الحب هو الأسلوب الوحيد لكي تربي طفلك، فلا يمكن أن يكون أسلوب التربية القديم هو الأسلوب المتبع في التربية، وبذلك فأنت بحاجة لاستخدام أسلوب التربية الحديثة، والتخلي عن الطريقة التقليدية في التربية التي تقوم على الضرب والعقاب والوعظ المباشر، وقد أورد كتاب " لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأطفال" خمس لغات أو أساليب للتربية عند الأطفال، وقد وجدت الاختصاصية النفسية هيفاء عبد المعز، أن تشرح لك بشيء من التفصيل هذه اللغات التي يمكن التواصل مع الطفل من خلالها وتربيته وتقويم سلوكه في حديث خاص بـ "سيدتي وطفلك" كالآتي.
لغة الوقت
على الأم أن تكتشف هل يعبر الطفل عن حبه لها بتخصيص الوقت للبقاء معه، أن تقولي له أنت مهم ويجب أن تكون معي، وأكون معك، ويعد وقت النوم من أفضل الأوقات التي تقضيها الأم مع الصغير، ويمكن أن يقوم الأب بهذه المهمة، عند وضع الصغير في فراشه ثم قراءة قصة مسلية له، فهذه التجربة لا تنسى، ولها آثارها ذات المردود الحسن في التربية، في حال كان طفلك يستخدم هذه اللغة أو يستفيد منها فأنت على طريق النجاح لأنه حين يكبر سوسف يبقى محافظاً على هذه الوسيلة للتعبير عن الحب.
تعرفي إلى المزيد: تأثير الصداقة المدرسية على سلوكيات الطفل
لغة التواصل الجسدي
هل لاحظت أن طفلك يحب التواصل والتلامس الجسدي، وينتهز أي فرصة لكي يلامسك ويلتصق بك حتى لو كان قربه منك مغمساً باللعاب؟، إذا كان الأمر كذلك فطفلك يميل إلى لغة التلامس الجسدي، وتشمل هذه اللغة الاحتضان والقرب، وركوب الظهر، والتسلق عليه، وكذلك الجلوس فوق البطن والأم ترفع ساقيها بزاوية نصف قائمة، وغيرها من الطرق التي تدل على الحب المتبادل، انصتي له وهو يعبر عن حبه بهذه الطريقة، وخصصي لها وقتاً من وقتك مهما كنت منشغلة.
تعرفي إلى المزيد: أنواع الخجل عند الأطفال
لغة أعمال الخدمة
هذه اللغة تعد من اللغات المشتركة والمتبادلة، سوف تلاحظين أنه يميل لمساعدتك مهما كان الأمر بسيطاً في نظرك، ولكنه يتضمن مجهوداً بالنسبة له، وهو يمتليء بالمشاعر والأحاسيس، كما أن طفلك سوف يشعر بهذه اللغة من ناحيتك حين تقومين بخدمته، لا تظهري التذمر، ولا الاشمئزاز من طلباته، ومهما كبر الطفل فهو يريد أن يشعر أنك تلبين طلباته، ويريد أن يشعر بحرصك عليه، هل تذكرين نظرة الخيبة في عينيه حينما سرت دون أن تساعديه على ربط حذاءه؟، هذه اللحظة سوف تترك أثرها في نفسه وتيؤثر على نموه النفسي فيما بعد.
لغة الحديث بكلمات معينة
يمكنك أن تمتدحي طفلك وتقولي له أنت رائع، أنت طيب، أنت جميل، ولكن يجب أن تثقي بذكاء طفلك الصغير، فهو يستطيع التمييز بين المديح المبرر أي حين يقوم بأمر يستحق الشكر والثناء، ومجرد المديح لأنه طفلك المدلل ولكي يشعر بالرضا، وثقي أن المديح المبالغ فيه يأتي بنتائج عكسية، فيخلق طفلاً أنانياً واتكالياً، كما يمكنك أن تمنحي مساحة ليعبر عن حبه بالكلمات، في حال لاحظت منذ صغره أنه يقول لك : أنا أحبك، وعندما يكبر فهو يقول لك أنا أحب البقاء معك دائماً، لا تغفلي استخدام هذه اللغة معه وتنميتها.
لغة الهدايا والمكافآت
هل تناول طفلك قطعة من الحلوى في غيابك، ثم أخفى جزء منها، وحيرن رآك قدمها لك، هل قطف وردة وقدمها لك، وهل تناول قطعة ماكياج من طاولتك وقدمها لك وهو يبتسم، إن كان قد فعل ذلك فهو من الأطفال الذين يستخدمون لغة الهدايا في التعبير عن حبهم، وتعتبر هذه اللغة إحدى رموز الحب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" تهادوا تحابوا" فربما كانت الهدية سبباُ في وقوع الحب بين شخصين، ولكن لها حدودها، أما الهدية فهي لها موعدها وطرقها ونوعها، ولكنها طريقة للتعزيز، والتعبير عن الحب المتبادل بينك وبين طفلك، ومن خلالها تتم عملية التربية الحديثة بالتأكيد.