(ماذا يعني الوطن؟)، سؤال قد يطرحه الأطفال الصغار، لكن هل يمكننا أن نشير إلى صورة لخريطة المملكة العربية السعودية ونقول له هذا هو وطننا؟ أو أن نشرح له بأن الوطن هو منزله، ومنزل جاره، والحي الذي يسكن فيه فقط؟
بمناسبة اليوم الوطني السعودي 91، الذي تحتفل فيه المملكة في 23 سبتمبر تحت شعار: "هي لنا دار"، نقدم نصائح مبسطة للأمهات، عن كيفية تعليم الطفل الصغير مفهوم الوطن.
الوطن المكان الذي يولد ويقيم فيه
أي أن يولد في مكان يضم أناساً تربطه بهم قصص من التاريخ، والحدود الجغرافيا وعادات وتقاليد، وزي موحد، وأكلات شعبية يحبها، تعدها الجدّة والأم كل يوم، أفهميه أن الوطن هو مجموعة صفات تجعله مميزاً، له حقوق لا يمكن أن يمنحها له وطن آخر، وواجبات عليه أن يقدمها هو بالمقابل، من التزام واحترام.
الوطن هو المكان الذي يبدأ فيه يومه
أخبريه أن الوطن هو كل ما يراه صباحاً حين يخرج إلى المدرسة، إلقاء تحية الصباح على الناس، ولقاء الأصدقاء، واللعب معهم بأمان، لأن هناك من يحميهم من حولهم.. الوطن هو في الطريق إلى المسجد، وفي نظام المرور، ونظافة الطرقات، وفي كل ما يوفر له حياة متكاملة، ثم قولي له بشكل مبسط: "الوطن هو القوانين المنظمة التي تحمينا وتسهل أمور حياتنا".
الوطن هو لغة ومفردات مليئة بالحب
أي أن هناك صيغة تفاهم بينه وبين الآخرين، تعتمد على لغة معينة، لكن هذه اللغة تتشعب إلى لهجات محلية، يتقنها أفراد كل منطقة، وهي تعني عادات وتقاليد، تجمعهم بباقي المناطق، أفهميه أن هذه اللغة ليست مجرد كلمات وأحرف، بل هي تعبير عن الحب للآخرين، والتعاطف مع الكبير والصغير، وحب الخير للجميع، سواء كانوا داخل حدود الوطن أو خارجه.
اربطي الوطن بالشعر
هذه الطريقة تغذي مشاعر الطفل، مثل، نشيد: "روحي وما ملكت يداي فداه ... وطني الحبيب وهل أحب سواه" أو "حنا هلك يا دارنا برد وهجير" أو "بلادي بلادي منار الهدى". حضور الوطن في هذه الكلمات، يغرس في الطفل حب المكان، إذا تغنّى بهذا الشعر بعد أن سمعه في البيت، من عائلته، وليس من المقررات التعليمة فقط، اجعليه يردد هذه المعاني عبر سلوكه اليومي، في الشارع والمنزل والمدرسة والمستشفى والحديقة والمسجد، فهو مثلاً إن ساعد أحداً في الطريق، فهذا من أجل رضا الله، وحب الوطن.
الوطن في المسؤولية والمشاركة
علّميه مفهوم الوطن في حب المسؤولية والبذل والعطاء والتضحية سواء بالدفاع عنه، أو بالتفوق الدراسي ليكون مبتكراً يعود بالمنفعة لوطنه، أو باستثمار طاقاته المالية للمساهمة في رفع اقتصاده، أو ليكون تربوياً ناجحاً يزرع الحب والنجاح والانضباط في الأجيال القادمة، أو بالكثير من الأمور العملية التي تربطه بالوطن. من خلال العمل الجاد، يداً بيد من أبناء جيله.
الوطن هو احترام الآخرين
يبدأ هذا الإحساس من احترام أولي الأمر والمسؤولين عن تطور هذا الوطن، لكن بشكل عملي، وذلك بأن يكون شخصاً صالحاً، ويشارك في شؤون المجتمع والمدرسة ويقبل المسؤولية التي يُكلّف بها، ويهتم بشؤون الآخرين، ويلتزم بالسلوك الحميد والأخلاق الجيدة، وتكون لديه القدرة على مناقشة الأفكار والآراء، كل ذلك لا يتحقق إلا من خلال احترام الآخرين، حتى لو كانوا خارج حدود الوطن مهما كانت معتقداتهم وعاداتهم.