بمناسبة احتفالات المملكة العربية السعودية بالذكرى 91 ليومها الوطني فإنّ شخصيات تونسية مرموقة تفاعلتْ مع هذا الحدث الهام، وخصّت "سيّدتي" بانطباعاتها وذكرياتها.
وقال نور الدين المازني، مُستشار سابق بمنظمة المؤتمر (التعاون) الإسلامي: "ذكرياتي لا تنسى مع المملكة العربيّة السّعوديّة وهي تحتفل بعيدها الوطني الحادي والتسعين، تهاني من القلب لهذا البلد الكبير، بلد الحرمين الشريفين الذي قضيتُ فيه قرابة العقدين 1980-2000، كموظف سامٍ في ثاني مُنظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وفيه أيضاً عملتْ زوجتي "رفيقة" ملحقة دبلوماسيّة في كل من سفارة تونس وقنصليتها العامة، بمدينة جدة، عروس البحر الأحمر، رزقنا الله ثلاثة أطفال مازالوا إلى اليوم متعلقين ببلد المولد والنشأة".
وأضاف المازني: "ما زلتُ أحملُ إلى اليوم أجمل الذكريات عن فترة عملي كمستشار إعلامي لأربعة أمناء عامين متتالين لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تعرف اليوم بمنظمة التعاون الإسلامي، وكان أولهم الحبيب الشطي وزير خارجية تونس الأسبق الذي قدم أفضل صورة عن تونس طوال السنوات التي قضاها على رأس الأمانة العامة للمنظمة بفضل التناغم الكبير مع دولة المقر، المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة".
شهادة للتاريخ
وأوضح المُستشار السابق في منظمة المؤتمر (التعاون) الإسلامي، طبيعة العلاقات الوطيدة بين المملكة وتونس، قائلاً: "الواقع أن هذا التناغم كان يعكس عمق العلاقات التونسية السعودية، وتجذرها منذ أن كانت بلادي تناضل من أجل نيلها الاستقلال من المستعمر الفرنسي، وسيذكر التاريخ بكل اعتزاز ما وجده الرئيس الحبيب بورقيبة منذ مطلع الخمسينات من دعم كامل لدى الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية، وقد استمر هذا الدعم إلى اليوم مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان".
حقائق وأرقام
وكشف قائلاً: "إن العلاقات الثنائية حالياً في قفزة نوعية غير مسبوقة، تجلت من بين أمور أخرى كثيرة ومتعددة، في المساعدات الهائلة التي أمرت بإرسالها قيادة المملكة إلى تونس لمواجهة الظروف الوبائية الحرجة التي مرت بها بلادنا بسبب جائحة كوفيد 19، وقد تواصل الجسر الجوي لإيصال تلك المساعدات على امتداد أسابيع، ولا أقول ذلك من باب المجاملة أو من فراغ بل انطلاقاً من حقائق وأرقام تتحدث عن نفسها وهي معروفة لدى الجميع".
كلمة حق
وختامًا فقد قال المازني: "كلمة حق أقولها بشأن التطور الكبير الذي تشهده المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث شمل هذا التطور الذي أبهر القاصي والداني، كافة الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى جانب الإنجازات الكبرى في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمتمثلة أساساً في أعمال توسعة وتطوير لتوفير سبل الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وما كان ذلك ليحدث لولا بعد النظر وحسن التخطيط وسداد الرؤى، وكلها خصال اجتمعت في القيادة الحالية للمملكة التي تعمل دون كلل ولا ملل لإسعاد الشعب السعودي الشقيق وخدمة القضايا العادلة للأمة الإسلامية والإسهام الفاعل في تعزيز السلم والأمن في العالم. وكل عيد والمملكة وقيادتها بألف خير".
كما تحدث الدكتور مُنجي الزّيدي، المسؤول التونسي السامي وأستاذ علم الاجتماع بجامعة تونس وجامعة حائل عن اليوم الوطني السعودي، قائلاً: "أتقدّم بأحر التهاني للملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني. إن للمملكة مكانة خاصة في قلوب المسلمين فهي بلد الحرمين الشريفين. وهي تحتل موقعاً هاماً في محيطها الإقليمي والدولي جعل منها قوّة ذات وزن وتأثير، وهي تحظى باحترام الجميع وإعجابهم بما تحققه من إنجازات كبيرة".
محبّة خاصّة
وقال الزيدي: "على المستوى الشخصي أحتفظ للمملكة وشعبها الكريم المضياف بمحبة خاصة. فأنا أقيم بها منذ مدة وأعمل بجامعة حائل ولي صداقات وعلاقات زمالة ودية وصادقة مع الكثير من الجامعيين والمثقفين. ولقد سمحت لي إقامتي بها بأن أتعرف عن قرب على مدى شهامة السعوديين ورفعة أخلاقهم؛ وإنني أعتبر الحفاوة التي يلاقيني بها طلابي منذ سنوات في المحلات والشوارع من أكبر المكاسب التي حققتها، حيث نجحت المملكة في تحقيق إنجازات تنموية كبيرة، ولقد عاينت في حياتي اليومية هنا تطور الخدمات والمرافق والتجهيزات ومشاريع ضخمة ستجعل من البلد قطباً عالمياً مشعاً. وتشهد الحياة الاجتماعية حركة وزخماً وإصلاحات عميقة ومحترمة. وإنني من أشد المعجبين بتطور الحركة الثقافية التي ارتقت بنوعية الحياة بالمملكة".
كرم وشهامة
وأضاف المسؤول التونسي السامي: "إن أعظم ما يمكن أن نفخر به هو كرم القيادة وشهامتها. ففي أوج مكافحة جائحة كوفيد 19 لم تستثن المملكة أحداً من المقيمين على أرضها من تلقي العلاج واللقاح حتى أولئك الذين هم في وضع غير نظامي. لقد أثبتت المملكة قدرة ونجاعة مثيرة للإعجاب على إدارة الأزمة الصحية وعلى حس إنساني كبير. وأغتنم الفرصة هنا لأرفع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عبارات الشكر الجزيل على ما حظيت به بلادي تونس من مساعدة ودعم ووقفة أخوية كريمة؛ لمواجهة آثار الجائحة، متمنياً للمملكة وأحبائي بها دوام الرخاء والاستقرار والتقدم".