حفل أسطورى أبهر العالم، شهدته مدينة الأقصر، خلال افتتاح طريق الكباش بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى والسيدة انتصار قرينته وحضور رئيس الوزراء المصري وعدد من قادة مصر وسفراء دول العالم، وبعدد من الفقرات الغنائية، بجانب عر ض غنائي مستوحى من "عيد الأوبت" أحد أقدم أعياد المصريين القدماء، والذى كان يقام سنويًا أثناء موسم الحصاد بداية من عصر الدولة الحديثة خلال شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وهو من أهم أعياد التقويم في مصر القديمة، ويرمز إلى "تجديد شباب ملوك الفراعنة من وحى الطبيعة".
تضمن الحفل، فقرة غنائية للنجم محمد حماقي، ولارا إسكندر، كما شهد الحفل عرضًا فنيًا مستوحى من الاحتفالات الدينية لدى المصريين القدماء، وبدأ العرض بأوركسترا الفيلهارموني بقيادة المايسترو نادر عباسي، وعزف الموسيقى الفرعونية، ومن ثم أنشودة آمون، والتي يعاد إحياؤها بنفس الكلمات الفرعونية، وعرضت الاحتفالية فيلمًا تسجيليًا عن مدينة الأقصر، وأبرز آثارها ومعالمها السياحية، وشارك في الفيلم التسجيلى الذى حمل عنوان "الأقصر السر" بعض الفنانين، كما غنى المطرب وائل الفشنى أغنية "الأقصر بلدنا"، بجانب شرح من جانب وزير السياحة والآثار خالد عنانى للرئيس عبدالفتاح السيسي عن تاريخ طريق الكباش، ومعبد الأقصر.
وعرضت احتفالية افتتاح طريق الكباش، فقرة استعراضية، استرجعت فيها للذكريات بالحناطير من أمام طريق الكباش ومعبد الأقصر، كما جسدت الفقرة الفنية أغنية فرقة رضا الأقصر بلدنا بلد سواح. وفقرة غنائية فلكلورية، وأدت الأغنية المطربة هند الراوي.
طريق الكباش الفرعوني
يقول الدكتور مصطفي وزيري امين عام المجلس الاعلي للاثار لسيدتي هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديمًا سد حجري ضخم يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية في الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية في طيبة "الأقصر حاليًا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنًا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر في إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960م، بالكشف عن 14 تمثالًا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964م بالكشف عن 64 تمثالًا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذي باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة أعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريًا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.