مصر تستعد في نوفمبر لافتتاح عالمي لـ"طريق الكباش"

مصر تستعد في نوفمبر لافتتاح عالمي لـ"طريق الكباش"
طريق الكباش


تُجري محافظة الأقصر ووزارة الآثار المصرية استعداداتهما لافتتاح طريق المواكب الكبرى، المعروف باسم "طريق الكباش" بمحافظة الأقصر، باحتفالية كبرى تزامناً مع العيد القومي للأقصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وذلك لتحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم، من خلال ربط معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد موت وأطلال مدينة طيبة القديمة.
يربط طريق الكباش معبد الأقصر بمعبد الكرنك، وعلى جانبي الطريق تحفّ به تماثيل متراصة في معبد الكرنك على شكل أبي الهول برأس كبش، وسُمي طريق الكباش بهذا الاسم قديماً؛ كونه كان يعمل على حماية المعبد وطرد الأرواح الشريرة عند دخول المعبد، ومن ناحية أخرى رمزاً للإله آمون لحماية بيته.
ويوجد على طول الطريق البالغ 2700 م، 1200 تمثال، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي وتقام على هيئتين: الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبوالهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله آمون رع.


* أكبر متحف مفتوح.. مصر تتأهب لإبهار العالم من الأقصر

مصر تستعد في نوفمبر لافتتاح عالمي لـ"طريق الكباش"
الممر إلى المعبد وعلى جانبيه الكباش 


وبدأ العمل على إنشاء طريق الكباش في عهد الملك أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الـ18، الذي أسهم في بناء العديد من المعابد في الكرنك؛ خاصة معبد الإله "مونتو"، ومعبد آخر للإلهة موت، قبل أن يبدأ في تشييد معبد الأقصر، ثم جاء الملك رمسيس الثاني ورممه وأضاف اسمه على الكثير من الكباش.
استمر العمل في طريق الكباش طيلة 1000 عام؛ حتى حظي الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين "آخر الأسرات المصرية القديمة" بشرف الانتهاء منه، بالإضافة إلى الكثير من الملحقات لطريق الكباش، مثل: الاستراحات المخصصة للزوارق، ومقياس للنيل، ومنطقة تصنيع الفخار، ومَعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى، والتي كانت تقام على الطريق، كما تم إنشاء مجموعة من الحمامات وأحواض الاغتسال، ومخازن لحفظ أواني النبيذ.
إن تطوير منطقة الأقصر الحديثة سيتم من خلالها تقديم خدمات على أعلى مستوى للسائح، وتسهيل الانتقال بين المواقع التاريخية، كما أنه سيدفع سكان الأقصر لإقامة المشروعات استغلالاً لهذه التطورات، وبالتالي ستعمل هذه المشاريع على زيادة الدخل لأهالي مدينة الأقصر. 


