اليوم..يحتفل العالم ب اليوم العالمي للتسامح، الذي دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إليه منذ عام 1996 لتدعيم قيم الاحترام والتآخي ونبذ كل عناصر التعصب والكراهية بين الناس، وما أجملها من صفات، خاصة صفة التسامح عندما يتحلى بها الطفل، وتدعو إليها كل أم. ولهذا قصتنا اليوم عن الطفلة "وفاء" التي تترجم بقلبها وأفعالها معنى وقيمة التسامح.
قصة بقلم: خيرية هنداوي
-
في يوم من ذات الأيام عادت وفاء من مدرستها، يرتسم الحزن والغضب على ملامحها، وعينيها الجميلتين تكادان تبكيان، وما إن شاهدتها أمها حتى بادرتها في حيرة وقلق: ماذا بك؟ لماذا تبكين يا حبيبتي؟ ما الذي حدث؟ من أغضبك؟
- وقبل أن تُكمل الأم استفساراتها، انطلقت دموع وفاء منسابة على وجنتيها، وتتساقط على قميص مدرستها، وفجأة خلعت حقيبتها من فوق ظهرها، وجرت إلى غرفة نومها، وارتمت على سريرها..لتُكمل بكاءها.
- وفاء بطلة قصتنا فتاة صغيرة عمرها 12 عاماً في الصف الأول الإعدادي، رقيقة المشاعر، محبة ودودة، تربطها بأمها صداقة جميلة؛ فهي وحيدتها وليس لها أخ أو أخت.
- مشكلة وفاء، والتي من أجلها كانت تبكي، بدأت بفراق سلمى صديقتها لها، وكانت أشبه بأختها؛ معها أمضت سنوات الطفولة بالمرحلة الابتدائية، وكانتا تلعبان في حديقة المنزل أو النادي، وكثيراً ما كانتا تذاكران معاً.
- وما إن وصلتا للمرحلة الإعدادية، واستقلت سلمى بفصل ثان، ورافقت صديقة ثانية، ومعها كانت تمضي معظم أوقاتها.. إلى أن ابتعدت عن صديقتها وفاء.
- نعود إلى قصتنا..بدموع كاللؤلؤ اختلطت بحروف الكلمات، وبصوت حزين هامس قالت وفاء لأمها: تعرفين سلمى يا أمي! صديقة طفولتي، معاً كنا نلعب ونضحك سوياً، اليوم لم تعد تتكلم معي، ولا تود اللعب معي، لا تحكي لي ولا تنوي الذهاب معي للنادي، سلمى ..لا تعرفني يا أمي!
- ضمتها أمها إلى صدرها وربتت على شعرها، وبيديها مسحت دموعها وقالت: سلمى تحبك، ولن تتركك، هي فقط مشغولة وستعود وتسأل عنك.
وفاء: هي لا تحاول يا أمي، انتظرها لتكلمني ولا يحدث، سلمى نسيتني يا أمي!
أم وفاء: أنت إنسانة صادقة، ومشاعرك جميلة يا حبيبتي، وقلبك قادر على اكتساب صداقات جديدة، لا تحزني والصداقة الحقيقية لا تزول بين يوم وليلة.
تعرفّي إلى المزيد: قصص للأطفال: جميلة والقمر
- هدأت وفاء بحديثها مع أمها وأنهت مراجعة دروسها وواجباتها، وأعدت حقيبة مدرستها استعداداً ليوم دراسي جديد.
- ومر أسبوع وأيام..تعرفت خلالهم وفاء على صديقة شاركتها حب الرسم والألوان، وأخرى كانت تتبادل معها قراءة القصص والحكايات..
- تعجبت وفاء؛ فهي لم تشاهد سلمى ولم تلمحها بفناء المدرسة منذ فترة، وعندما سألت عنها عرفت أنها مريضة وتلازم الفراش، لم تتردد وفاء.. حزمت أمرها وأخذت الأذن من أمها، وقررت زيارة سلمى في بيتها.
- قررت وفاء بعد أن أزاحت الغضب من قلبها، ومسحت الحزن من عيونها، وتناست ما فعلته سلمى بها، وبين يديها حملت الكتب والأقلام والكراسات لتشرح لسلمى وتراجع معها ما فاتها من دروس.
- فرحت أم وفاء بكلام ابنتها وانشرح صدرها، ولكنها لم تخف اندهاشها..وبطبيعة الحال لاحظت وفاء ذلك فطمأنتها قائلة: سلمى تحتاجني يا أمي، وأنت علمتني كيف أمد يد المساعدة لمن يحتاجني، لقد سامحتها يا أمي وأوجدت لها ألف عذر وليس سبعين فقط..وما أجمل مشاعر الود والمحبة بين الأصدقاء.
- تعرفّي إلى المزيد: العلاقة بين الأجداد والأحفاد لا تتوقف على مجالستهم فقط
سؤال وجهيه لأطفالك
- بما توصف وفاء؟
- كيف نحكم على سلوك سلمى؟
- هل كانت وفاء مُحقة في غضبها على سلمى؟
- هل توافقون على تسامح وفاء تجاه سلمى؟
- كم مرة سامحت صديقة/ صديقاً أخطأ في حقك؟