الأطفال يضفون على البيت بهجة ومرح وسعادة، ولكن كثيراً ما تفاجأ الأم بحالة من الصراخ والهياج؛ طفلها يضرب الأرض بقدميه غضباً لعدم تنفيذ أمر لم ترضخ له الأم، أو نتيجة لعدم استجابة صديقه له، ما يشعر الأم بالحرج والارتباك وحدها أو كانت وسط الناس، وعادة ما تظهر نوبات الغضب بعمر1-4 سنوات، ولكن على كل أم أن تتذكر أن التعامل مع عواطف الطفل وانفعالاته السلبية والايجابية، هي جزء من نموه لهذا التقت "سيدتي وطفلك" وخبيرة التربية الدكتورة ابتهاج طلبة الأستاذة الجامعية للشرح والتفصيل.
أنواع من ثورات غضب الطفل
تعرفّي إلى المزيد: كيف أجعل ابني قيادياً؟
- الصراخ والنهر والطلب من الطفل أن يهدأ، طريقة غير تربوية مطلقاً، بل تعد اهتماماً بالنسبة للطفل حتى ولو كان سلبياً، وسيظل يصرخ إلى أن تستجيب الأم، أو أن يخاف من رد فعلها فتزداد حدة مشاعره.
- التجاهل..وتُعد الوسيلة الأكثر شيوعاً في التعامل مع الطفل، فقد تنفع أحياناً، لكنها ليس الحل الدائم، ولا يفيد الطفل في تنظيم مشاعره أو تعلّم شيء جديد، وقد يشعر أيضاً أنكِ لا تهتمين به.
- ثورات الغضب الانفعالية..لا يتمكن فيها الطفل من التحكم بمشاعره لشدة ضيقه أو غضبه، فيبدأ بالصراخ أو البكاء أو رمي الأشياء.
- ثورات الغضب المقصودة..و التي يقرر فيها الطفل أن يغضب ويطالب بأمر ما؛ بطريقة يضغط فيها على والديه! ويبتز مشاعرهما للقيام بما يرغب بطريقة غير مناسبة، أو أن يضغط للموافقة على أمر مرفوض.
حقيقة غضب الأطفال
- الغضب ..حالة من التوتر تصيب الطفل، يتبعها انفجار شامل وهيَجان انفعالي شديد، أو ثورة عارمة تصيب نفس الإنسان بجميع مكامنها ومشاعرها.
- عادة ما يصحب هذا الانفعال سلوك عدواني، قد يعبّر عنه الطفل من خلال الصراخ والبكاء أو الضرب والاعتداء اللفظي أو الجسدي، أو حتى كبت مشاعر الحقد والكراهية.
- وتعتبر مواقف الفشل والإحباط أو وجود عقبة تمنع تحقيق الرغبات والأفكار من الأسباب الأساسية لهذا الانفعال.
- أبرز مظاهر نوبات غضب الأطفال: البكاء والصراخ، الاعتداء الجسدي والدخول في مشاجرات، السرقة بدافع الانتقام، تخريب ممتلكات الآخرين أو الممتلكات الشخصية أو التكسير.
- هناك أيضاً.. الاعتداء اللفظي والمشاحنات الكلامية وقذف الشتائم، العناد وعدم إطاعة الأوامر، كبت مشاعر الحقد والكراهية، مجادلة الكبار والعصيان.
أنواع غضب الأطفال
تعرفّي إلى المزيد: طفل نوفمبر "العقرب" شخصية مستقلة: كيف تتعاملين معه؟
- الغضب الدفاعي: حالة شعور الطفل بأنه مظلوم في بعض المواقف؛ كاتهامه بشيء لم يفعله، مما يؤدي لاستجابته بطريقة عدوانية وغاضبة بهدف الدفاع عن نفسه.
- الغضب لفرض السيطرة: بعض الأطفال وبسبب ظروف نفسية واجتماعية معينة لديهم رغبة في السيطرة على الآخرين وفرض قوتهم في بعض المواقف.
- الغضب الانتقامي: يحدث عندما يشعر الطفل بأن هناك من أضرّ به ويرغب بالانتقام منه، لهذا قد يعتدي على زميله، أو يخرب ممتلكات المنزل بسبب انزعاجه من والديه.
