روح الفكاهة أمر جذاّب؛ حيث قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يمكنهم إضحاكك أمر ممتع، كما أن الأشخاص الذين يمكنهم استخراج روحك الفكاهية ودعمها يساعدونك على إبقاء المخاوف التي تساورك في نصابها الصحيح في مختلف المواقف بالحياة، فهم يجعلونك تشعر بتحسن تجاه نفسك، كما أن الضحك عندما يكون في بداية علاقة صداقة جديدة يكون رسولاً إيجابياً يوطد العلاقات، ويعزز العلاقات خاصة عندما يتعرف الناس إلى بعضهم البعض. يمكن أن تساعد كذلك الفكاهة الإيجابية الأصدقاء على تجاوز الصراعات. كما تساعد خفة الظل العلاقات طويلة الأمد على الاستمرار في الشعور بالانتعاش والإثارة. إن مشاركة الضحك واللحظات المضحكة مع أصدقائك وأحبائك تبني الحميمية، وتقوي مشاعر الاتصال والتواصل.
تؤكد نبيلة أن الضحك على الرغم من أنه ليس علاجاً فعالاً لأغلب مشاكل العلاقات، لكنه يمكن أن يساعدك في تجاوز الأوقات الصعبة. فإذا كان لديك تاريخ من الضحك وتملك خفة ظل وروح دعابة متقدة، فمن المرجح أن تكون مرناً ومنفتح الذهن ومتسامحاً أثناء التعامل مع الخلافات وخيبات الأمل من الآخرين؛ حيث معرفة كيفية إضحاك الآخرين يمكن أن يساعد في الحفاظ على مرونة علاقتك معهم.

كيفية جلب المزيد من الفكاهة والضحك إلى علاقاتك

مجموعة من الأصدقاء يضحكون معاً بسعادة، فمشاركة الأشياء التي تجعلك تضحك أمر ممتع


تقول نبيلة: إذا كنت تملك روح الدعابة ولديك خفة ظل كبيرة فهذا أمر جيد للعلاقةبين الأصدقاء، ولكن لو كنت لا تعتقد بأنك مضحك بطبيعتك، يمكنك أن تتعلم كيفية تقدير الفكاهة، وأن تكون ساخراً بطرق متوازنة ومرحة تعزز علاقاتك، فهناك طرق يمكنك من خلالها تحسين قدراتك المرحة وتعزيز حس الفكاهة لديك من خلال:

