تعتبر حماية البيئة لمواجهة التحديات البيئية نظاماً أساسياً اهتمت به المملكة ضمن خطتها المستقبلية 2030، وقد حققت نقلة نوعية في مجال حماية البيئة وتقليل نسبة التلوث البيئي، ففي خمسة أعوام انطلقت مبادرات وأنظمة للحفاظ على البيئة في المملكة، كان منها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيئة عام 2017، إنشاء مجلس المحميات الملكية 2018، إطلاق مشروع الرياض الخضراء 2019، تفعيل مبادرة لنجعلها خضراء 2020، إطلاق مبادرة السعودية الخضراء 2021.
السعودية الخضراء
وعن هذا تقول خبيرة أحياء النبات والباحثة في مجال العلوم البيئية عبير صالح عطوة؛ "مبادرة السعودية الخضراء" مبادرة وطنية أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف الحفاظ على البيئة وحماية كوكب الأرض، وأكد أنها ستكون خارطة الطريق للمملكة لمواجهة التغير المناخي، بحيث تسهم هذه المبادرة بتوحيد جميع الخطط المستقبلية إلى تحقيق الاستدامة في المملكة، كما تعزز من رفع مستوى جودة الحياة، واستخدام الطاقة النظيفة لحماية الأجيال القادمة من خلال مكافحة التغير المناخي بتقديم عدد من المبادرات في مجال تقليل الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة". وتضيف: "كما تشير "مبادرة السعودية الخضراء" إلى بناء مستقبل مستدام للجميع من خلال الجمع بين حماية البيئة وبرامج الاستدامة وتحويل الطاقة، عن طريق تطبيق ثلاثة أهداف وهي: تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من %4 من المساهمات العالمية، زراعة 10 مليار شجرة في جميع أنحاء المملكة والتي تمثل 1% من المستهدف العالمي لاستزراع الأشجار، حماية المناطق البرية برفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 % من مساحة أراضي المملكة".
الشرق الأوسط الأخضر
كما تم إطلاق "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" تزامنًا مع إطلاق "مبادرة السعودية الخضراء"، والتي تهدف لزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة وتخفيض الانبعاثات الكربونية بأكثر من %10 من الإسهامات العالمية وهي مبادرة تعزز جهود "مبادرة السعودية الخضراء" على المستوى الدولي، من خلال تبادل الخبرات والتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغيرها من الحكومات الدولية.
تنمية الاقتصاد الأخضر
وتقول عطوة: "ومن المتوقع وتبعًا للاستراتيجية الشاملة التي وضعتها المملكة، أن "مبادرة السعودية الخضراء" ستساعد في سد الفجوة بين القطاع العام والخاص، واستثمار العديد من الشركات في إطلاق مبادرات عديدة مثل التشجير وإعادة التدوير ونشر مفاهيم الوعي البيئي، مما يتيح فرصاً للتعاون والابتكار لتوحيد الجهود البيئية وتوسيع نطاق العمل بأفضل ما يمكن لتنمية الاقتصاد الأخضر، وحسب تصريحات الأمير محمد بن سلمان فإن المملكة تعزز من قيمة العمل الدولي المشترك، من خلال انضمامها للاتحاد العالمي للمحيطات للقضاء على النفايات البلاستيكية، وتأسيس مراكز عالمية للاستدامة السياحية، بالإضافة إلى اتفاقية الرياضة لأجل العمل المناخي، وتأسيس مؤسسات غير ربحية لاكتشاف البحار والمحيطات. كما أكد سمو ولي العهد بأن هذه المبادرات الطموحة سوف تمتد لأكثر من عشر سنوات، حيث تهدف المملكة إلى الوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060م من خلال الاقتصاد الدائري للكربون، مما يدعم استقرار أسواق الطاقة العالمية حتى تصبح المملكة رائدة في مجال الاستدامة على المستوى العالمي".