فاز مكرم العكروتْ ـ وهو من أصُول تُونسيّة ـ بالجائزة الكُبرى في الدّوْرة 28 لمُسابقة أفضل خبّاز في مدينة "باريس" والتّي تمّ الإعلان عن نتيجتها مُؤخرا، وهي تخصّ رغيف"الباغيت"الفرنسيّ الشّهير والمُصنّف كمفخرة وطنيّة فرنسيّة حتّى انّه سيتمُّ قريبا إدراجه من قبل" اليُونسكو"( مُنظّمة الأمم المُتّحدة للتربيّة والثّقافة والعُلوم) ضمن التّراث الثّقافي العالمي اللّامادي.
6مليار رغيف كلّ عام
وقد شارك 173 خبّازا في هذه المُسابقة السنويّة التّي تنظمّها بلدية "باريس" بالاشتراك مع غرفة الخبّاز منذ1994والتّي تحظى بشعبيّة كبيرة وبمتابعة إعلامية واسعة.و"الباغات "،هو رغيف خبز فرنسيّ، طوله بين 55 و70سنتيمتراً، ووزنه بين 250 و300 غرام كحدّ اقصى، والملح يكون فيه بنسبة 18 غراماً للكيلوغرام الواحد من العجين. ويتم في فرنسا كل عام انتاج6 مليار باغات.
الفائز
والفائز بالجائزة هو في الثانية والأربعين من العمر، وهو من أصل تونسي ومن مدينة "قابس" بالجنوب التّونسي ويقيمُ في فرنسا منذ19 عاما، و هو صاحب مخبز يقع في 54شارع " دي روييه" الدائرة 12 بباريس.
والملفت انه هاجر الى فرنسا ودخلها بشكل غير شرعي وبعد أعوام تمت تسوية اقامته وتحصل على الجنسية الفرنسية مع احتفاظه بالجنسية التونسية.
و صرّح لوكالة الأنباء الفرنسيّة حالما بلغه خبر فوزه قائلا: "اني فخور ومعتز ولكنها ليست صدفة"، وسبق له المُشاركة في دوْرات سابقة وكان ترتيبُه العاشر عام 2017 والسّادس في دورة عام 2018
معاييرُ الاختيار
وتكوّنت لجنة التحكيم من12 عضوا من بينهم رئيس نقابة الخبّازين وكبيرُ الطباخين في قصر" الاليزيه "، كما ضمت لجنة التحكيم ولأول مرة 6 باريسيين وباريسيات تم تشريكهم باعتماد أسلوب القرعة وهم يقومون بتقييم كلّ رغيف، ومقاييسهم المعتمدة في الجودة هي خمسة: شكل الرغيف الخارجي ومذاقه ونكهته، ومكوّناته، ورائحته، ولونه.
ومجموعة "الباغات" المقدّمة الى لجنة التحكيم تحمل أرقاما فقط وليس أسماء صانعيها من الخبازين ضمانا للشفافية والنزاهة عند الاختيار للفائز.
سرّ مُتوارث من الأمّهات
والجدير بالذّكرانّ عديد الخبّازين التّونسيين المُقيمين في باريس سبق لهم الفوز بهذه الجائزة الشعبية و من بينهم الطيب سهيل الفائز العام الماضي وكذلك محمود المسدّي عام 2018 وقبله سامي بوعتّور، وأول عربي حظي بالفوز بهذه الجائزة هو التّونسي أنيس بوعبسةامّا رضا خضر الفائز بالجائزة عام 2013فقد أصدر سنة 2017 كتابا باللغة الفرنسيّة عنوانه:" "باغات الجمهورية: المصير الاستثنائي لمهاجر أصبح الأكثر شعبيّة في باريس "شاركته في تحريره الكاتبة نعيمة قزقاز و روى فيه مسيرته وفصولا من حياته في تونس ونشأته في أسرة فلاحيه متوسّطة الحال.
وكلّ يوم عند ساعة إغلاق مخبزه يحرص رضا على وضع سلّة على باب مخبزه مملوءة بأرغفة من الخبز صدقة منه وتبرعا لفقراء الحي، وكلّ عام يعود الى موطنه الأصلي في تونس ويذهب للمقبرة للترحّم على والدته التي يقول أنّه تعلم منها سرّ إعداد الخبر الشهيّ.
لن يأكل الرّئيس من خبزه
و وفق التقاليد المعمول بها فانّ الخبّاز الفائز بالجائزة الكبرى كلّ عام يصبح مُزوّد قصر "الاليزيه" بالخبز لا عام كاملا، كما يكتسب شهرة واسعة ويزداد عدد زبائنه من الذّين يريدون أن يأكلوا من نفس الرّغيف الذّي يتناوله الرّئيس !ولكن بالنسبة لمكرم فقد قرّر "الاليزيه" عدم السّماح له بتزويد القصر بالخبز مثلما جرت العادة، والسّبب انّ بعض الصّحف الفرنسيّة تداولت مُقتطفات من تدوينات لمكرم على صفحته على "الفيس بوك" معاديّة لفرنسا وقامتْ بترجمة البعض منها من الّلغة العربيّة الى اللّغة الفرنسيّة.
و أعلن مكرم على لسان محاميته سيلفيا لافارجاس ان حسابه تعرض الى القرصنة وانه تقدم بشكوى للقضاء بسبب ذلك.