التركيز هو أعلى درجات الانتباه، وهو قدرة المرء على تجاهل جميع الأمور التي من شأنها أن تشتت أفكاره، وبالتالي تركيزه على الأمور الهامة فقط، حيث إنّ التركيز مضاد للتشتت، تقول الدكتورة سناء الجمل، خبيرة التنمية البشرية إن التركيز عبارة عن عملية توصف بالصعوبة إلى حدٍ ما، وذلك بسبب وجود العديد من العوامل التي تؤدي إلى التشتت والمحيطة بالإنسان، سواءً كانت عوامل بيئية أو من المحيطين به، وبذلك يمكن التوصّل إلى أن التركيز ما هو إلاّ توجيه الذهن إلى موضوعٍ واحد للنظر إليه من جميع الجوانب وحصر التفكير فيه، وتحليله بشكل كامل إلى حين الوصول إلى الحل، ويتطلب ذلك تعريض الذهن إلى مؤثرٍ معين لمدّة محدّدة وإهمال المؤثّرات الأخرى، وبذلك يصبح المرء معزولاً عن الضوضاء من حوله، أو أي معلومات أخرى يمكن استيعابها من خلال الحواس الخمسة. ولتعزيز قدراتنا العقلية وحماية ذاكرتنا من النسيان التي هي إحدى سمات العصر الحديث، وذلك لأسباب كثيرة، بينها ضغوط الحياة ومتطلباتها المتزايدة، فمن خلال بعض تمارين التركيز والذاكرة لتعزيز صحة المخ، يمكن ممارستها بشكل يومي للحصول على أفضل النتائج.
*تدريبات لحماية ذاكرتنا
- تقوية الملاحظة
ويتطلب هذا التمرين التركيز يومياً على 4 تفاصيل تتعلق بشخص ما أو مكان أو سيارة أو فيلم أو مسلسل، ثم محاولة استدعائها جميعاً في وقت لاحق من الذاكرة، الأمر الذي من شأنه بالتكرار تحسين مستوى ذاكرتك.
-قصر الذاكرة
على طريقة المخبر السري الشهير شيرلوك هولمز، يمكنك تقوية ذاكرتك باستخدام تمرين "قصر الذاكرة"، وهو أسلوب تذكر مكاني ينطوي على نظام يربط بين العناصر التي نريد أن نتذكرها مع المواقع المادية المحددة، بمعنى يعتمد على العلاقات المكانية وحفظ الأماكن بالترتيب لتذكر المحتوى المراد حفظه.
-التكرار المتباعد
تركز هذه الطريقة على التذكر في الوقت المناسب، ويمكن تطبيقها باستخدام البطاقات التعليمية، قم بتنظيم البطاقات التعليمية في ثلاث مجموعات واختبر ذاكرتك عن طريق التحقق من صحة المعلومات التي تذكرتها. ابدأ بفواصل زمنية صغيرة، ثم قم بزيادة الفجوة الزمنية للحصول على ذاكرة أقوى.
*طرق لتقوية تركيزنا
- العمليات الحسابية
يعد تنفيذ العمليات الحسابية البسيطة بمخك دون استخدام الآلة الحاسبة من أكثر الوسائل الفعالة في تقوية الذاكرة، لاسيما إذا قمت بذلك أثناء المشي، فهو يقوي الذاكرة العاملة.
-كرر لتتذكر
درب نفسك كيف تركز على ما يقوله الناس وهم يتحدثون إليك، كل ما عليك هو الإنصات للشخص مع تكرار كلماته في ذهنك أثناء المحادثة. فأنت بذلك تدرب عقلك على التذكر دون أن تشعر.
-التخيل أو التصور
يمكنك تدريب عقلك عن طريق إنشاء صور خيالية في مخك تساعدك على تذكر الأحداث بتفاصيلها الدقيقة، أي الانتباه إلى الموقع والشخص والأشياء المماثلة التي ينطوي عليها المشهد، سواء أكان ذلك فيلماً أو محادثة مع شخص أو غير ذلك.
- تعلم لغات جديدة
يتطلب تعلم التحدث وقراءة لغة جديدة أن يتذكر عقلك المعلومات التي يتلقاها بملاحظة ثابتة، الأمر الذي يساعد على زيادة التركيز والذاكرة.
- رسم الخرائط الذهنية
يساعد هذا النوع من تمارين المخ على تحسين القدرة على التخيل والإبداع، وبالتالي يكون له تأثير مباشر على تحسين الذاكرة، حيث تتطلب الخريطة الذهنية تخيل الأحداث وتذكرها مما يساعد عقلك على العمل بفاعلية وتحسين الذاكرة.