كانت صدفة، ومفاجأة لأهلها وأمها تحديداً، التي كانت تقول عنها إنها "لا تعرف قلي البيضة"! والله يعين من سيتزوجها؛ لأنه سيعيش حياته على الدليفري أو الباستا، أو أنه لن يبرح بيت أمه، لكنها عندما انتقلت إلى ألمانيا، تحركت روح الطبخ فيها، كما تقول، ووجدت نفسها أمام متّسع من الوقت.
في معرض الشارقة للكتاب، التقينا الشيف السورية ملكة جزماتي، وهي تقف أمام كتابها "ملكة"، ترتسم على وجهها ابتسامة، تؤمن أن الأوقات الصعبة، هي التي تخرج من الإنسان أروع ما عنده.
هذا التحول الكامل، الذي حصل لك عندما هاجرت إلى ألمانيا، ما الذي أجّج الحماس فيه؟
ربما كانت رغبتي في كسر الصورة النمطية هو دافعي، أنا في ألمانيا امرأة عربية ومحجبة، يصفوننا بأننا نساء مستهلكات لا يعرفن سوى إنجاب الأطفال، لكن الأمر اختلف عندما ظهرت في التلفزيون المحلي هناك، والصحف الألمانية، وانتشرت صورتي في شوارع برلين، دعماً لحملة أطلقتها بلديتها، لتشجيع الناس على الاندماج.
قصص المهاجرين
يلتقي ضيوفك من منظمة المساعدة الإنمائية بمقهى Refugio لرواية قصص من حول العالم عن المهاجرين، هو مقهى ثقافي إذاً، يرافقه تقديم الطعام؟
مقهى Refugio هو البداية التي بدأت منها، يجمع شخصيات من جنسيات مختلفة، من جميع المستويات، هذا ساعدني لنشر أفكاري عن المرأة العربية، فهم كانوا متحمسين لاستقبال رسائلي، التي كنت أرسلها على شكل قصص عن المغتربين.
مجرّد مزحة أحرجتني
هل هناك موقف طريف مرّ معك خلال هذه التجربة؟
أجمل تعليق أضحكني وأحرجني في الوقت نفسه، أن أحد الزبائن وهو ألماني، فاجأني في المطعم، وهو ينزل إلى الأرض أمامي قائلاً: "إذا قبلت أن تتزوجيني، سأكون أسعد إنسان، إذا طهوت هذا الطعام يومياً لي"! ... كان الموقف مجرد دعابة، فزوجي كان معي في المطعم.
تعرّفي إلى المزيد: مدونة الطعام الشيخة حصة خليفة آل خليفة: الطبق الخليجي زعفران وسعادة
ما هي أجمل التعليقات على طعامك؟
"لقد وقعت في الحب"، هي عبارة يرددونها لمجرد أن ينظروا إلى طبق ويعجبهم.
حدثينا عن وجودك في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وكتاب "ملكة"؟
وجودي هنا، هو بوابة لي لأعود بنفسي إلى هذه الأرض الشرقية الخليجية، فأنا في الإمارات وهو المكان الذي تنطلق فيه الإبداعات في كل المجالات لتصل إلى العالم.
كتابي "ملكة"، رغم أنه في الأسواق منذ 4 سنوات، لكن هذه السنة وحدها، بيع منه 20 ألف نسخة، وهو ليس مقتصراً على الوصفات، بل قصص الأكل، وأسباب تسميتها، وبأي قسم بالذاكرة متعلّقة الأكلة، حاولت أن أعمل الكتاب مثل تعريف عن العائلة السورية، والوصفات تشمل بلاد الشام كلها.
هل جربت تقديم أكلات من المطابخ العربية، المطبخ الخليجي مثلاً؟
طبعاً، أهم الأكلات التي تُطلب مني "المندي والكبسة"، أتمنى أن أعدها على أصولها، لكنني أخفف من البهارات، فالشعب الألماني ليس مغرماً بها تماماً.
رسالة شكر
لك موقف جميل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هلاّ رويت لنا تفاصيله؟ وأكلة الشاورما التي كانت محور القصة؟
أنجيلا ميركل هي التي شهرتني، وما لا يعرفونه عنها هو شدة التواضع واللطف، رغم شخصيتها السياسية القوية، عندما تذوقت طعامي، راحت تبحث عني بجدية، وقالت من الذي أبدع هذا الفن، نادوني وهي أمام طبق الشاورما، كنت خائفة من حكمها، لكنها أعطتني الثقة بنفسي عندما طلبت مني الوصفة، وطلبت أن تتصور معي، وأرسلت لي الصورة مع رسالة شكر، إلى مكان سكني.
ذكرت أكثر من مرة مشكلة اللباس في الفعاليات الرسمية، لماذا، ألا يتوفر لديك اللباس التقليدي؟
هو مشكلة بالفعل، أحب أن أظهر بثياب تعبّر عن شخصيتي وهويتي الشرقية، لكنني لم ألتق بمصمم يبتكره لي إلى الآن.
تعرّفي إلى المزيد: الشيف عدنان يماني: لديّ فكرة إنشاء أكاديمية لتعليم الطبخ للمراهقين