زخارف شديدة الدقة، وتفاصيل مبهرة، علاقات تشكيلية معقدة، ما بين زهور وأوراق شجر وفراشات، حيوانات أسطورية، وطيور محلقة، وتكوينات فنية مدهشة، عالم سحري غريب تطل مخلوقاته لذيذة الطعم، مبهجة الألوان، مذهلة التفاصيل، الغنية بالفيتامينات والألياف والمعادن، العامرة بالإبداعات والابتكارات والخضروات والفاكهة، هو عالم دانيال باريزي نحات الخضروات والفواكه المذهل.
مخلوقات أسطورية تنقض وطيور خرافية تستعد للطيران
تطل منحوتات الفنان الإيطالي باريزي، ما بين المخلوقات الأسطورية كالتنين السحري المختبئ في إحدى ثمرات نبات الأفوكادو، والطيور الخرافية بأجنحتها الضخمة المحلقة خلف بذرة ثمرة أخرى ، ووريقات الشجر والزهور الصغيرة في أحد فصوص الثوم، وأجزاء من ثمرة البطاطس والفول الأخضر ونبات الكوسة، ووجه الفتاة الفيكتوري بثمرة البطيخ المدهشة، والمورقات المتناهية الصغر والجماجم والتكوينات المعمارية حتى المخلوقات المدهشة الخيالية بالمعجنات، على أن الشيء الوحيد الذي تشترك فيه قطعه النحتية هو إبداعها الهائل.
يمكن للشيف الذي تدرب في إيطاليا، والمقيم الآن في سيدني، أستراليا، أن يبدع منحوتات مفصلة للحيوانات، ويطرز الفاكهة بزخارف عضوية دقيقة تشبه الدانتيل في غضون ساعات قليلة، حيث يتلقى عمولات من العلامات التجارية الشهيرة لشركات تصنيع الأسماك والمجوهرات، وفي عروض الزهور، ليقوم بعمل منحوتات غذائية من علاماتهم التجارية، وفي حفلاتهم الرسمية.
الطبيعة هي الإلهام وسحر الإبداع
حسب موقع boredpanda يستمد بطل العالم في النحت وطاهي المعجنات، إبداعه من الطبيعة ، حيث يستمد إلهام أعماله الفنية من مدينته التي يعيش بها، فقام بالنحت على نبات الثوم والأفوكادو والبازلاء والكمثرى والبطيخ والشمام والموز وثمرة القرع والفراولة، وغيرها من الفواكه والخضروات، وأنواع الجبن المختلفة.
بدأ باريزي النحت في سن التاسعة عشرة، وحسب موقع boredpanda يصف عمليته الإبداعية الخاصة بأنها "مثل السحر"، فعندما يلمس السكين، يستسلم عقله لقلبه وينتقل الإلهام مباشرة إلى يديه، لتظهر المنحوتات المذهلة التي تخرج من تحت أنامله.
تحترم النقوش الدقيقة للشيف الحائز على نجمة ميشلين الطهاة، وهي أعلى تقدير يحصل عليه طاهٍ، التي يستخدم فيها السكاكين، والمشارط، والمقشرات، وأدوات الحفر والتقطيع الدقيقة الخاصة بالنحت، حجم وملمس كل قطعة من الطعام، حيث تتضمن أحياناً القشور واللب، والنواة، وبذور الثمار من أجل العمق والتباين.
بينما تحتفظ بعض ثمار الفواكه والخضروات اللذيذة بجودة صالحة للأكل، تنتابك الحسرة أحياناً، حينما تجد الفن نفسه سوف يهلك، عندما ينتهي الأمر بالمنحوتة الدقيقة المزخرفة بإبداع مضنٍ، مدهشة التفاصيل، كقطمة تلوكها أسنان وضروس أحد عشاق الطعام ومحبي الفن في جميع أنحاء العالم، ليستمتع بالطعم الشهي لثمرة الخضار أو الفاكهة، على أن عزاءك الوحيد هو تخليد منحوتات باريزي اليدوية المدهشة في الصور التي يشاركها على صفحته على Instagram مما ساعده على جذب أكثر من 88500 متابع.
نحات الأفوكادو المذهل
عرف باريزي بنحات الأفوكادو، حيث اكتسب اهتماماً إعلامياً كبيراً منذ فترة بسلسلة من المنحوتات لنبات الأفوكادو، حيث استطاع نحت تفاصيل مستحيلة في الجسد الزبداني الناعم، ليستخدم علاقات التباين الفني بين نواة النبات الصلبة وجلدها الأخضر الداكن، كمكمل فني يحقق الاتزان البصري للمنحوتة.
البداية في حفل زفاف
حسب موقع My Modern Met يؤكد باريزي أن كل منحوتة غذائية قد تستغرق ساعات، ومع ذلك "إذا كنت تحب ما تفعله، فلا يهم كم من الوقت سيستغرقه؛ لأنك ستستمتع طوال الوقت الذي تمضيه" فلطالما أحب أي شيء يتعلق بالفنون والمطبخ، وقد منحه النحت إمكانية التوفيق بينهما.
بدأ باريزي مهنته بنحت الفاكهة عندما شاهد القرع المنحوت بشكل معقد في حفل زفاف. بمجرد وصوله إلى المنزل، بدأ في ممارسة النحت، وتدرب على أكثر من 1000 قرعة أثناء رحلته بالتعلم. كانت زوجته "أشد منتقديه"؛ لأنها لن تخبره إعجابها بعمله حتى تتأكد أنها مثالية ودقيقة التفاصيل.
يفضل باريزي نحت ثمار البطيخ؛ لأنها أكبر حجماً، لذا فهي توفر له مساحة أكبر للعمل ، كما أنها "ثمرة أمته" حسب موقع My Modern Met؛ من خلال الألوان الأحمر والأبيض والأخضر.
حصل باريزي على شرف الرابطة العالمية لجمعيات الطهاة في عامي 2013 و2014، كما قام بتدريس 300 طالب في إيطاليا، ثم انتقل إلى أستراليا؛ لمشاركة مهاراته مع بقية العالم.
فيديو لإحدى منحوتات الفنان من البطيخ من إنستجرام:
