يعدُّ بيت البيعة في محافظة الأحساء أحد المعالم التاريخية التي يسترجع فيها المواطنون، خاصةً الأحسائيين، كل عامٍ، ذكرى اليوم الوطني، ففيه بايع أجدادهم المؤسِّس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله.
وأقام الملك عبدالعزيز في هذا البيت عند قدومه لفتح الأحساء قبل أكثر من قرن، وتحديداً الأحد 28 جمادى الأولى 1331هـ، حيث بات ليلته في إحدى غرفه مع إخوته محمد وسعد وعبدالله، رحمهم الله.
وتعود أهمية هذا البيت، أحد أبرز المعالم الأثرية والسياحية في منطقة الأحساء حالياً، إلى كونه شاهداً على أول زيارةٍ للملك المؤسِّس للأحساء، والتقائه صاحب الدار الشيخ عبداللطيف الملا، أحد أعيان الأحساء وقتها.
ويشهد "بيت البيعة"، الذي يقع في حي الكوت، وهو من الأحياء العريقة في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، إقبالاً كبيراً، خاصةً أيام المناسبات والاحتفالات الوطنية، حيث يتعرَّف فيها الزائرون على تصاميمه القديمة، وأبرز معالمه وآثاره ومحتوياته، إذ يعدُّ مَعْلَماً حضارياً وأثرياً، يعكس الطراز المعماري القديم في تلك المنطقة، ومقصداً للسياح. الطاب
ويضمُّ بيت البيعة ، الذي تقدَّر مساحته بأكثر من 705 أمتار مربعة، وتمَّ بناؤه عام 1203هـ من قِبل الشيخ عبدالرحمن بن عمر بن محمد الملا الذي كان يشغل منصب قاضي الأحساء وقتها، عديداً من الغرف والمقتنيات والأدوات والمخطوطات والمحتويات الأثرية التي تحكي تاريخ الفترة التي بُني فيها، وتعود بعض هذه المقتنيات إلى سنواتٍ طويلة جداً.
ويطغى اللون الأبيض على جدرانه ونوافذه الخشبية، ويتكوَّن من طابقين، الأول عبارةٌ عن ساحة كبيرة للاستقبال، تطلُّ عليها شرفاتٌ داخلية للطابق الثاني، ومن الداخل توجد جلسات خاصة للضيوف، ويحتوي على ملابس وأغراض شخصية، تُعرض داخل المتحف الموجود في المنزل، أما الثاني فتوجد فيه مجموعة من الغرف، تمَّ تخصيص أغلبها للنوم والمعيشة، إلى جانب صور تاريخية وأخرى إرشادية تؤرِّخ قصة هذا البيت.
وقد قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء عام 2007 بترميم البيت، وصنَّفته ضمن المتاحف المعتمدة والرسمية في منطقة الأحساء، ليصبح مقصداً للزائرين والسياح من داخل المنطقة وخارجها باعتباره يحكي قصة مبايعة أهالي الأحساء للملك المؤسِّس.