لاشك أن معاملة الأطفال تختلف من واحد إلى آخر، فهناك الطفل الذكي والأقل ذكاءً، الغيور والطفل الطبيعي، المفرط الحركة والهادئ الطباع، و..و.. فما بالك بالطفل المريض الذي يختلف صحياً ونفسياً عن الطفل المستصح؟! الأمر يتوقف على نوع المرض- وقتي وسيمر، مزمن ومستمر،من ذوي الاحتياجات الخاصة وسيظل- هنا لابد من إدراك أن معاملة أفراد الأسرة كلها، وبالذات الأم للطفل المريض، عامل أساسي في العلاج والشفاء قبل الدواء.. تفصيلات يوضحها لنا في سيدتي الدكتور يسري عبد المحسن، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة.
مزيد من العطف
- في حالة المرض الوقتي، يحتاج الطفل إلى مزيد من العطف والحنان؛ حتى يعوض إحساسه بالضعف وعدم القدرة على الاعتماد على النفس.
- لا خوف من الالتصاق المستمر بين الأم والطفل في هذه الفترة، وإعطائه جرعة زائدة من الرعاية والاهتمام، وليس مجرد الاهتمام بالتغذية أو تعاطي الدواء فقط.
- وستكون لفترة مؤقتة لا تؤثر مستقبلاً على الطفل، على أن تعود المعاملة إلى وضعها الطبيعي عندما ينتهي المرض.
- كثيراً ما يحدث للطفل المريض حالة من النكوص النفسي؛ بمعنى عودة بعض التصرفات الطفولية التي لا تتناسب مع سنوات عمره، بل هي صفات مرحلة سابقة على عمره كان انتهى منها، وتوقف عنها منذ فترة، وهي تحدث كنوع من استدرار العطف وجذب الانتباه.
مرض الطفل وانفصاله عن الأسرة
- حالة مرض الطفل واضطراره دخول المستشفى، هنا يتعرض الطفل للانفصال عن الأسرة.. لمجتمع المستشفى الغريب عليه؛ من أطباء وهيئة تمريض وأطفال مرضى آخرين، إضافة إلى الأدوية والعلاجات التي تفرض عليه نظاماً مختلفاً في التغذية واللعب والنوم.
- هذا الانفصال بسبب المرض، يجعل الطفل يشعر بالقلق والمتاعب والهموم، وبعض الخوف من جو المستشفى الغريب والمجهول، وهنا دور الأسرة والأم كبير في إزالة المخاوف التي تتطور إلى حالة من الخوف والاكتئاب والشعور بالذنب.
- وأولى الخطوات تتمثل في شرح الأم لطبيعة عمل الطبيب الذي يخفف المرض، وأن توضح له أن العلاج أو الجراحة ستكون دون ألم وبواسطة طبيب التخدير والمسكنات.
- تسلحي بالحزم في عدم طاعة الطفل في البقاء بجواره لفترة طويلة حسب تعليمات المستشفى؛ حتى لا يتعود، مع محاولة التحكم في انفعالاتك؛ فلا تبكي، ولا ينتابك شعور بالخوف أمام طفلك.
- على الوالدين مراعاة الصدق مع طفلهما المريض بالمستشفى؛ في مواعيد زيارته والانصراف عنه، مع توضيح سبب دخوله المستشفى، وعدم المبالغة في الحديث عن الهدايا التي ستقدم له، لو قبل ووافق على الذهاب للمستشفى، بحيث يشعر أن المستشفى ضروري لمصلحته الذاتية.
الطفل والمرض المزمن
- ومع الأمراض المزمنة، ينصح بعدم التمادي في إعطاء الطفل المزيد من العواطف والمشاعر والاهتمام؛ حتى لا يعتمد على حالته المرضية اعتماداً كلياً في جذب الانتباه وتلبية طلباته، حتى بعد شفائه عضوياً من المرض.
- هناك أطفال يستمرون في شكواهم وادعاء الألم من آلام جسمية ليس لها أي أساس عضوي، كلما رفضت الأم طلباته، وكلما أحس أنه يحتاج إلى من يقف بجواره ويساعده في أي مأزق من المآزق، ليصبح في النهاية طفلاً عديم الثقة في نفسه، معتمداً على الغير دائماً.
الطفل المصاب من ذوي الاحتياجات الخاصة
هنا لابد من اتباع أسلوب المعاملة الجديد؛ يتضمن عدم الاهتمام أو التعليق على مشكلة الطفل ؛ لأن هذا يدفعه إلى الاعتماد على حالته المرضية كلية في تلبية رغباته.
- فيلجأ للشكوى والأوجاع الجسدية تجاه أي صراع أو إحباط نفسي يتعرض له، وأحياناً يستغل عجزه في مزيد من العدوانية أو التصرفات غير المقبولة اجتماعيا.. طالما شعر أن من حوله يعطفون عليه ويستجيبون لطلباته دون حساب.
- لابد من إحساس الطفل المعاق منذ اللحظة الأولى بالاستقلال وعدم الاعتماد على الغير؛ بأن يعامل معاملة عادية.
- بل ويكلف بأداء واجباته مثل الطفل العادي، مع ضرورة تأهيله مبكراً لعمل ما بعد دراسة تناسب إمكاناته في وسط المجتمع دون أي عزل أو إخفاء.
- هذه المعاملة الجديدة للطفل المعاق تفيده في أن يتعود الأفراد والأصحاء من حوله على التكيف والتعايش معه؛ بحيث لا تكون حركاته وسكناته مثار سخرية أو غرابة أو حتى اهتمام منهم.
- الناحية النفسية مهمة عند كل طفل والمريض بالذات، لذا على الأسرة، خاصة الأم، تجنب الإفراط الزائد في الاهتمام الذي قد يدفع الطفل المريض أحياناً إلى التمسك بالمرض لاشعورياً؛ لاعتقاده أن المرض سبب هذه الجرعات الفياضة من الحب والاهتمام، والشفاء يحرمه منها.
- احترسي: الانحراف الاجتماعي السيكوباتي يُنشئ لدى الطفل المعاق حالة عدم إحساسه بالثقة، وعدم قدرته على الاعتماد على النفس، وقضاء حاجاته بنفسه.