تعد مشكلة تزايد عدد النفايات البلاستيكية من المشكلات التي يعمل الباحثون على دراستها من أجل حلها تدريجيًا، وفي إطار هذا الأمر قام مجموعة من العلماء بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، بالمساهمة في تسليط الضوء على تلك المشكلة لحلها والوصول لتقنية جديدة تساعد على استكشاف النفايات البلاستيكية على شواطئ البحر الأحمر وداخل مياهه.
وقد أثمرت التجارب التي قام بها فريق «كاوست» بعدة نتائج على رأسها استخدام طائرات بدون طيار مزودة بآلات تصوير، بجانب تقنية تعلم الآلة، يمكن من خلالها التعرف على المعلومات وتحسين مراقبة النفايات وحركتها داخل البحر باستخدام أجهزة الكمبيوتر.
وقد صرحت «سيسيليا مارتين»، طالبة الدكتوراه في العلوم البحرية، بشأن هذا الموضوع وقالت « نحن نعلم أننا نُلقي ملايين الأطنان من البلاستيك في البحر كل عام، لكننا لا نعلم أين ينتهي المطاف بهذه الكميات».
وأضافت «تقول واحدة من أكثر العلماء تأثيرًا في مجال تلوث البحر بالبلاستيك، وهي جينا جامبيك من جامعة جورجيا، إننا لا نستطيع التحكم في ما لا نستطيع قياسه. لذا فإن تقدير كميات البلاستيك على الشواطئ، خطوة حاسمة لتحديد كمية النفايات البلاستيكية البحرية كلها».
فريق من الباحثين من كاوست يبتكرون طريقة جديدة تقوم على استخدام طائراتٍ دون طيار مع تقنية تعلُّم الآلة. وقد أدّت نتائج أكفأ وأسرع 40 مرة من الطرق المتّبعة عالميا.#رادار #كاوستhttps://t.co/JSiDvy0Nf7 pic.twitter.com/xDeiGfdEo0
— جامعة الملك عبدالله (@KAUST_NewsAR) October 17, 2021
واختتمت حديثها مؤكدة على أن استخدام التقنيات القديمة في الكشف عن النفايات مثل استخدام أشخاص يسيرون بالأقدام بحثًا عنها، غير مجدية بالمرة وتتسم بالبطء وعدم الكفاءة.
بناءً على ما سبق، فقد نجح «كارلوس دوارتي»، أستاذ علوم البحار في كاوست، وزملاؤه بالقسم، في اختراع تقنية جديدة لرصد النفايات البلاستيكية باستخدام طائرات دون طيار، تعتمد على عمل مسح لأجزاء أكبر من الشواطئ بصورة أسرع من الطرق الحالية.
وقد أجرى الفريق أكثر من تجربة لهذه التقنية، ووجدوا أن الطائرات استطاعت أن تمسح الشواطئ وتبحث عن البلاستيك بمقدار 40 مرة أسرع مقارنة بالطرق البصرية العادية، ووصلت دقة المسح اليدوي للصور التي التقطتها الطائرة إلى 62% على ارتفاع 10 أمتار.
يُذكر أن الفريق قام بتصوير تلك النفايات إلى جهاز كمبيوتر بهدف تدريبه على اكتشاف المواد البلاستيكية أوتوماتيكيًا عند تزويده بصور جديدة، استطاعت تلك الطريقة تقدير كمية النفايات البلاستيكية على الشاطئ بأكبر من قيمتها الحقيقية، واستطاعت أن تحدد النسب المئوية للأنواع المختلفة من البلاستيك، مثل أوعية المشروبات، وأغطية الزجاجات، والأكياس البلاستيكية.