مثلما جذبت مصر انتباه العالم كله في القاهرة خلال موكب المومياوات الملكية عندما تم نقلها من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى وجهتها النهائية، المتحف القومي للحضارة المصرية، فإن مصر استطاعت لفت انتباه العالم مرة أخرى ولكن هذه المرة في الأقصر وتحديداً على الشاطئ الشرقي لمدينة الأقصر من خلال حفل الافتتاح المهيب لطريق الكباش. فما هو طريق الكباش؟ د. سامي رياض النمرسي الباحث الأثري والمتخصص في الإيجبتولوجي يجيب...
يقول د. سامي رياض لسيدتي: استطاعت مصر مرة أخرى الاستحواذ على انتباه العالم كله من خلال إحياء طريق المواكب الكُبرى، أو طريق الكباش، والذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، مروراً بمعبد موت، وتتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول، برأس كبش وهي أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون في الديانة المصرية القديمة.
كيف عرف العالم طريق الكباش؟
تم اكتشاف الطريق المقدس لأول مرة في عام 1949 من قبل عالم الآثار زكريا غنيم أمام معبد الأقصر. وقد أدت الحفريات اللاحقة للكشف عن مجموعه اثنين وستين تمثالاً لأبي الهول. ثم استمر العمل طوال هذه المدة ما بين المد والجزر حتى توقف بسبب ثورة 25 يناير 2011، واستؤنف مرة أخرى عام 2017 وليتم افتتاحه للعالم قبل نهاية 2021 في احتفال مهيب في معبد الكرنك في الأقصر الغنية بآثارها.
تابعي المزيد: مصر تبهر العالم بموكب المومياوات الفرعونية الذهبية
• من بنى طريق الكباش؟
وعن طريق الكباش يقول: قام ببناء الطريق والذي أطلق عليه اسم "طريق الله" في الأساطير المصرية القديمة، الملكة حتشبثوت من الأسرة الثامنة عشرة، حيث قامت حتشبثوت بشق طريق لوالدها آمون رع ليعبر فيه خلال أعياده كعيد الأوبت من معبد الأقصر إلى مجمع الكرنك والعكس. وقامت بتزيينه بالتماثيل وبنت فيه 6 مقاصير بها استراحات للمراكب المقدسة لثالوث طيبة (آمون وموت وخونسو).
ثم شيد الملك نختنبو الأول، أحد ملوك الأسرة الثلاثين الجزء المتبقي من الطريق، والذي تتراص على جانبيه تماثيل بنفس الحجم تقريباً على هيئة أبو الهول برأس آدمية وجسد أسد، وتتوسط قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية الشكل مزودة بقنوات صغيرة لتوصيل مياه الري لتلك الأحواض، كما أضيفت بعض المُلحقات للطريق في فترات زمنية مختلفة مثل استراحات الزوارق، ومقياس للنيل، وبعض معاصر النبيذ التي تُستخدم في الاحتفالات الكبرى؛ تلك التي كانت تُقام على الطريق مثل عيد الوادي الجميل، وأعياد الأوبت وغيرها، إضافة إلى الحمامات وأحواض الاغتسال، ومنطقة خاصة بتصنيع الفخار، وعدد من المخازن لحفظ أواني النبيذ، وتخرج من هذا الطريق المراكب المقدسة لتذهب لزيارة لمعبد الأقصر. وليقابل آمون يقابل زوجته خنسو فهذا يعني الخصوبة ومن ثم يأتي الفيضان ليغمر أرض مصر بالخير.
يؤكد د. سامي لسيدتي أنه على مدار التاريخ المصري القديم، أضاف العديد من الملوك تماثيل على طول هذا الطريق إما برأس بشري أو رأس كبش، حيث يعد الكبش تجسيداً للإله المصري القديم آمون. ويُعتقد أن بناء الطريق بدأ خلال عصر الدولة الحديثة واكتمل في عهد الأسرة الثلاثين خلال حكم الملك نخت أنبو الأول الذي نقش نصوصاً مختلفة على قواعد تماثيل أبي الهول.
تابعي المزيد: هايدي موسى بتاج "حتشبسوت" الفرعوني في حفل "طريق الكباش" الأثري
• طريق الكباش مقسم لجزئين:
يربط هذا الطريق والذي تم بناؤه منذ أكثر من 3000 عام بين مجمع الكرنك ومعبد الأقصر، مروراً بمنطقة موت. حيث يمتد حوالي 1200 تمثال لأبو الهول برأس كبش على كلا الجانبين في الطريق البالغ طوله 2700 متر وعرضه 76 متراً، المؤدي من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك في الشمال؛ حيث تقوم التماثيل بحراسة أولئك الذين يستخدمون هذا الطريق بين المعبدين، وينقسم الطريق لقسمين:
الجزء الأول أمام معبد الأقصر يحتوي على تماثيل لأبي الهول برأس بشري وجسم أسد.
الجزء الثاني فهو أمام مجمع الكرنك وعليه كباش. كل هذه التماثيل صنعت من كتلة واحدة من الحجر الرملي. وقد دُفنت لقرون تحت رمال الصحراء قبل أن يعاد إحياؤها وترميمها للعرض من قبل علماء المصريات في مصر.
يذكر أن مصر تنتظر حدثاً عالمياً آخر خلال الأشهر المقبلة وهو افتتاح المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة في القاهرة، والذي يعد أكبر متحف للآثار في العالم؛ إذ تبلغ مساحته 117 فداناً 500.000 متر، وسيحوي أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية.
تابعي المزيد: موكب نقل المومياوات الملكية المصرية يتصدر منصات التواصل الاجتماعي
احتفالية طريق الكباش - من الصفحة الرسمية لـ Experience Egypt
خليك مستعد عشان تشوف حدث تاريخي في مصر ، يوم 25 نوفمبر الساعة 7:30 بتوقيت القاهرة هيكون ميعادنا لافتتاح طريق الكباش بالاقصر.
Posted by Experience Egypt on Wednesday, November 24, 2021