أوصت الجدات منذ القدم بضرورة الحرص على حمام الرضيع ورضاعته الطبيعية، وجعلن للحمام طقوساً، كما اتبعن عادات ومعتقدات في تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل على أساس أنها الرابطة الأولى بين الطفل وأمه، وبناء على ذلك فقد رأين أن تأخير حمام المولود الأول يفيده، فيما لم يشجعن الحمام اليومي له، وعلى ذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتورة ولاء عبد المعز؛ استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة حول عدد مرات استحمام الرضيع كالآتي.
حمام الرضيع الأول
في أحدث توصياتها تؤكد منظمة الصحة العالمية بضرورة تأخير حمام المولود حتى مرور 24 ساعة على ولادته وذلك لحماية جلده من البكتيريا، وفيما تعمد الكثير من المستشفيات إلى إجراء حمام المولود بمجرد نزوله من رحم الأم إلا أن الكثير من المستشفيات اكتشفت أن تأخير حمام المولود يؤدي لزيادة إقبال المولود على ثدي الأم، وحسب الدراسات التي أجريت بهذا الشأن أن الأم التي لا تقوم بحمام المولود في المشفى بتوصية الممرضات أو في البيت بتوصية الجدة أن تقوم بذلك فهي تنشغل بإرضاع المولود أولاً وبالتالي تحقق الرابطة بينها وبين طفلها منذ اللحظات الأولى، وتعمد الجدات إلى تأخير الحمام حتى الأسبوع الأول معتقدات أن ذلك يعزز من رابطة الأم بطفلها لبقاء رائحة الرحم بين جلده وبين الأم، فيما ترى الحدات أيضاً أن الطبقة الخارجية لجلد الطفل تحميه من الأمراض والأجواء الباردة، ولذلك فقد اتبعن الفطرة في تأخير الحمام، وقد أثبتت الدراسات فعلاً أن بقايا السائل الأمينوسي حول جسم الطفل يحافظ على درجة حرارة رحم الأم فلا يتعرض للأمراض.
تابعي المزيد: الرضيع في الشهر السابع
كم مرة يجب أن يستحم الرضيع؟
لا يفضل أن يستحم المولود حديثا بشكل يومي، ويمكنه أن يحصل على حمامه مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، ففي الأيام الأولى من حياته حتى نهاية الشهر الأول يكون جلده حساساً ولذلك لا يفضل أن يغمر بالماء والصابون لمرات كثيرة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى أن يصاب جلده بالحساسية والجفاف، وعلى ذلك يحصل الرضيع على الحمام بهذا المعدل، وهذا لا يعني أن تتوقف الأم عن تنظيف الرضيع وتغيير ملابسه الداخلية، ومسح رأسه وغسل وجهه كل صباح أو تنظيفه بتمرير فوطة مبللة بماء دافئ ثم يجفف بفوطة ناعمة وجافة، وكذلك التشطيف للجزء السفلي بالماء الدافئ بعد تغيير الحفاض، وبعد تقدمه في العمر يمكن أن يستحم يومياً في فصل الصيف.
فوائد الاستحمام للرضيع
يفيد الحمام الطفل الرضيع بصورة كبيرة في الحفاظ على معدل نموه؛ فالطفل الذي يستحم ويكون جسمه نظيفاً ولا يشعر بالضيق من تراكم العرق فوق خلايا جلده يقبل على الرضاعة بصورة أكبر، كما يحقق الطفل زيادة في الوزن مع تكرار حمامه في الأسبوع لأكثر من ثلاث مرات، وكلما تقدم في العمر فهو يكون بحاجة لكي يلعب ويلهو بالماء خاصة حين يصبح قادراً على الجلوس، ويساعد الحمام على استرخاء الطفل وكذلك شعوره بالرغبة في النوم المتواصل، لأن معظم الرضع ينامون نوماً متقطعاً يقلق الأم ويثير أعصابها، ولكن الحمام يساعد الطفل على النوم لساعات متواصلة دون أن يستيقظ ليبكي أو يطلب الطعام.
تابعي المزيد: متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة؟
شروط الحمام الصحي للرضيع
يفضل أن يحصل الرضيع على حمامه في المساء قبل النوم بالنسبة للرضيع الذي يعاني من الأرق وتكرار الاستيقاظ خلال الليل، وكذلك يخلصه الحمام المسائي من المغص والغازات، ويجب ألا تزيد مدة الحمام عن عشر دقائق لكي لا يتعرض الطفل لتيارات الهواء البارد، وكذلك يشعر الطفل بالضجر والإرهاق في حال طول مدة استحمامه، ويجب أن تكون الغرفة جيدة التهوية ولا يفضل أن يستحم في الحمام في الفترة الأولى من حياته، وأدوات حمام الرضيع يمكن نقلها لغرفة مخصصة أو لغرفة نومه، وهناك بعض الأدوات التي تساعد على تسهيل الحمام في الغرفة مثل تصريف الماء وغيرها، ويمكن وضع ألعاب الطفل عندما يستطيع الجلوس بمفرده حوله لكي يحب الماء ولا يكره وقت الاستحمام.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.