حرصًا من الهيئة العامة للغذاء الدواء على صحة وسلامة المستهلكين، فقد أجرت الهيئة أكثر من 7966 تحليلًا مخبريًا على 3409 عينات في مختبراتها خلال شهر أكتوبر من العام الحالي 2021.
وتصدرت العينات التي شملها التحليل مياه الشرب المعبأة ولحوم الدواجن والأقراص والكبسولات ومنتجات القطن الطبي إضافةً إلى عدسات النظارات.
وأوضحت الغذاء والدواء، أن عدد العينات الغذائية الواردة للمختبرات بلغت 2932 عينة، شملت فواكه وخضروات وأغذية أطفال وحبوب وقمح، وأسماك وربيان، إضافةً إلى أغذية للطيور والدواجن، كما تم استقبال 459 عينة تضمنت مستحضرات دوائية وفيتامينات ولقاحات ومكملات غذائية ومنتجات عشبية غير مسجلة ومستحضرات تجميل.
وأشارت الهيئة، إلى أن مختبراتها استقبلت 18 عينة من المنتجات الطبية شملت النظارات الشمسية ونظارات القراءة وأجهزة قياس الضغط.
وتسعى الغذاء والدواء للتأكد من سلامة المنتجات الخاضعة لإشرافها وخلوها من المواد الضارة بصحة وسلامة المستهلك من خلال فحص تلك العينات في المختبرات التابعة لها.
ومؤخرًا نجحت الهيئة العامة للغذاء والدواء في ابتكار طريقة جديدة للكشف عن مركّبات “النيتروزامين” الضارة، التي قد تتواجد في أدوية “الرانتدين”، وجرى إعداد ونشر ورقة بحثيّة في هذا الشأن.
وأوضحت، أنه استمرارًا لنشاطها البحثي والرقابي والمتابعة الدقيقة والفحوصات المستمرة التي تجريها على المنتجات الغذائية والدوائية، لاحظ المختصون في مختبراتها وجود شوائب من مركّبات “النيتروزامين” في بعض الأدوية، ومن الممكن أن تحدث هذه المركبات أورامًا سرطانيةً عند الاستخدام المتكرر لفترات طويلة.
وأشارت، إلى أنه كان من ضمن تلك الأدوية دواء “الرانتدين” الذي يستخدم بكثرة للتغلب على مشاكل حموضة المعدة، إذ لوحظ تكوُّن مركب "النيتروزامين" (NDMA) بنسب ضئيلة في هذا الدواء.
وبناء على هذه الملاحظة، فقد حلّلت الهيئة العامة للغذاء والدواء المستحضرات باستخدام الطريقة الرقابية المعتمدة باستخدام مطياف الكتلة السائل (LC-MS)، وذلك كإجراء روتيني معتاد، ثم تلا ذلك تجربة التقنية المبتكرة، التي تعتمد على الاستخلاص الدقيق في الطور الصلب (SPME) لقياس مستويات الشوائب في المستحضرات نفسها، وبالمقارنة بين نتائج الطريقتين، ظهر أن النتائج متقاربة بشكل كبير، الأمر الذي يعني نجاح “الهيئة” في ابتكار طريقة جديدة لتحليل ملوث "النيتروزامين" (NDMA).
وتعدّ تقنية الاستخلاص الدقيق في الطور الصلب (SPME) إسهامًا علميًا هامًا من الهيئة العامة للغذاء والدواء للكشف عن ملوثات “النيتروزامين” في الأدوية، خاصةً تلك التي قد تتأثر بدرجات الحرارة العالية، وتستخدم هذه التقنية في العديد من الجهات الرقابية العالمية والبحثية.