  • ابتسم دائماً، وأظهر أنك مرتاح وسعيد، فالابتسام معدٍ تماماً كما أن الضحك معدٍ، فمن المرجح أن تجلب الابتسامة الابتسامات في المقابل، كما أن الابتسامة هي الخطوة الأولى نحو الضحك.
  • اخلق مساحات هادئة في حياتك للضحك المشترك. إذا كنت أنت أو صديقك في عجلة من الأمر أو قلق، فقد تفشل محاولات الفكاهة، أو حتى يُنظر إليها على أنها مزعجة، ولذلك اختر الوقت المناسب للمزاح؛ حيث يمكن استخدام الفكاهة لتهدئة التوتر، فمن الأسهل إشعال الضحك عندما تكون أنت والشخص الذي أنت معه هادئين.
  • إذا وجدت نفسك متوتراً للغاية بحيث لا تستطيع الضحك، فابتعد عما يقلقك، وخذ نفساً عميقاً لتسترخي. ساعد صديقك على خلق مساحات هادئة أيضاً، ثم ابحث عن طرق لمشاركة الضحك.
  • ابحث عن أشياء تضحك عليها في حياتك اليومية. فما أكثر السخافات والحماقات الموجودة في كل مكان، تنتظر منْ يلاحظها ويضحك عليها. مثلاً الأطفال الصغار مضحكون بطبيعتهم؛ إذا كنت محظوظاً بما يكفي لوجودهم في حياتك. يمكن للحيوانات الأليفة وغيرها من هذه الأشياء التي يمكن أن تجعلك تضحك. حتى الأشياء التي لا تبدو مضحكة في البداية يمكن أن تكون مضحكة إذا نظرت إليها من وجهات نظر مختلفة. من المؤكد أن الطلب المزعج يحتوي على عنصر من السخافة؛ إذا تخليت عن إحباطك ونظرت إليه بعيون فكاهية.
  • تعلم كيف تضحك على نفسك. تخلص من جمودك وجديتك ودفاعيتك واعترف بحقيقة أنك، مثل أي شخص آخر، ترتكب أخطاء - وأن لديك نزوات ولحظات محرجة.
  • ضع كبرياءك جانباً، وحوِّل التفاعل المحرج إلى قصة مضحكة. سيقدر أصدقاؤك الضحك ويحترمونك لانفتاحك وحس الفكاهة لديك، ولكن انتبه فإذا وجدت أن كل نكاتك سخرية من نفسك وعلى حسابك الخاص، فقد تبالغ في انتقاد الذات، ربما بسبب مشاكل احترام الذات أو الثقة بالنفس، فقد يقلل من احترام الآخرين.
  • شارك الأشياء التي تجعلك تضحك. فعندما تجد نفسك تضحك بصوت عالٍ على نكتة أو رسم كاريكاتوري أو مقطع فيديو، شاركها مع شريكك أو صديقك. شارك الترفيه الذي يجعلكما تضحكان معاً، مثل الأفلام المضحكة أو البرامج التلفزيونية أو العروض الكوميدية.
  • افعل شيئاً يبدو سخيفاً مع أصدقائك؛ العب لعبة مصممة لإضحاكك معهم. اذهب لممارسة الرياضة مثل البولينج أو الجولف المصغر، واضحك على أخطائك.
  • تذكر الحوادث المضحكة من ماضيك. احتفظ بمخزون ذهني للأشياء التي جعلتك تضحك مع أصدقائك، واستحضرها كذكريات مضحكة في العلاقة مع الأصدقاء عندما تحتاج إلى دفعة معنوية.
  • اعتمد النكات الداخلية في التعامل مع الأصدقاء. النكات الداخلية هي الكلمات أو العبارات التي تثير ذكريات مضحكة بينك وبين أصدقائك، ولكن ليس بين أي شخص آخر. عندما تكون معهم استخدمها للضحك الخاص بينهم.

قد ترغبين في التعرف إلى: كيف يساعد الأصدقاء بعضهم.. إليك كل التفاصيل

سلبيات الفكاهة والمرح في العلاقة بين الأصدقاء

مجموعة من الأصدقاء يضحكون معاً بسعادة ويلتقطون الصور معاً فالذكريات المرحة تعزز من العلاقة


تقول نبيلة: تختلف الأذواق في الفكاهة والمرح على نطاق واسع، ولذلك يجب الانتباه للعلاقة بين الأصدقاء، فيمكن تجربة أنواع مختلفة من الفكاهة على أنها دافئة ومبهجة، في حين ينظر الآخرون على أنها قاسية وجارحة، ولذلك ينبغي استخدام الفكاهة بحذر في علاقاتك مع الأصدقاء. وعندما تضحك مع الأصدقاء فتعمد أن تضحكوا معاً، فإن ما تفعلونه ينجح، بينما عندما تجد نفسك تضحك بمفردك، فقد تتسبب محاولاتك للفكاهة في ضرر علاقتك مع أصدقائك
انتبه جيداً لردود أفعال الشخص الآخر. إذا لم يضحك معك، فقد أخطأت الهدف. بغض النظر عن مدى ضحكك، إذا لم يكن الأمر مضحكاً لصديقك فتوقف فوراً لتتعرف إلى ما يجده صديقك مضحكاً، واضبط فكاهتك لتضحكا معاً.
اهدف إلى الضحك مع الأصدقاء وليس عليهم، فالفكاهة تشمل المرح بإيجابية مع الآخرين من خلال إيجاد أشياء مشتركة للضحك عليها في التجارب المشتركة والسخافات اليومية. إن الفكاهة العدوانية والسخرية والاستهزاء تؤدي إلى الضحك على حساب الآخرين، وقد تكون مسيئة ومؤذية. ومن ثمّ فالمزاح الخفيف أمر مرحب به وبشدة بين الأصدقاء.
قد ترغبين في التعرف إلى كيف يكون المزج بين الضحك والتنفّس لصحة سليمة