بين ثنايا قلبك تَكمُن أطياف مشاعِرك الخفية.. تنكَمِشُ على نفسها كأُنثى حائرة في وادٍ أجوف.. كنغمةٍ تعزِفُها أجنحة الرياح في يومٍ مُمطِر، كأسيرة تَنتَظِرُ مِن أحدهم فَك قيودها.. وما مِن مُنقِذٍ سواك.. ما مِن أحدٍ يملُك سبيلاً لها إلاك.. فقَدر تِلكَ المشاعر وأعطِها مِن الاهتمام شيئاً ليس بالقليل.. تُعطيك الدِفء والاطمئنان.. تُنير خطواتك وتمحو خطاياك.. تُرَطِبُ قلبك مِن جفاف وريده.. وتَبُث فيه وميض الأمل ليبعث بدقاتهِ التالية.. قَدِر مشاعِرك فما لَك سواها رفيقاً صادقاً.. واكتب بماء الذهب كُل ما تُلهمك به من إحساسٍ نقي، وحرف رقيق..
وهُنالك بين ضلوعك وقود مِن نوعٍ خاص، قوى تُضاهي ثِقل الجِبال، تُصاحِبُ أنفاسك، نبضاتك، خُطُواتك، تُصاحبك أينما ذهبت.. إنهُ الحُب.. ذاك الشيء الذي يدفع قلبك لضخ المزيد من الدماء، والتقاط أنفاسك بحريةٍ وراحة.. تمسك بذاك الحُب الذي تمنحهُ لنفسك، فهو مُفتاح الوصول إلى قلوب كُل من حولك، هو الجِسر الذي يَدعم كُل طريقٍ هالِك، فاحتمِ به، وحافظ عليه ما دمت حياً..
وتذكر ألا تضعف مهما دارت عقارب الوقت مُحملةً بالمتاعب، ستُباغِتك رعشة الأشواق، فترى أطرافك تتحرك بِبُطءٍ في مُحاولة للوثب نحو مُرادها، يفتح عقلك الباب للمزيد مِن الضيوف، فأحزانٌ تارةً، وذكرياتٌ تارةً أُخرى، وما بين هذا وذاك.. يتسرب الضعفُ إلى جسدك في صمتٍ مُبهم، وهُنا بداية النهاية، هُنا الثُقب الأسود يُطيح برؤوس الضعفاء، فلا تمنح لذاك الشيء فُرصةً لأن يفرض فروضهُ، ويُلقي بحبالهِ الخبيثة بين أضلُعك، لا تضعف أبداً.. وكُن كالجبال الراسخة مهما اشتدت رياحك..
وثق في دوافعك وأسبابك ففيكَ يعيشُ الأمل خالداً، قوى لا يعيقها عائق، ولا تُوهِنُها قسوة الحياة، مهما اختلفت الأسباب والظروف، فالدوافع واحدة، راسخة، ثِق في دوافِعك للسير نَحو حياةٍ أفضل، عملٌ ناجح، حُبٌ صادِق، وعلاقةٌ مُستمرة، ثِق في إيمانك بالقدر، فإنهُ لا يخطئ أبداً. ولا تقسو على قلبك وتوقف عن جلد الذات، وعِتاب الضمير، فروحك أكثرَ رِقة مما تعتقد، تحتاج مِنك الرعاية لا القسوة، والاهتمام لا الإهمال، والعفو عن ذنوبها القديمة، توقف عن سلاسل اللوم المُستمرة، فإنها تُفتت النفس وتضعها تحت طائلة الأحكام الظالمة، لا تقسو على نفسك، فما مر قد مر، والقادم أفضل..