نظم منتدى الثلاثاء الثقافي، تحت عنوان "الفلسفة من الأفكار المجردة إلى الحياة اليومية"، والذي طرح من خلاله المشاركون مسألة تعارض الفلسفة مع الدين، وكون العلم أكثر فائدة للإنسانية من الفلسفة.
وأضافت أن السؤال الفلسفي يفتح الأفق ويقود للانتقال من التجريدي الصعب إلى اليومي البسيط كسؤال: ماذا لو؟ ويقود ذلك إلى تساؤلات بمستويات مختلفة تصل للعلاقات الثنائية؛ كعدم التسيد على الطرف المقابل، والمغامرة التساؤلية ضاربة في ميثولوجيا الإنسان بشكل عام، كما أنها طفولية في تعلمها وحول دور الفلسفة في العصر التقني الحاضر
أوضحت العرضاوي أن التشكلات التقنية ساهمت في إنتاج السلوكيات البكماء المنقطعة عن التواصلية الإنسانية والسلام التأملي، حيث أصبحت الأجهزة هي المتحكمة في حياتنا، من هنا يأتي دور الفلسفة التي تعمل على تحقيق السعادة وسط الفوضى للخروج من العمى الإنساني الناتج من فعل السرعة. وأشارت إلى أن معاقرة الفلسفة لا تزال حديثة في مجتمعاتنا، وإجرائياً فإنها تعمل على ضبط الفضائل والأخلاق وتقريب الممارسة السلوكية اليومية، ومن أسباب النظرة المعقدة للفلسفة هو الضعف اللغوي، والعقل المتطرف يرفض أي علم يقاوم منطقة الراحة لديه بما في ذلك الفلسفة
وحول التعارض بين الدين والفلسفة، بيّنت العرضاوي أن الدين لا يتناقض مع الفلسفة، حيث إنه يدعو للتفكير والفضائل التي يعتبرها عبادة، والفلسفة الظاهراتية تدعو إلى إعادة الروحانيات للماديات، مما يساعد الإنسان على اكتشاف ذوات مختلفة من الماديات المحيطة به، والتحول نحو الفلسفة يحتاج لفترات زمنية أطول. وأكدت أن هناك أسباباً كثيرة أدت إلى انهيار الفكر العربي، مطالبة بطرح السؤال المهم؛ وهو: كيف يمكن أن ينهض هذا الفكر من جديد؟ مشيرة إلى أن مرور الفكر الإسلامي بالتفلسف كان بنفس الدائرة التي مرت بها الحضارات الأخرى، وأن العرب قادرون على الفلسفة والتفلسف، وبيننا فلاسفة عظام، وينبغي التحرر من أفكار التبعية
وجدير ذكره أنه تم استضافة الفائزة الثالثة بجائزة تحدي القراءة العربي، الطالبة شهد آل قيصوم، ضمن برنامج الندوة، حيث تحدثت عن تجربتها في القراءة ومشاركاتها في الجائزة التي تقام على مستوى المنطقة العربية.