تريد أن تكون أكثر سعادة وصحة؟ كن لطيفًا مع نفسك! وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا في صحيفة The New York Times، فإن الأشخاص الذين حصلوا على درجات عالية في اختبارات التعاطف مع الذات يكونون أقل اكتئابًا، وأقل قلقًا، وغالبًا ما يكونون أكثر تفاؤلاً. قد يؤثر منح نفسك فترة راحة في نتائج أشياء مثل خطط فقدان الوزن.
ومن المثير للاهتمام، أن الأشخاص الذين يجدون أنه من السهل أن يكونوا طيبين وداعمين للآخرين غالبًا ما يحصلون على درجات منخفضة في اختبارات التعاطف مع الذات ويميلون إلى الحكم على أنفسهم بقسوة بسبب العيوب المتصورة مثل زيادة الوزن أو عدم ممارسة الرياضة.
وبحسب موقع «thehealthy» يقع الكثيرون في فخ النقد الذاتي المستمر والسلبية؛ ما يجعلهم أقل حماسًا للتغيير. تقول كريستين نيف، الأستاذة في التنمية البشرية في جامعة تكساس في أوستن ومؤلفة الكتاب: التعاطف الذاتي: توقف عن ضرب نفسك واترك الشعور بعدم الأمان وراءك: «إنهم يعتقدون أن النقد الذاتي هو ما يجعلهم متفقين». في الواقع، من الأفضل أن تتساهل مع نفسك.
نحن كيانات إنسانية متميزة
ففي البداية يجب أن نُدرك جيِّدًا السبب الخفي والمهم في كوننا «بشرًا»، أن نُدرك حقيقة كياناتنا المتميزة، ومن خلال هذا الإدراك حين نرتكب أخطاء، يمكننا أن نستخدم عمليتي الرثاء ومسامحة النفس، وذلك لأننا نتغيَّر نتيجة رغبتنا في إثراء وتعميق الحياة من أجلنا ومن أجل الآخرين، لا عن دوافع هدَّامة، كالخجل والشعور بالذنب، فنتطوَّر وننمو ولا نقع في مصيدة الأحكام الذاتية، ومن خلال تقييمنا لسلوكنا على أساس احتياجاتنا الخاصة التي لم تُلبَّ نستطيع تجاوز أخطائنا ومُسامحة نفوسنا وتقبُّل ضعفها، فهي تجربة «ندم» نعم، لكنه الندم الذي يساعد على التعلُّم؛ مما فعلناه؛ وذلك لأن أنفسنا هي الأحوج في أن نتعاطف معها، أن ننتبه إلى احتياجاتها، أن نمنحها قدرًا من الاهتمام والاحترام.
ولتعزيز تعاطفنا مع ذاتنا لا بدَّ أن نختار بصورة واعية في حياتنا اليومية ما يخدم احتياجاتنا وقيمنا، وألا تكون تصرفاتنا مفروضة علينا بحكم الواجب، أو من أجل رغبة الحصول على مُكآفات خارجية، أو لتجنُّب الشعور بالذنب، ولو أننا راجعنا أفعالنا الخالية من البهجة التي نعرِّض أنفسنا لها الآن، وقمنا بإجراء التحول من «يجب أن» إلى «اخترتُ أن»، سوف نكتشف مزيدًا من البهجة والتكامل في حياتنا، وذلك من خلال عدد من الخطوات أولاها أن تقوم بعمل قائمة بكل تلك الأشياء التي تخبر نفسك بأن من الواجب عليك فعلها، والخطوة الثانية أن تؤكد لنفسك بكل وضوح أنك تفعل هذه الأشياء لأنك «تختار» فعلها، لا لأنه «يجب» عليك فعلها، والخطوة الثالثة أن تحاول الوصول إلى الهدف وراء هذا الاختيار بأن تكمل العبارة «أختار أن أفعل كذا؛ لأنني أريد كذا». إليك تمرينًا واحدًا يمكنك القيام به للمساعدة في كسر الحلقة.
تغيير عادات النقد الذاتي
1. حاول الكتابة عن قضية لديك تميل إلى جعلك تشعر بعدم كفاية، مثل مظهرك الجسدي أو مشكلة تتعلق بالعمل أو العلاقة. كيف يجعلك هذا الجانب من نفسك تشعر بداخلك؟ خائف، حزين، مكتئب، غير آمن، غاضب؟ كن صادقًا قدر الإمكان.
2. فكر الآن في صديق خيالي محب، ومقبول، ولطيف، وعطوف دون قيد أو شرط. اكتب رسالة إلى نفسك من وجهة نظر هذا الشخص، مع التركيز على النقص الملحوظ الذي يميل إلى الحكم على نفسك من أجله. ماذا سيقول لك هذا الصديق عن «عيبك» من منظور الرحمة اللامحدودة؟ في أثناء الكتابة، حاول أن تبث في رسالتك إحساسًا قويًّا بقبوله، ولطفه، ورعايته، ورغبتك في صحتك وسعادتك.
3. بعد كتابة الخطاب، اتركه قليلاً. ثم عد مرة أخرى واقرأها مرة أخرى، واسمح حقًّا للكلمات بالانغماس واحتضن فكرة أنك تستحق القبول الذي تنكره لنفسك، ولكن اسمح لـ«صديقك» أن يشعر تجاهك.