ترجع الزخرفة الصينيّة، المعروفة باسم "شينوازري" Chinoiserie، إلى طابع أو أسلوب غربي في الفنّ الديكوراتيف والمفروشات والتصاميم المعماريّة، كان ظهر نحو القرن الثامن عشر. ينتمي الطابع المذكور إلى أصول أوروبيّة، ولو أنّه مستوحى من الفنّ الصيني. في الآتي، تطلع "سيدتي" من خبيرة الديكور السعوديّة ياسمين الخواشكي على تاريخ أسلوب الـ"شينوازري"، وكيفيّة اعتماده في التصاميم الداخليّة الفخمة؟
"شينوازري"، مفردة فرنسيّة أصلها chinois أو صيني؛ فقد أُعجب الأوروبيون بالفنون الصينيّة، لا سيّما الخزف والبورسلان، فلبّى الفنّانون الأوروبيون هذا الإعجاب عن طريق تصميم التحف ذات النمط الصيني المميّزة بالزخارف، مع تركيز على المواد والألوان والطبيعة المنمّقة، والموضوعات التي تصوّر الترفيه والمتعة. كان نمط الـ"شينوازري"، يرمز في بدايته إلى الترف والجمال، حيث كان يُستخدم على أكواب الشاي والموائد الفخمة.
تابعوا المزيد: طرق تنسيق لوحات الحائط بغرف الجلوس
بين الماضي والحاضر
في الأصل، كان الـ"شينوازري" يشغل شيئاً من الرغبة في التجديد والتنويع في التصاميم الأوروبيّة، التي كانت تتبع مدارس التصميم الكلاسيكي. وثمة حادثة عزّزت النمط المُتأثّر بالصين، مفادها أن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر أمر ببناء Trianon de porcelaine أو المنزل المؤلّف من خمسة أجنحة، والمزيّن بالبلاط الأزرق والأبيض على أراضي قصر فرساي في عام 1671. سرعان ما انتشر البلاط في أرضيّات المحاكم الأوروبيّة، وأصبح أسلوب تصميم شائعًا للغاية خلال القرن الثامن عشر. لكن، مع حلول القرن التاسع عشر، أفل نجم النمط الصيني لأسباب عدة، منها ظهور تصاميم أخرى متأثّرة بالفنّ الياباني أو بالنقوش و"الموتيفات" المصريّة في الفن الديكوراتيف، كما بالطابع الذي أطلق عليه اسم الـ"نيو مغربي"... لكن، ما لبث أن عاد الـ"شينوازري" مجدّداً في ثلاثينيات القرن الماضي خلال فترة الـ"آرت ديكو". أخيراً، هو يكتسب شعبيّة في المنازل الفخمة، بخاصّة أنّه مثير للاهتمام، ويعكس فنّاً قديماً يعرف برسومه وزخارفه وألوانه، التي تجذب الأنظار.
تابعوا المزيد: 8 أخطاء شائعة في ديكورات غرفة الجلوس العائليّة
الـ"شينوازري" في المساحات المودرن الفخمة
توضّح خبيرة الديكور ياسمين الخواشكي لقرّاء "سيدتي" أن "النمط الصيني قد يحلّ في المنازل الحديثة عن طريق ورق الجدران المستوحى من الأشجار المزهرة أو المزهريات الضخمة الملوّنة بالأبيض والأزرق والموزّعة في مدخل المنزل أو في القماش الذي يبطّن كرسيين في الصالون بغية تمييزهما". وتلفت إلى أن "الطراز المذكور يمدّ المكان الذي يحلّ فيه بالترف، مهما قلّت العناصر المحمّلة به". وتعدّد، في الآتي، مجموعة من الطرق الهادفة إلى إضافة أسلوب الـ"شينوازري" إلى المساحات الحديثة:
• أوّلاً: استيعاب جمال هذه الرسوم والزخارف والنقوش الناعمة، ومنها نقوش ترمز إلى شخصيات من التراث الصيني وحيوانات وزهور، بالأزرق والأبيض، في أقمشة المفروشات أو ورق الجدران أو الطاولات أو أواني المائدة أو اللوحات الفنية...
• ثانياً: تعكس الأشياء التي تجمع تحت خانة هذا الفن ملمساً ثريّاً، سواء تعلّق الأمر بسجادة من الجوت الخشن أو شرشف من المخمل الحرير أو حتّى خزانة محمّلة بالنقوش والزخارف الصينية. تعلّق الخبيرة الخواشكي، قائلةً إن "الملمس يخلق رابطاً حسّياً بهذا الفن، كما يجذب العينان إليه. مهما قلّت نسبة حضوره في المكان، هو يشيع إحساساً قويّاً للناظر إليه".
• ثالثاً: على الرغم من أن اللونين الأزرق والأبيض هما من أساسيّات هذا النمط، إلا أن ذلك لا يعني القفز عن استخدام القليل من الألوان المشرقة في عناصر التصميمات الداخلية الأنيقة، الأمر الذي يجعل هذا الطابع مشرقاً ومتجدّداً بألوانه النابضة بالحياة أو بمجموعات مكثّفة من الألوان المتناقضة. في هذا الإطار، تبرز ألوان، مثل: الفيروزي والكرزي، وتحقّق إطلاله جميلة وجريئة في الوقت عينه.
• رابعاً: الأبيض والأزرق اللذان يميّزان الخزف الصيني المرسوم، يجعلان من حضوره لافتاً، مع دمجه بالمنزل ذي الألوان الترابيّة الهادئة.
• خامساً: يعبّر النمط الصيني، مهما كانت العنصر الذي يحمله، عن الألوان والزخارف والخامات، فيشي بالوفر. مثلاً: إذا حلّ هذا الفن في غرفة الطعام، هو يتمظهر في ورق الجدران الناعم المزخرف بالورود، والقماش المطبوعة عليه نقوش النمر على الكراسي، وخزف البورسلان الأبيض والأزرق في الإكسسوارات الموزّعة على الطاولة أو حوض زرع كبير... هذا المزيج لافت وجريء، مهما كانت الأنماط الأخرى في الغرفة، علماً أن الأنماط حسب الخبيرة ترتبط ببعضها البعض عن طريق اللون...
تابعوا المزيد: دليل إلى مفروشات غرف الطعام العصريّة