كثيرة هي الأمراض التي يتعرض لها الطفل الخديج ،غير الكامل النمو، الذي ينزل قبل أوانه بأيام أو شهر ، أو أشهر قليلة، مما يسبب له الكثير من المعاناة المرضية التي تؤثر عليه مستقبلاً، وأخطرها تلف الدماغ وما يليها من أعراض تعوق حياة الطفل بشكل طبيعي، واليوم هناك بشرى، بعد أن اكتشفت مجموعة من العلماء السر وراء تلف دماغ الأطفال الخدج،إليكم اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري للشرح والتحليل.
من هم الأطفال الخدج؟
- هم الأطفال الذين تمت ولادتهم قبل إكمال الأسبوع 37 من مدة الحمل الطبيعية، أي قبل أكثر من 3 أسابيعَ من الموعد الطبيعي للولادة.
- ويمكن تصنيفهم اعتماداً على الأسبوع الذي تمت فيه الولادة المبكرة إلى 3 مجموعات: ولادة مبكرة متأخرة، ولادة مبكرة معتدلة، وولادة مبكرة للغاية.
- ويشار إلى أنّ الأطفال الخدج الذين يولدون ولادةً مبكرةً متأخرة قد لا يكونون بحاجةٍ للدخول إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وقد لا يبدو عليهم أنّهم وُلدوا قبل الأوان أو أنهم خدج، ولكن ترتفع فرصة تعرضهم للمشاكل الصحية مقارنةً بالأطفال الذين ولدوا بعد فترة حملٍ مكتملة.
- أما الأطفال الخدج الذين تمت ولادتهم في مرحلةٍ مبكرة جداً فهم أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل النمو.
- أما الأطفال الخدج الذين ولدوا في مرحلةٍ مبكرةٍ للغاية، وبالتحديد في الأسبوع 23 إلى الأسبوع 24 من الحمل، فمن المحتمل بقاؤهم على قيد الحياة؛ ولكن بوجود العديد من المخاطر
الأطفال الخدج بالأرقام
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن عدد الأطفال الخدج أي الذين ولدوا قبل إكمال الأسبوع 37 من فترة الحمل، يقدرون بنحو 15 مليون طفلٍ سنوياً، والنسبة في تزايد، ومحلياً تقدر نسبة ولادة أطفال خدج إلى 6% من الولادات الطبيعية.
أعراض الأطفال الخدج
- قد تظهر على الأطفال الخدج أعراضٌ خفيفةٌ جداً، أو قد يعانون من مضاعفات أكثر وضوحاً مثل:
- نقص ردود الأفعال الخاصة بالبلع والمصّ؛ ما يؤدي إلى صعوبةٍ في الرضاعة، حجم الجسم صغيرٌ، مع رأسٍ كبيرٍ بشكلٍ غير متناسب.
- شعر ناعم -زغب- ويغطي معظم أجزاء الجسم.
- المعاناة من الضائقة التنفسية، أو التنفس الجهدي الشاق.
- ملامحُ حادة، وتقاطيع أقل اكتمالاً مقارنةً بالطفل المولود في أوانه وذلك بسبب قلة مخزون الدهون لدى الطفل الخديج.
- انخفاض درجة حرارة الجسم، خاصةً بعد الولادة مباشرة بسبب نقص مخزون الدهون في الجسم.
أطباء يكتشفون سر تلف الدماغ لدى الأطفال الخدج
- كشفت دراسة طبية حديثة أجراها علماء في جامعة فيينا، أن بكتيريا الأمعاء تؤثر على نمو الدماغ لدى الأطفال الخدّج.وحسبما ذكر الباحثون في الجامعة النمساوية، فإن تعرض الأطفال الخدّج لتلف في الدماغ، قد يكون مرتبطاً بشكل رئيسي ببكتيريا الأمعاء.ووجد الباحثون أن فرط نمو الجهاز الهضمي مع بكتيريا "كليبسيلا"، يرتبط بزيادة وجود خلايا مناعية معينة، وتطور أضرار في الجهاز العصبي لدى الأطفال الخدّج.
- وحسب الدراسة التي نشرت نتائجها في موقعي "ساينس دايركت" و"سايس ديلي" الطبيين، فإن البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية تتعاون مع جهاز المناعة، والذي بدوره يراقب ميكروبات الأمعاء ويطور الاستجابات المناسبة لها.
- وبالإضافة إلى ذلك، فإن القناة الهضمية على اتصال بالدماغ عبر "العصب المبهم"، وكذلك من خلال جهاز المناعة.
- وبالنسبة للأطفال الخدج، فإن جهازهم المناعي والميكروب الخاص بهم لا يمتلك القوة الكافية، فمن المحتمل جداً أن تحدث تحولات تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الدماغ.
- وغالباً ما تظهر مثل هذه الأنماط قبل حدوث تغيرات في الدماغ، وهذا يشير إلى وجود فترة زمنية حرجة يمكن خلالها منع تلف دماغ الأطفال الخدّج".
- ومن جانبه، أشار أخصائي الخدّج في قسم الولادة وطب العناية المركزة للأطفال وطب الأطفال العصبي "لوكاسويزغريل": وتظهر بياناتنا أن النمو المفرط لبكتيريا كليب سيلا، وما يرتبط بها من مستويات مرتفعة من الخلايا التائية يمكن أن يؤدي على ما يبدو إلى تفاقم تلف الدماغ.
- ويأمل العلماء أن تمثل الدراسة نقطة انطلاق لمزيد من التحقيق في الميكروب ، وأهميته بالنسبة للتطور العصبي لدى الأطفال المولودين قبل موعدهم بشكل أكثر شمولاً، وتأثير ذلك على تطور الدماغ في المراحل العمرية التالية.