قيل ذات مرّة للقائد العسكري الفرنسي الشهير نابليون بونابرت (خلال عمليّة عسكريّة) إن جبال الألب الشاهقة سوف تمنعك من التقدّم، فما كان منه إلا أن أجاب، قائلًا: "إذًا، يجب أن تزول من الأرض"! لذا، فإن أي نجاح يبدأ بالتغلب على أي صعوبات قد تواجهه... في ظلّ التطور التقني غير المسبوق، لم يعد هناك أي صعوبات في تحويل الخيال إلى واقع ملموس؛ فقد كُشف أخيرًا عن شريحة قابلة للتركيب في دماغ الشخص الذي يعاني من الشلل، ليتحوّل ما يدور في رأسه ويرغب في أن يقوله إلى نصّ مكتوب.
تابعوا المزيد: قريباً الوصفة الطبية الجديدة: USB للعقل البشري
كانت الدراسة البحثيّة نُشرت في مجلّة Science Alert، وأكّدت أن المشلول الذي لا يستطيع الكلام أو الكتابة، يمكن أن يتواصل مع الآخرين مجدّدًا، عن طريق شريحة تُركّب في دماغه، فتحوّل الكلام الذي يرغب في إيصاله إلى نصّ مكتوب تصل دقته إلى نسبة 94%.
كيف يعمل الجهاز؟
حسب الدراسة التي شملت نموذج رجل (65 سنة) يشكو من الشلل بدءًا من الرقبة إلى القدم، فإن الأقطاب الكهربائية في الجهاز سجّلت نشاط الدماغ، فحوّلت المعلومات إلى خوارزميات على كمبيوتر خارجي، ثمّ إلى نصّ مكتوب دقيق بنسبة كبيرة. يقول مؤلّف الدراسة فرانك ويليت، وهو باحث في جامعة "ستانفورد" إن "الجهاز المصمّم يستخدم النظام العصبي المسجل عن طريق الأقطاب الكهربائية داخل القشرة، التي عند تطبيقها على الحروف يفك تشفيرها عصبيًّا".
كانت أشارت الدراسة إلى أن دماغ الإنسان يستطيع أن يحتفظ بالقدرة على وصف الحركات، وذلك بعد نحو 10 أعوام من الإصابة بالشلل، مع إمكانيّة تنفيذ الحركات.
تابعوا المزيد: شريحة ذكيَّة تسمع أصوات البكتيريا!
يعتمد الكُمبيوتر المتصل بالشريحة الإلكترونية على الذكاء الاصطناعي؛ هو يُحوّل الإشارات العصبيّة إلى أحرف أبجديّة مكتوبة. حسب الدراسة التي نشرتها دوريّة "نيتشر"، فإن الرجل استطاع كتابة 90 حرفًا خلال دقيقة، وهو ما يعادل 18 كلمة تقريبًا، مع الإشارة إلى أن نسبة الدقة التي رصدها الملاحظون تجاوزت 94%. باستخدام خاصّية التصحيح التلقائي، لامست النسبة 99%، الأمر الذي يبشّر بوصول النسبة إلى 100% عن طريق تدريب الذكاء الاصطناعي على تصحيح الكلمات الخاطئة.
تختلف الحروف الأبجديّة عن بعضها البعض لناحية الشكل، إلا أن الفتح التكنولوجي، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يتمكن من فك شفرة نية الشخص بنسبة كبيرة، وتحويل ما يدور في داخل دماغه إلى حروف أو كلمات.
تابعوا المزيد: فتاتان جامعيتان تواجهان الأمراض بتقنية النانو
عن الجهاز، يقول طبيب الأعصاب في جامعة "ماساتشوستس" العامّة، الدكتور لي هوشبيرج إن "الأداة الجديدة المسماة بالتطعيم العصبي للكلام، جزء من موجة من الابتكارات التي تهدف إلى مساعدة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يفتقرون إلى القدرة على الكلام، لكن أدمغتهم تحتوي على مسارات عصبية للكلام".