إن لم يَكُن لكَ رفيقٌ مُخلصٌ، فاستَعِن بقلبك خيرَ رفيقٍ، ألم يصحبك في كُلِّ تجاربك بالحياةِ، ألم يَنبُض ليُعينك على التقاط أنفاسك حين اعتقدت أنها النهاية، ألم يَكُن على عِلمٍ بما يدورُ في رأسك، وما تحملهُ أضلُعك مِن إحساسٍ، ورغباتٍ، وأحلامٍ؟ ثم ألَّا يستحقُّ مِنك أن تلتقيه، وتُحدِّثهُ، تعترفُ لهُ بِكُلِّ ما يدورُ في رأسك؟
أحياناً.. حين نبوحُ بما في جوفنا، نُدركُ حقائق لَم نَكُن لندركها بالتفكيرِ الصامتِ، وبالخواطرِ البائسةِ. أحياناً.. نحتاجُ لأن نفيضَ بما حُملِنا بهِ، من الماضي والذكريات، حينئذٍ.. حَدِّث قلبك، وسيُرشِدك إلى الطريقِ الأمثل.
عِش لحظاتِ حماسك، فنحن نحتاجُ مِن الحين للآخرِ لأن نستشعرَ حريتنا، تِلكَ المُتعةُ الحقيقيةُ التي لا يُدركها سوى مَن تذوَّق قسوةَ القيودِ، لكنَّنا نحتاجُ إلى حريةٍ من نوعٍ آخر، تِلكَ الحريةُ التي تشعرُ معها بأنَّ في داخلك كماً من الحماسِ والطاقةِ، لا يُمكنُ إيقافهما، تندفعُ لتُزيح مِن أمامها كُلَّ عائقٍ، وتلتهم من المُتعةِ المُستحقةِ ما يُرضي رغباتك. ربما هي قليلةٌ تلك اللحظاتُ من الجنونِ المشروعِ، لكِنَّها تستحقُّ التأمُّل، فعِشْ لحظاتِ حماسك مهما كانت الظروفُ والأوقاتُ، فـمَن عاش تِلكَ اللحظاتِ فقد عاش أعماراً فوق عُمرهِ.
واستشعِر قوتك، فمَن يُمكنهُ إيقافك حين تَدُقُّ الساعةُ لتُشيرَ عقاربها إليك في فخرٍ وحماسٍ، حينها فقط.. أمهل عقلَك لحظاتٍ لتستشعرَ تِلكَ القوَّةَ التي تنتفضُ داخلك. إنها قوَّةُ الإرادةِ، والطموحِ، والرغبةِ في امتلاك العالمِ بأسره في ليلةٍ وضحاها. إنها قوى الاندفاعِ نَحو المجهولِ، والإصرارِ على تحقيقِ ما لم يتوقَّع أحدٌ منك أن تُحققه يوماً. إنها القوَّةُ السحريةُ التي يبحث عنها الجميع، لكِن أحدهم لم يَعلَم أنها تَكمُن في قلبِ كُلِّ إنسانٍ، ولن تنتهي أبداً مهما كَثُرت صدمات الواقع.
ولا تُهمِل مشاعرَك، فالاهتمام يا عزيزي كلمةُ السرِّ لدخولِ القلوبِ، وعلاجِ المشكلاتِ، وترميمَ العلاقاتِ المُتصدِّعةِ، لكنَّ الاهتمام لا يقتصرُ فقط على غيرك! بل عليكَ أن تهتمَّ أيضاً بمشاعرك أنت، فلا تُهملها، ولا تدعها تتسرَّبُ مِنك حتى تنفد. اهتمَّ بمشاعرك فهي مُحرِّككُ ووقودُ قلبكِ، ليشعُرَ ويعي. إنها السبيلُ إلى السعادةِ المُطلقةِ، والوسيلةُ التي يُشبع بها قلبك رغباتهِ المشروعة، فلا تُهمِل مشاعرَك، مهما رأيت مِن الدنيا من قسوةٍ ومتاعبَ.