أن تكوني شخصية مستقلة ليس بالأمر الصعب الذي لا يمكن تحقيقه، ولكن قبل إتخاذ هذه الخطوة يجب أن تعرفي قدراتك ورغبتك الحقيقية في أن تكوني مستقلة. فأنتِ لا تريدين أن تعرفي كيف تصبحين كذلك لتتباهي أمام أصدقائك باستقلاليتك وحسب، بل يحب أن يكون هذا الأمر نابعاً من رغبتك الذاتية في الحصول عليها.
فالاستقلالية، بحسب موقع Well Being Centre هي مهارة حيوية تعني قدرتك على حكم نفسك وغالباً يتمتع بها الأشخاص الذين يمتلكون قدراً مهماً من المعرفة والخبرة ويحاولون دائماً السيطرة على حياتهم. كما أنهم يسعون لتحقيق أهدافهم والوصول إلى طموحاتهم وفعل ما يريدون وفقاً قواعد عقلانية ذكية تنم عن خلفيتهم الثقافية وحريتهم الشخصية.
صفات الشخصية المستقلة
والأشخاص المستقلون يتميزون عن غيرهم بامتلاكهم الثقة والحرية في القيام بالأشياء دون الحاجة إلى مساعدة من أشخاص آخرين. الاعتماد على الذات. القدرة على القيام بالأشياء أو تحديدها بأنفسهم، بدلاً من الاعتماد على أشخاص آخرين للمساعدة.
ولكي تكوِّني شخصية مستقلة هناك بعض الخطوات التي يجب عليكِ أن تأخذيها بعين الاعتبار:
1- الاستقلال المادي
الشخص المستقل يكون اعتماده الأساسي على الاستقلال المادي حيث أنه يرى أن المادة أكثر شيء يمكن أن تأتي على كرامة الإنسان وتجعله يرضخ لأي أمر يأخذه من أي شخص.
ويأتي الاستقلال المادي بالبحث عن وظيفة مناسبة أو إنشاء مشروع صغير يدعم اهتماماتك الشخصية، وبالتالي توفير دخل خاص بكِ ومحاولة الاعتماد على نفسك لتسديد فواتيرك ومصاريفك المعيشية. هذا بالإضافة لاقتطاع جزءٍ من الدخل أو الأرباح لتوفيرها والاستعداد دائماً لتدبير النفقات.
2- التحلي بأسلوب خاص يميزك عن غيرك
إن تتبع العادات المتأصلة في طبيعتك يجعلك مميزة عن الآخرين كما يجعلكِ تمتلكين حدوداً مهمة لا يمكن لأحد تجاوزها، وبذلك تصبحين معتادة بشكل غير واعٍ على طبيعة شخصيتك لدرجة أن الأمر يتطلب منكِ جهداً لخرقها أو التوقف عن تنفيذها.
3- إدارة المخاوف الشخصية
ويأتي ذلك بتقبل ذاتك والتقليل من رفض نفسك والتفكير المنطقي بالمخاوف والأسباب التي تجعل منكِ رفض تدبر الأمور المترتبة على عاتقك ثم إيجاد حلول جيدة لترتيب المهام وتنسيقها وكسر الخوف المتعلق بالفشل والهزيمة.
4- تحمل الأخطاء الشخصية والتعلم منها
من الأمور الطبيعية ارتكاب بعض الأخطاء عند الإقدام على عمل جديد أو تعلم شيء مختلف، وبمرور الوقت والممارسة والبحث المستمرّ ستكتسبين القدرة للحصول على النتائج المرجوة. فالاستقلاليّة دائماً ما تحتاج إلى التعلم من الأخطاء وتجاوز مرحلة الفشل والمحاولة مراراً وتكراراً لتحقيق الطموحات والإنجازات العظيمة.
5- عدم الانقياد لآراء الآخرين
إذا أردت أن تكوني شخصية مستقلة، عليكِ بالإلمام التام لأي أمرٍ ما من جميع النواحي المختلفة والقيام بدراسة جميع تفاصيله وبناء وجهات نظر وآراء خاصة بكِ من خلال الدراسة عن جميع القضايا المحيطة بهذا الأمر. فالانقياد لآراء الآخرين سيقلل من أحكامك الخاصة ويمنعك على الإقبال على أي خطوة دون استشارة. لذلك يجدر بكِ البدء في الاعتماد على نفسك والتوصل لحلول فردية جيدة تدعم الوصول لقرارات مهمة في حياتك.
6- القدرة على التحكم بمشاعرك وعواطفك
إن إحكام السيطرة على المشاعر والقدرة على التحكم بردة الفعل عند مواجهة الظروف المختلفة، تمكّن الفرد من الوصول إلى الاستقلالية في حياته. كما أن الفرد الذي يحتوي نفسه في حالة انهياره وتعرضه للحزن والألم ولا ينتظر من أحد الأشخاص المحيطين أو المقرّبين إخراجه من حالته فهو المسيطر دائماً والقادر على التحكم بذاته وعواطفه ويستطيع دعم نفسه وتهدئتها. ومن الجدير بالذكر أنّه ليس عيباً أن يُعبر الانسان عن مشاعره، فخلق مساحة كافية للتعبير عن المشاعر سيمنحه الراحة ويكشف عن قدراته الداخلية في إحداث التغيير في العالم من حول.
7- انتقاء العلاقات جيداً
صاحب الشخصية المستقلة لا يلقي بنفسه على كل علاقة أو ارتباط يأتي في طريقه، بل هو شخص دقيق في العلاقة التي يرغب بالدخول فيها وقادر على دراستها جيدًا ومعرفة ما إذا كانت جيدة له قبل الانغماس فيها.