هل جربتِ يوماً أن ترشي وجهك بالماء بعد تعرضك لذروة مشكلة أو توتر، لأجل استجلاب الهدوء النفسي؟! على أن لا تنسي في النهاية إعادة وضع مكياجك بعد ذلك. إنها حركة كلاسيكية واستعارة تلفزيونية: بطل الرواية، حينما يتعرض للقتال أو لبعض الأخبار السيئة، يرش وجهه بالماء البارد ليهدأ.
يقول الخبراء المعالجون لـ(Bustle) على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريباً، فإن تقنية رش الماء هي خدعة موثوقة عندما تحتاجين إلى أن تجعلي نفسك تشعرين بتحسن، وحتى لو كنتِ على بعد أميال من حوض السباحة أو المحيط، يمكنك تكرار فعل ذلك باستخدام حوض حمامك العادي.
تقول ليز كيلي LICSW، المعالج بمنصة الصحة العقلية Talkspace"الأمريكية، غمر وجهك في الماء البارد هو أسلوب لإدارة الاستثارة العاطفية الشديدة"، هذا هو السبب في أن غمس رأسك تحت الأمواج على الشاطئ يجعل كل شيء يبدو وكأنه سلس وهادئ: يؤدي رد فعل الغطس إلى مجموعة من الاستجابات المهدئة في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي، وغالباً ما يستخدم في العلاج السلوكي الديالكتيكي، وهو نوع من العلاج بالكلام؛ يستخدم لمساعدة الناس على تهدئة المشاعر الشديدة حقاً.
لماذا غمر وجهك بالماء البارد يشعرك بتحسن؟
إن منعكس الغوص هو استجابة الجسم الفسيولوجية للغطس في الماء البارد. تقول ليزي كيلي: "عندما يختبر الناس أن منعكس الغوص يؤدي إلى تشغيل الجهاز العصبي السمبثاوي، "وضع الراحة والهضم في الجسم". "معدل ضربات قلبك يتباطأ وتشعرين بالهدوء". إنها محاولة الجسم للتأكد من بقائك على قيد الحياة تحت الماء؛ عن طريق الحفاظ على الأكسجين وإبطاء ضربات قلبك. كما أنه يجعل الأوعية الدموية على جلدك تنقبض، مما يدفع الدم إلى أعضائك الداخلية، وأنه بمجرد أن يتباطأ جهازك العصبي، لم تعودي في وضع "القتال أو الهروب"، ويمكن أن تنظري إلى وضعك من منظور أكثر استرخاءً. إنها طريقة جيدة لتهدئة نفسك عند الضرورة.
يقول المعالج والممارسMeaghan Rice PsyD LPC،: إن غمر وجهك في الماء البارد يعمل أيضاً كجزء من مجموعة من تقنيات العلاج المعروفة باسم TIPP -درجة الحرارة والتمارين المكثفة والتنفس السريع واسترخاء العضلات التدريجي- والتي يمكن أن تساعد الأشخاص في لحظات الضيق أو الانفعال الشديد.
أفضل طريقة لتهدئة نفسك
إذا كنت تتساءلين عن درجة الحرارة المناسبة لتشعري بتحسن ، فكلما كان الماء أكثر برودة، كان ذلك أفضل. تقول كيلي: "عندما نركز على تغير درجة الحرارة -تتحول الحرارة إلى جليد بارد- فإنها تدفعنا إلى اللحظة الحالية". مثل الكثير من تقنيات اليقظة الذهنية، فإن منعكس الغوص يرسخك إلى هنا والآن من خلال إعطاء جسمك القليل من الصدمة غير المؤذية. لجعل منعكس الغوص يعمل من أجلك، املئي وعاءً أو حوضاً بماء بارد مثلج. خذي نفساً عميقاً، احبسي أنفاسك، واغمري وجهك بالكامل في الماء البارد؛ حتى يغمر عينيك وعظام وجنتيك. بمجرد أن تشعري بأن معدل ضربات قلبك ينخفض، انسحبي للخارج.
قد تكون التجربة أيضاً غير مريحة بعض الشيء، لذلك لا تضغطي على نفسك أكثر من اللازم، قد يساعدك هذا على الشعور بالتحسن في الجرعات القصيرة، أو استجابة للمشاعر المجهدة، وليس كجزء من روتينك الصباحي.
لكن إذا كان عقلك لا يهدأ؟ نقترح محاولة واعية للتخلي عن اجترار الأفكار والمخاوف والأفكار المسببة للتوتر. "لقد جاء الماضي وذهب، والمستقبل لم يأتِ بعد. لذا فإن الشيء الوحيد الذي يمكننا مناورته بنجاح هو هنا والآن"، "رشي هذا الماء البارد على وجهك وانغمسب فيه".