* تعامل الآثار مع طريق الكباش 

مصر تستعد في نوفمبر لافتتاح عالمي لـ"طريق الكباش"
الكباش 


وبحسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لـ«سيدتي»: إن محافظة الأقصر فى نهاية العام الجاري على موعد مع حفل وكرنفال احتفالي عالمي؛ حيث تتجهز وزارة السياحة والآثار لتنظيم حفل افتتاح طريق الكباش الفرعوني، في حدث عالمي يضاهي احتفالية نقل المومياوات الملكية في القاهرة.
ويضيف الدكتور مصطفى وزيري  إن أعمال الحفائر في طريق الكباش مستمرة، وتم الانتهاء من الطريق بنسبة 98%، وكل زائري المنطقة سيستمتعون بالمرور والمشي والتجول داخل هذا الطريق؛ مستطرداً: "هيخلي الأقصر جنة؛ فهو بمثابة متحف مفتوح، والعمل جارٍ على تنظيف وترميم المعابد، وبالفعل ظهرت النقوش والألوان لأول مرة من بعد بنائها من قِبل المصري القديم"؛ فسيتم تنظيم فعاليات بالحنطور، والتى تحمل أعلام مصر، وسيتم تطويرها بالكامل قبل الافتتاح لتكون واجهة حضارية للأقصر، وكذلك سيتم الاحتفال بالمراكب النيلية والذهبيات فى قلب نهر النيل، وهى تحمل لافتات مميزة تحتفي بطريق الكباش والحضارة المصرية، وكذلك ستخرج فجر يوم الاحتفال رحلات البالون الطائر، وتحمل أعلام مصر وصوراً لطريق الكباش والمسئولين عن المشروع الأضخم فى الأقصر.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الاحتفالات ستكون فى يوم الحفل العالمي فى الشرق والغرب بتجميل كافة المعابد الأثرية والمقابر الفرعونية، بلافتات ترحيب بالسائحين والضيوف من حول العالم، بجانب الاحتفاء بالتاريخ العظيم لحفل موكب الكباش الفرعوني الذي كان يقام سنوياً في العصور المصرية القديمة؛ موضحاً أنه تم تنظيم جولات بمعابد الكرنك ومعبد الأقصر؛ بحيث تضم رسماً توضيحياً لمسار الزيارة، وأهم الآثار الموجودة بالمنطقة وإرشادات الزيارة، وخاصة تلك المتعلقة بالإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المطبقة بالمواقع الأثرية للوقاية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى رفع كفاءة دورات المياه ونظم الإضاءة، والممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وإضافة المزيد من المقاعد والمظلات لراحة السائحين؛ مؤكداً على ضرورة احترام البيئة الخاصة بالمنطقة الأثرية والطابع الحضاري والجمالي لها، وضرورة الاهتمام ورفع كفاءة المناطق والممرات المحيطة بمعابد الكرنك.
وأشار الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الممر الأثري، وجارٍ استكمال أعمال الحفائر؛ موضحاً أن أهم ما يميز هذا المشروع منذ لحظة الكشف الأولى عنه منذ نحو 70 عاماً حتى الآن، أنه مشروع مصرى 100% بدون أية مشاركة أو تدخل أجنبي؛ لافتاً إلى أن أعمال مشروع طريق الكباش تمتد على محور شمالي جنوبي لمسافة حوالي 2700 م طول، وذلك فيما بين المسرح العاشر لمعبد الكرنك شمالاً؛ مروراً بمعبد موت؛ وصولاً لمعبد الأقصر جنوباً.


* تاريخ العمل في طريق الكباش الفرعوني واكتشافه على مر السنين

مصر تستعد في نوفمبر لافتتاح عالمي لـ"طريق الكباش"
الكباش على جانبي الطريق 


ومن الجدير بالذكر، أن طريق الكباش الفرعونى يعتبر من أقدم المسارات المصرية القديمة وحول العالم، وهو سحر مميز من تاريخ الحضارة الفرعونية المتواجد في قلب مدينة الأقصر حتى يومنا هذا منذ آلاف السنين؛ فهو عبارة عن طريق احتفالات تاريخي يضم تماثيل أبوالهول أو الكباش بطول 2750 متراً من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش، ما بين كل كبش وكبش 4 أمتار، وطول الكبش الواحد حوالي 2.50 متر، والموجود حالياً من كافة تلك الكباش الـ1300 لا يزيد عن 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقي الكباش عبارة عن بقايا وتدمرت في العصور التى أعقبت العصور الفرعونية، كما كان يزين الطريق بين كل كبش وآخر دائرة مزروع بها زهور ومربوطة بقنوات مياه لري الزهور، وكان في العصور الفرعونية "طريق الكباش الفرعوني" عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكانت تُحيا داخله أعياد مختلفة، منها: "عيد الأوبت، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه"، وكان يوجد به قديماً سد حجري ضخم كان يحمي الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر، العاصمة السياسية في الدولة الحديثة (الأسرة 18)، والعاصمة الدينية حتى العصور الرومانية.