- الغضب نتيجة الإحباط: جميع الأطفال - وحتى الكبار- يغضبون عند شعورهم بالإحباط بسبب وجود شيء ما يمنعهم من تحقيق رغباتهم- النجاح، الفوز بميدالية رياضية- أو الوصول لأهدافهم بعامة.
- الغضب المفتعل: هنا لا يشعر الطفل بالغضب وإنما يظهر عليه؛ لأنه يعتقد ان إظهار الغضب سلاح ناجح يمكّنه من تحقيق رغباته.
طرق كثيرة للتعامل مع نوبات غضب الأطفال
- التعامل يتمثل في احتواء الطفل والتواصل معه؛ بالاقتراب منه واحتضانه، ثم بعد أن يهدأ وتخفّ نوبة الغضب يمكنك توضيح الأمر بشكل منطقي له.
- الابتعاد عن الاستجابة لنوبات غضب الطفل بردود فعل نمطية؛ مثل إجباره على كبت مشاعره الغاضبة بالتهديد أو القوة، أو بالتسامح التام والتغاضي عن تصرفاته غير المقبولة، وتحقيق رغباته.
- إنما يجب أن تتصف ردة الفعل تجاه غضبه بالمرونة، والتناسب مع الموقف الذي سبب هذه الحالة، واستخدام الأسلوب الوقائي بتعليمه كيفية إدارة غضبه والطريقة المناسبة للتعبير عن انزعاجه.
- الطفل لا يتمكن من السيطرة على سلوكه وتصرفاته؛ حيث أنه لا يتمتع بقدرة الكبار على ضبط النفس وكبت الغيظ، لهذا فإن شعوره بالغضب تجاه بعض المواقف أمر طبيعي ولا يحتاج لقلق.
- دور الآباء هو: أن تقلل الأسباب التي قد تثير غضب الطفل، من خلال ملاحظة الأشياء التي قد تثير غضبه، وتحاول تعليمه كيفية السيطرة على مشاعره وإدارة غضبه.
- تجاهل موضوع الغضب واشغل طفلك في شيء آخر عند شعوره بالتوتر، كما يجب إبعاده عن مشاهدة النماذج العدوانية الموجودة في بعض ألعاب الفيديو أو بعض الموجودين حوله.
التوجيه لممارسة نوع من الرياضة
- يتمتع الأطفال بقدر كبير من الطاقة وهم بحاجة لتفريغ الجزء الفائض منها، ومن هنا تبدو ضرورة توجيهك لطفلك لبعض أنواع الرياضة أو تنمية بعض مواهبه كالرسم أو العزف على آلة موسيقية.
- امنح طفلك قدراً أكبر من الحرية ولا تحاول المبالغة في تحديد تصرفاته أو كبت مشاعره، أو التدخل في شؤونه الخاصة من دون مبرر، دعه يلعب ويجرب ويكتشف أخطائه.
- ساعد طفلك كي يتعلم حل مشكلاته بهدوء؛ بالتفكير فيها وتحليل عناصرها وفهم تفاصيلها، دعه يعرف بأن كل مشكلة ولها حلها، بدلاً من استسلامه لنوبات الغضب الحادة مع كل عقبة.
- أنتبه لعدم إفشال مخططات طفلك وإحباط توقعاته، فإن وعدت طفلك، فسوف يفكر طوال اليوم بما وعدته، وربما يتحدث مع الأصدقاء، وإن أغفلت التنفيذ، من الطبيعي أن يدخل في نوبة من الغضب .
لا تقارن طفلك بغيره
- الغيرة موجودة داخل كل طفل، وعلى الآباء التعامل مع الطفل الذي يُغار؛ بإعطائه القدر الكافي من الرعاية والاهتمام والحب والتقدير، وعدم مقارنته مع أحد بهدف تحفيزه.
- العمل على ملء أوقات فراغ الطفل ببعض الأنشطة المحببة له والمفيدة في نفس الوقت، كما يمكن تشجيعه على اللعب مع أقرانه أو ممارسة هواية جديدة.
- الطفل الذي يشعر بالفراغ يزيد تفكيره واهتمامه بالمشاكل بطريقة سلبية؛ بالتالي تزداد احتمالات شعوره بالغضب والتوتر على أتفه الأسباب.
- العمل على إشاعة أجواء الاستقرار والتفاهم والتعاون والمحبة في المنزل أو المدرسة، مع خفض أسباب التوتر والخلافات الأسرية.