يشعر البعض بالخوف من الفشل، أو بالإحباط، وفقدان الأمل، في مراحل معيّنة من حياتهم، سواء في العمل، أو الدراسة، أو حياتهم اليومية، ليس هناك شيء يمنع الناس من تحقيق أحلامهم، والوصول لأهدافهم، مثل الخوف من الفشل، فالخوف من الفشل شبح يطارد العديد عبر العالم، ويأخذ منهم أحلامهم، هذا الشعور يجعلهم يعيشون في ظروف هم غير راضين عنها.
قمت مؤخراً بتحديث أفكاري حول الخوف من الفشل، بعد قراءتي بعض الكتب التي تحمل الأفكار العميقة والرائعة، ما جعلني أدرك بأن الخوف يبقينا في مناطق الراحة لدينا، وأن هنالك سوء فهم شائعاً بين الناس حول الخوف من الفشل، فالخوف من الفشل ليس الخوف فعلاً من الفشل على الإطلاق، بل هو الخوف من الانتقاد، فنحن أكثر خوفاً من الحكم على فشلنا من أي شيء آخر.
ما أعاد ذاكرتي إلى سنين مضت، حينما قررت أن أدرس هندسة الطيران في المملكة المتحدة، مجال مختلف عما هو دارج في ذلك الوقت، الخوف الذي تملكني ليس الخوف من الفشل، بل الخوف من انتقادات الآخرين، وآرائهم المختلفة حيال قراري! حتى عزلت نفسي عن العالم خوفاً من الانتقادات، وبدأت أتساءل ماذا أفعل حيال هذا الأمر؟ كيف يمكنني التغلب على هذا الشعور، الذي يقف كحجارة في طريقي أكثر من أي شيء آخر؟ ما المهارات التي تنقصني؟ هل إذا فشلت سيكون بسبب سوء الحظ؟ أم نقص المعرفة؟ أو أي شيء آخر؟ هل أستطيع مواجهة الناس إذا فشلت؟ هل الأقوال من حولي صحيحة؟ كنت أكثر تفكيراً بهذه الأمور، من تفكيري كيف يمكنني أن أقهر الخوف؟
ربما من السهل بالنسبة لي، وبالنسبة للعديد منا، أن أقول إنني يجب أن لا أهتم بما يفكر الآخرون عني! أو عن قراري! فما يقولونه لا يهم، وليس له علاقة بي. ويمكنني القول بسهولة ذلك، ولكن المشكلة هي أننا لسنا فقط عرضة لانتقادات الآخرين عندما نخفق، بل يتعين علينا مواجهة أشد نواقصنا، وهي أنفسنا.
ولكن هناك سر معظم الناس لا يعرفونه، إنه سر الناجحين، هو أنه إذا لم يكن لديك في الواقع القدرة على
" قهر" الخوف، فلن تكن لديك القدرة على النجاح، قال مارك توين: الشجاعة هي مقاومة الخوف والتحكم فيه، وليس غياب الخوف، فالناس الناجحون ليس الذين غزا الخوف قلوبهم وحياتهم، بل هم من واجهوا الخوف.
نعم، أعترف تملكني الخوف بداية عندما قررت الدراسة، ولكنني اتخذت قرار مقاومة هذا الخوف والسير نحو هدفي وحلمي، جزء مني كان يردد بداخلي مراراً وتكراراً أن بإمكاني أن أفعل هذا الشيء وأي شيء، كان هذا الصوت يبني ثقة هائلة بداخلي ضد الخوف، فعادة نخاف من الأشياء التي نعلم أنها يمكن أن تكون جيدة في حياتنا.
لذلك اسأل نفسك من ماذا أنت خائف؟ ما الذي يعيقك الآن؟ كيف يمكنك مواجهة هذا الخوف بشجاعة؟ فكر في ذلك لمدة دقيقة، ثم عندما يكون لديك الجواب، اسأل نفسك كم مرة ستحصل على هذه الفرصة! إن لم تكن فرصة جيدة ومناسبة هل كنت ستخاف منها؟
إحدى الطرق التي استخدمتها لمواجهة مخاوفي هي الكتابة على الورق، جرب أن تضع قائمة بالأشياء التي تخيفك أكثر من غيرها، ثم أكتب بجانب هذه القائمة ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا كانت مخاوفك صحيحة، ثم مدى احتمال حدوث شيء أسوأ، على الأقل ضع واحداً من مخاوفك واكتب كيف يمكن أن تواجه هذا الخوف – اجعله ملموساً وأعطي نفسك إجراء لاتخاذ اللازم، وحدد التاريخ، وتابع من خلاله، فأنجح الناس يخافون من شيء ما! ولكن أتقنوا كيفية مواجهة هذا الخوف، وتعلموا كيفية المضي قدماً، فاتخاذ قرار المضي قدماً جعلهم أكثر شجاعة، وأكثر إتقاناً في مواجهة الخوف.