استضاف "حديث الكتاب" الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأسبق على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب، متحدثاً خلال مؤتمر عن إطلاق كتابه "الملف الأفغاني".
وعن رحلة عمله التي امتدت لأكثر من عشرين عاما في هذا الملف المثير للجدل، حيث يتضمن الكتاب شهادته الكاملة عن الفترة الزمنية الأكثر أهمية وحساسية في التاريخ الأفغاني الحديث، وعلاقة المملكة العربية السعودية بهذا الملف.
وأوضح الأمير تركي الفيصل عن موقفين خذلت فيه طالبان المملكة، وجاء ذلك خلال حفل توقيع الطبعة العربية من الكتاب، حيث كشف الكتاب عن الكثير من الحقائق حيث بدأ الفيصل كتابته عندما كان سفيراً للمملكة العربية السعودية في العاصمة البريطانية لندن.
وقال الأمير تركي الفيصل: "طالبان خذلوا المملكة بل وخذلوا أنفسهم والشعب الأفغاني عندما رفضوا تسليم أسامة بن لادن في عهد الملا عمر، كما خذلوا المملكة مرة أخرى عندما رفضوا قطع صلتهم بالقاعدة حينما طلب الرئيس كرزاي توسط المملكة بينه وبينهم".
وصرح بأنه تقدم بطلب الإذن للشروع في الكتابة من الملك عبد الله وأوضح له أن الكتاب سيسرد ما قامت به المملكة في أفغانستان منذ الغزو السوفيتي وحتى قبل أحداث 11 سبتمبر بأيام، والتي جاءت بعد تركه الاستخبارات العامة.
وأضاف الأمير تركي الفيصل أن الملك عبد الله وافق على طلبه وكلف الأمير مقرن بن عبد العزيز بمساعدته وبالفعل وفر له الأمير مقرن بعض الوثائق التي ساعدت في ربط الأمور ومنحها الصفة الحقيقية بدل الروائية التي نشرها في كتابه.
وأوضح الفيصل أن الهدف من كتابه مخاطبة العالم أكثر من مخاطبة السعوديين، خاصة أن هناك جدلا ولغطا في الأوساط الدولية والعالمية عن دور المملكة وما وصل إليه أسامة بن لادن بتدمير نيويورك بما حدث في 11 سبتمبر.
ويقدم كتاب "الملف الأفغاني" شهادة تاريخية كاملة عن الفترة الأكثر إثارة في التاريخ الأفغاني وعلاقة الملف الأفغاني بالمملكة من واقع معاش لرحلة عملية امتدت لأكثر من عشرين عاماً.
ويأتي الكتاب من خمسة عشر فصلا أولها فصل الغزو السوفيتي والرد الأفغاني في الثمانينيات، كما يتناول محاولات الاستقلال وحتى ظهور المجاهدين، ويتطرق كذلك لخطوط إمداد السلاح وسنوات الحرب الأولى والجمعيات الخيرية والمتطوعين وحتى تحول الحرب والانسحاب وأزمة الكويت وسقوط الدكتور نجيب الله وإعادة المتطوعين إلى بلدانهم وصعود طالبان وعلاقتها بأسامة بن لادن، ويختتم بالفصل الأخير والذي يأتي بعنوان "أعقاب الكارثة".
ويتزامن إطلاق الكتاب مع التطورات الأخيرة التي تشهدها أفغانستان والمتمثلة في الانسحاب الأمريكي وعودة طالبان للسلطة، كما يكتسب أهمية من مؤلفه والذي شغل منصب رئيس الاستخبارات السعودية خلال الفترة من أواخر 1997 وحتى 2001.
يذكر أن كتاب "الملف الأفغاني" الذي صدرت طبعته الإنجليزية عن دار "Arabian Publishing" بلندن، صدرت بالتزامن معه طبعة عربية في 350 صفحة.