الكتابة فعل أدبي متعدد البُنى، متعدد الصياغات، مختلف الأجناس يتنقل فيه الكاتب المبدع وغير المبدع بين جنباته، يسبر أغوار الحياة بصياغاته وأساليبه وتراكيبه اللغوية البسيطة والمعقدة الإبداعية والوظيفية.
سيدتي التقت د. رجب الطيب عبد الرحيم مدرس مساعد بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب للحديث حول الكتابة الوظيفية والكتابة الإبداعية والفرق بينهما.
• الكتابة الإبداعية
عن الكتابة الإبداعية يقول د. رجب الطيب:
- هي الكتابة بأسلوب أدبي يمتاز بأنه مزخرف طويل ومعقد، وجمله مبتكرة مليئة بالاستعارات المكنية، والصور الخيالية، والصياغات البلاغية، وتستهدف في الأغلب استظهار جملة من مشاعر وأحاسيس وآراء الكاتب معتمداً على فكره الشخصي ونظرته، أو ناقلاً لفكر الآخرين، ولكنه بكل الحالات يسبغ على ما يكتبه طابعه الشخصي.
- الكتابة الإبداعية تحتاج لمهارات وتقنيات الكتابة وأن يكون مثقفاً مطلعاً؛ حتى يجيد صياغة جمله وتعبيراته بطريقة متقنة إبداعية تجذب انتباه القارئ وتحثه على ممارسة فعل القراءة وصولاً لنهاية ما قام بصياغته الكاتب سواءً نصاً أو مقالاً أو قصة أو... أي جنس أدبي كتابي آخر.
- لا تحتاج الكتابة الإبداعية إلى الالتزام بأي أسلوب أدبي محدد بل تترك الحرية الكاملة للكاتب؛ لكي يلج العناصر التي يبتكرها والأفكار التي يستهدف طرحها في إطار من التجميل اللفظي واستخدام الخيال، مع الميل للإسهاب والإطالة.
- الكتابة الإبداعية تستلزم حبكة ما وتطويراً للفكرة وتصاعدها عبر ميكانيكا للكلمات.
تابعي المزيد: كيف تبدئين بكتابة مذكراتك؟
• الكتابة الوظيفية
- الكتابة الوظيفية تمتاز بأنها كتابة عملية جافة تعمد إلى الحقائق، وتصف الأمور بشكل تقريري، وهي تختص بأمور عقلية فتصف عملاً ما وكيفية عمله ومراحل تطوره ومراحل نجاحه أو إخفاقه، كما تتناول متطلبات ما يجب أن يُفعل، وقد تتناول سرداً لتقرير معين عن حالة أو شخص...إلخ.
- الكتابة الوظيفية تكون أكثر رسمية وعباراتها محددة لا تعمد إلى المشاعر والشخصنة، وتكون كلماتها موجزة واضحة مجردة؛ لأنها تصف عملاً أو أداء أو علماً.
- الكتابة الوظيفية عندما تستخدم الماضي، فهي تستخدم أدوات التمثيل الدرامي، ولكنه بدون دفقات خيالية.
- الكتابة الوظيفية تتضمن باستمرار أمثلة واقعية تستند إلى احتياجات متنوعة. فعندما يتعلق الأمر بكتابة ورقة، أو حتى مجرد صياغة حجة، يجب أن يكون الكاتب مدركاً تماماً للاختلاف بين الموضوعية والحجة الذاتية، على أن الخبرة تمكن الكاتب من صياغة المطلوب بطريقة وظيفية.
- الكاتب يكون مصدر جمع الحقائق المختلفة؛ حيث تظهر المواصفات الوظيفية لحظة التوافق الحقيقي بين العمل المطلوب وتكنولوجيا المعلومات؛ حيث يتم تكريسهما واستخدامهما عبر الكتابة الوظيفية.
- تعتمد الكتابة الوظيفية على التفكير المنطقي والتحليلي والنقدي؛ حيث تتحول الكتابة لعملية تدفق سَلِسَة لحقائق أو بيانات أو معلومات.
- تحتاج الكتابة الوظيفية إلى هيكلة؛ حيث يتم تنظيم وصياغة ما يتم كتابته حسب الموضوع، فعند كتابة سيرة ذاتية وظيفية مثلاً نستخدم موضوعات مثل المهارات أو المؤهلات، على أن نقوم بصياغة ما نكتبه ونسعى لتخيل رد فعل القارئ والتي يتم من خلالها التركيز على المهارات المطلوبة للوظيفة.
- من أنواع الكتابة الوظيفية التقارير والإعلانات والسير الذاتية والبحوث والدراسات العلمية والخطابات الرسمية.
تابعي المزيد: كيف تصبح مؤلفاً؟
• الفرق بين الكتابة الوظيفية والإبداعية
يقول د. رجب:
- نجاح الكاتب في الكتابة الوظيفية يعتمد على ما يملكه من معلومات، وما يجمعه من بيانات على أن يتم صياغتها بشكل واضح ومفهوم ومسترسل ومنمق، بينما الكتابة الإبداعية تقوم على امتلاك بلاغة اللغة وجودة الصياغة وحسن الخيال وقدرة التنقل بين المعاني والمرادفات والصياغات وتوليدها؛ ليبدو النص كلوحة جميلة من الكلمات والجمل المصوغة بعناية والتي تمتع العقل والأذن والعين.
- الكتابات الوظيفية لا يقوم فيها الكاتب بتكرار المعاني، فهي أقرب ما تكون للمعلومات وتكون موجزة مختصرة معبرة ما استطاع لذلك سبيلاً، بينما الكتابة الإبداعية تسمح بالتعبير عن المعنى الواحد بأكثر من أسلوب وبالتفصيل، وكلما كان الأسلوب مؤثراً كانت فعالة أكثر.
- الكتابة الإبداعية ذات مضمون خيالي أو رمزي، وجمهورها جمهور عام من كل الأعمار والفئات والكتابة الوظيفية جمهورها محدد لا يقرؤها إلا المعْنِيُّ بها.
- الغرض من الكتابة الفنية هو إعلام وإرشاد وتثقيف المستخدم. الغرض من الكتابة الإبداعية هو الترفيه والاستفزاز والإلهام، على أن لغة الكتابة الوظيفية تكون موضوعية في حين الكتابة الإبداعية ذاتية.
تابعي المزيد: طريقة كتابة القصة القصيرة
