تقعُ الشقَّةُ المُبيَّنة بالصورِ في شارع «لا جيتي» بالدائرةِ الـ 14 في باريس. يمتلكها زوجان، يتحدَّران من الشرقِ الأوسط، ويزوران العاصمةَ الفرنسيَّة كثيراً للعملِ والترفيه، وقد أرادا أن يكون محلُّ إقامتهما الباريسي فخماً، وذا تصميمٍ انتقائي، وأن يُشعِرهما بالألفةِ حتى لو كانا بعيدَين عن وطنهما، وهو ما حرصت على تلبيته اللبنانيَّة نيفين العبدالله، مهندسةُ التصميمِ الداخلي.
تشغلُ الشقَّة طبقةً في بناءٍ باريسي كلاسيكي ذي واجهةٍ أنيقةٍ، وعناصرَ معماريَّةٍ تقليديَّةٍ، ما يضيفُ إحساساً بالأصالةِ إلى مساحةِ المنزل، ويمتزجُ بتصميمه الداخلي الحديثِ بسلاسةٍ. وتمتدُّ الشقَّة على مساحةٍ تقريبيَّةٍ، تبلغُ 100 مترٍ مربَّع، وعلى الرغمِ من صغرِ حجمها نسبياً إلا أن التصميمَ، يستغلُّ كلَّ بوصةٍ منها، ما يخلقُ شعوراً بالانفتاحِ والفخامة. هذا مع الإشارةِ إلى أن الشققَ الباريسيَّة عموماً محدودةُ المساحة. وفي الاطلاعِ على تفاصيلِ التصميمِ الداخلي، يتضحُ أنه يكسبُ رهاناتٍ عدة، الأوَّلُ تلبيةُ رغباتِ الساكنين، وتحسينُ حياتهم، والثاني الحفاظُ على الرقي على الرغمِ من المغامرةِ المتمثِّلةِ في استخدامِ ألوانٍ صريحةٍ وقويَّةٍ، أمَّا الرهانُ الثالثُ، فهو دمجُ طرزٍ مختلفةٍ ببعضها بدرايةِ العارفِ بالعصور والتيَّارات الفنيَّة.
مشروع سكني فريد من نوعه

في مقابلةٍ مع المهندسةِ اللبنانيَّة نيفين العبدالله، المقيمةِ في الدوحة، العاصمةِ القطريَّة، وصاحبةِ شركة Maison Muse للتصميم، سألتها «سيدتي» عن انطباعاتها الأولى عند تولِّي المشروع، فقالت: «كنت متحمِّسةً للتحدِّي المتمثِّلِ في تصميمِ مشروعٍ سكني فخمٍ وفريدٍ من نوعه، وتلبيةِ رغبةِ الزوجين في مساحةٍ نابضةٍ بالحياة، ومملوءةٍ بألوانٍ ملهمةٍ. علمتُ منذ اللقاءِ الأوَّلِ أنني أستطيعُ تحقيقَ هذه الرؤية، مع الحفاظِ على شعورٍ بالرقي». مضيفةً: «رؤيتي الشاملةُ للتصميمِ الداخلي تتمحورُ حول إنشاءِ مساحاتٍ، تُعزِّز حياةَ أولئك الذين يعيشون فيها. لا ينبغي أن يقتصرَ التصميمُ على الجماليَّاتِ فقط، إذ يجبُ أيضاً نسجُ بيئاتٍ معزِّزةٍ للرفاهيَّة، والراحة، وملهمةٍ لساكنيها».

وفي الإجابةِ عن سؤالِ «سيدتي» حول الأسلوبِ العامِّ للشقَّة، ذكرت المهندسةُ: «الأسلوبُ، يمزجُ الفخامةَ الحديثةَ بتأثيراتٍ من فنِّ الآرت ديكو، والتصميمِ المعاصر. المزيج الانتقائي من الأثاثِ، والأنسجةِ، والأنماط، يخلقُ جواً متطوِّراً ومرحاً، وفي هذا الإطارِ، يضيفُ اختيارُ ورقِ الحائط من de Gournay، والموادِّ الفاخرة مثل السجاد الحريري من Sahrai Milano لمسةً فريدةً من نوعها إلى المساحة». دون أن تغفلَ عن الإشارةِ إلى أنها تستمتعُ بمزجِ عصورِ التصميم المختلفةِ في المساحاتِ الداخليَّة، ما يسمحُ للأخيرةِ بالظهورِ في مظهرٍ خالدٍ، ومنتعشٍ في الوقتِ نفسه. وعن لوحة الألوان، أوضحت العبدالله: «الألوانُ، تعكسُ الطاقةَ النابضةَ بالحياةِ التي أرادها الزوجان في منزلهما حيث استخدمتُ درجاتِ ألوانٍ جريئةٍ في ورقِ الحائط، والقطعِ المميَّزة لخلقِ تباينٍ مذهلٍ مع النغماتِ الأكثر حياديَّةً في الأثاث».
لمتابعة المقالة الخاصة عن الشقة في المجلة، اضغط(ي) هنا

تفاصيل تصميمية

تتألَّفُ الشقَّة من غرفة نوم واسعةٍ، ومنطقةِ معيشةٍ مريحةٍ، ومنطقةِ استقبالٍ، ومساحةٍ لتناولِ الطعام، وخزانةٍ مصمَّمةٍ جيداً، إضافةً إلى مطبخٍ وحمَّامين، مع تلبيةِ الاحتياجاتِ المحدَّدة للعائلة. ويضيفُ ورقُ الحائط de Gournay المُستَخدمُ في المدخلِ، وغرفةِ المعيشة العمقَ والحيويَّة، ما يُعزِّز الشعورَ بالديناميكيَّة داخل الشقَّة، وأجواءَ الترحيب. وفي منطقةِ الاستقبالِ النقطةُ المحوريَّة، هي طاولةٌ مركزيَّةٌ جميلةٌ من علامةِ Meridiani، تُكملها مقاعدُ فاخرةٌ، ومزهريات صينية، فيما تُسلِّط تركيباتُ الإضاءةِ من Galotti and Radice أهميَّةً على هذه العناصر، ما يخلقُ أجواءً دافئةً وجذَّابةً. ولناحيةِ قطعِ الأثاث في الشقَّة، بعضها حديثُ، وبعضها الآخرُ كلاسيكي، مع اهتمامٍ بجودتها وجاذبيَّتها الجماليَّة، والراحةِ التي تُؤمِّنها للمستخدمين، وهي منتقاةٌ بعنايةٍ بصورةٍ تتماشى مع مفهومِ التصميمِ العامِّ للمساحة مع توفيرِ تجربةٍ فاخرةٍ.

أمَّا مساحةُ غرفةِ النوم فعبارةٌ عن ملاذٍ للاسترخاء حيث خلقت المهندسةُ جواً هادئاً باستخدامِ ورقِ حائطٍ من Schumacher، ما أضفى نعومةً وأنوثةً. ولأن المدخلَ الوحيدَ للغرفة، هو من خلال غرفةِ تبديلِ الملابس فقد أكست الخزانةَ ورقَ حائطٍ لخلقِ تدفُّقٍ سلسٍ. غرفةُ تبديلِ الملابس، بدورها، فسيحةٌ، ومنظَّمةٌ جيداً، وتُوفِّر الفخامةَ والعمليَّة.