صمم فريق من العلماء الروس، أول جهاز في العالم للكشف عن مادة النيتروبنزين، وهي مادة شديدة الخطورة والسمية، التي تصيب المواد الغذائية.
ويتميز الجهاز المتطور، الذي قام عليه متخصصون روس بجامعة الأورال الفيدرالية الروسية، بدقة تحليلية غير مسبوقة، وفقا لما جاء في البحث الذي نشرته مجلة Food Chemistry العلمية.
ويعتبر النيتروبنزين مركبًا شديد الخطورة وله تأثير قوي مسرطن ومسبب للطفرات، ويصعب تحييده كيميائياً، ويستخدم على نطاق واسع في الصناعة الكيميائية كمذيب، ويعتبر التحكم في محتوى هذه المادة في الغذاء والبيئة، وفقًا لعلماء جامعة الأورال الفيدرالية، جزءًا أساسياً من المراقبة البيئية.
وأشار العلماء إلى أن العسل من أكثر المواد الغذائية عرضة للتلوث بالنيترو بنزين، ويحدث ذلك بسبب استخدام المبيدات الحشرية المستخدمة لحماية النحل وخلايا النحل من القراد.
وقالت أليسا كوزتسينا، مديرة مركز الابتكار في التقنيات الصيدلانية الكيميائية "يتم تحديد حساسية ودقة هذه المحللات من خلال بنية (أداة التعرف) أو ما يسمى بطبقة المستقبلات. وكقاعدة عامة، هي تتكون من إنزيمات، ومحفزات بيولوجية عالمية، والتي لها تكلفة عالية واستقرار كيميائي منخفض، إلى جانب بعض المزايا الأخرى".
وطوّر أخصائيو الجامعة مستقبلاً اصطناعياً كبديل للأنظمة القائمة على الإنزيمات، كما أنشأوا نموذجاً أولياً لمحلل محمول يعتمد عليه، ويعتمد مبدأ عملها على استخدام المركبات العضوية من فئة الديازين، وهذه المواد قادرة على التفاعل بشكل انتقائي مع النيتروبنزين "سحبها" من العينة التي تم تحليلها إلى القطب الكهربي لجهاز الاستشعار الكهروكيميائي، ووفقاً للباحثين تتميز الطريقة الجديدة بحساسية استثنائية وتكاليف عمالة قليلة لتحضير العينة.
وتمكن باحثو جامعة أورال الفيدرالية، باستخدام التقنية الجديدة، من اكتشاف كمية غير آمنة من النيتروبنزين في بعض عينات العسل التجارية، والتي "فاتتها" في التحليل بالطرق المقبولة.
ومن المزايا المهمة للطريقة الجديدة، إمكانية التنفيذ في كل من المختبرات الثابتة وفي شكل أجهزة محمولة، وسيكون التطوير مطلوباً ليس فقط في المراقبة البيئية ومراقبة جودة الأغذية، ولكن أيضاً في الصناعة، مثل إنتاج مستحضرات التجميل على سبيل المثال.
تم تنفيذ العمل بالاشتراك مع متخصصين من معهد التوليف العضوي التابع لفرع الأورال التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ويعتزم فريق البحث مواصلة البحث الأساسي في هذا المجال مستقبلاً، وتطوير أنظمة تحليلية جديدة للعمل مع المواد الكيميائية والأدوية الخطرة.