الذكاء العاطفي هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين بما يحقق أكبر قدر من السعادة له وللآخرين الذين يعايشهم، وإذا كانت مكونات الذكاء العقلي هي قدرة على الاستقراء والتحليل والتركيب.. والقدرة على استخدام اللغة والرياضيات والتعامل مع الأشكال الفراغية.. (إلخ)؛ فإن مكونات الذكاء العاطفي هي: القدرة على قراءة مشاعر الذات والتعامل الإيجابي معها، والقدرة على قراءة مشاعر الآخرين والتعامل الإيجابي معها.. تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: الذكاء العاطفي بين الشريكين: هو مدى قدرة كل من الزوج والزوجة على التصرف بأسلوب إيجابي، في كافة المواقف والتحديات المتنوعة التي تواجههما في العلاقة الزوجية بشكل خاص، بما يؤدي هذا التصرف بالمحصلة إلى تحقيق السعادة بين الشريكين، يعتبر الذكاء العاطفي من الأمور الهامة التي تساهم في حماية الحياة الزوجية بين الشريكين من خطر الطلاق؛ لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن أهمية الذكاء العاطفي في الزواج، والفرد المتمتع بالذكاء العاطفي، يكون أقدر على فهم مشاعره ومشاعر شريك حياته، وأبرع في التعامل مع المشاكل والانتقادات والهفوات الصادرة من الطرفين بهدوء ورزانة، كما أنه سيكون أكثر عطاءً من ناحية الحنان والعطف والرعاية.
* أهمية الذكاء العاطفي
- نستطيع به التمكن من تعميق صلتنا بذواتنا، وفهم شريك حياتنا المختلِف عنا.
- كما أنه يعمل على بناء وتوطيد علاقات ناجحة وفي تنظيمها وإدارتها بشكل سليم وفعال.
ويمكننا من تخطي العقبات التي تواجهنا في حياتنا.
- استيعاب مشاعر الشريك:
حيث إنه عندما يمتلك كل من الشريكين الذكاء العاطفي، هنا يتمكن كل منهما من استيعاب تفكير ومشاعر الطرف الآخر، بالتالي المحافظة على استمرار الحياة الزوجية بين الشريكين، وتكون طبيعة هذه الحياة سعيدة، نتيجة فهم كل من الشريكين الطرف الآخر.
- القدرة على إيجاد الحلول:
الذكاء العاطفي يساعد كلاً من الزوج والزوجة على مواجهة كافة التحديات، وإيجاد الحلول التي تتناسب مع المشكلات التي يعاني منها كلٌّ من الشريكين، بالتالي تجنب تفاقم المشكلات، هذا يؤدي بالمحصلة إلى تحقيق السعادة الزوجية الدائمة، ونجاح العلاقة الزوجية بين الزوجين.
- الإيجابية في الحياة الزوجية:
حيث إن الذكاء العاطفي يساهم بشكل كبير في توفير الإيجابية في كافة الأمور التي تحدث في الحياة الزوجية، هذا الأمر يؤدي بالنهاية إلى العديد من النتائج الإيجابية التي تنعكس بشكل إيجابي على طبيعة العلاقة القائمة بين الشريكين.
- تقوية روابط المحبة بين الشريكين:
عندما يتواجد الذكاء العاطفي في العلاقة الزوجية، هنا يتقرب كل من الشريكين للطرف الآخر، يستطيع كل من الشريكين فهم الطرف الآخر، بالتالي تجنب حدوث الخلافات بينهما.
- ضبط الانفعالات:
حيث إنه عندما يمتلك كل من الشريكين الذكاء العاطفي، هنا يتمكن كل من الشريكين من الضبط والتحكم بكافة الانفعالات المتنوعة التي تصدر عنهما، سواء أكانت هذه الانفعالات لها علاقة بالمشاعر السلبية المتمثلة في مشاعر الصراخ أو الغضب.. بالتالي عندما يتمكن كل من الشريكين من التحكم بالانفعالات التي تصدر عنهما، هنا يحافظ كل منهما على حياة زوجية ناجحة خالية من المشاكل، بالتالي تقوية روابط المحبة بين الشريكين.
* طرق تنمية الذكاء العاطفي
- ينبغي أن يتحمل الزوجان مسئولية استمرار الحياة الزوجية والمحافظة على الجو العاطفي بينهما؛ فلا بد أن يتحمل كلا الشريكين شريكه الآخر ويجيد الاستماع إليه، وحثه على التحدث عن مشاعره وإخراج ما يختلج داخله.
- ينبغي ألا يرمى كل طرف الآخر بالتقصير ويحمّله مسئولية المشكلات، ويجعل منه سبباً لها وحده؛ بل يبدأ كلٌّ بنفسه ويذكر سلبياته أولاً ويوجه اللوم في البداية لنفسه.
- ينبغي اتباع مبدأ التغافل في الحياة الزوجية.
- يضع كل فرد الأعذار للطرف الآخر، ويحاول تفهم موقفه والشعور بما يُلمّ به ودفعه إلى الخطأ أو التقصير.
- الصراحة بين الزوجين واجبة؛ فليحكِ كلُّ طرف ما بداخله بصراحة للطرف الآخر من دون مبالغة أو تسفيه؛ فليضع الأمور في نصابها.
- لا يحاول أحد الأطراف تحمل فوق طاقته بدافع أنه يحاول الحفاظ على استمرارية الحياة على حساب نفسه.