من المؤكد أننا نصادف في يومياتنا أناساً لا يتعاملون معنا بلطف، هذا شيء طبيعي. فنحن لا نعيش في المدينة الفاضلة التي لا يسكنها سوى أصحاب العقول والقيم. فطباع البشر التي نتعايش معها تقتضي وجود التفاوتات الأخلاقية والسلوكية، وتفرضها علينا في حياتنا اليومية.
إذاً معاملة السيئين ومجالستهم لنا ليست وليدة اليوم، فهي موجودة معنا منذ قدم البشرية. ويجب علينا أن نعلم أننا لا نستطيع أن نتحكم في سلوكيات الغير، بل علينا فقط أن نحمي أنفسنا منهم أو نجنبها التأثر بهم.
أبرز الطرق الفعالة للتعامل مع المسيئين
1- انظري إلى النصف الأفضل الإيجابي
لا يوجد إنسان سيئ بالمجمل، فمن المؤكد أن هناك بعض الصفات الحسنة في كلٍ منا. ففي النهاية نحن بشر، لا أحد منا صالح بالمطلق ولا سيئ بالمطلق. لذا ابحثي عن الصفات الحسنة وحاولي أن تبرزيها وتذكري مواقف هذا الشخص الحميدة. اعترفي بها بينك وبين نفسك وتعايشي مع فكرة حتمية وجود الجزء المظلم في شخصية هذا الإنسان. حاولي أن تغضي بصرك عن سيئاته وشدي انتباهك دائماً إلى الجزء المشرق منه. حاولي دائماً مشاهدة الجزء الجيد في الأشخاص الآخرين والتركيز على إيجابياتهم والتغاضي عن سلبياتهم.
2- لا تجعلي معاملته مسألة شخصي
كوني منطقية في تفكيرك..لا تزيدي من هول الأمور ولا تجعلي من مخيلتك أرضاً خصبة تنمو فيها الأفكار المضخمة المبنية على عواطف لا تمت للواقع بصلة. وتذكري أن سوء معاملته لكِ كلها أفعال ناتجة عن خلل في شخصيته، فهذه مشكلته هو، أنتِ لست السبب فيما هو عليه ولستِ المسئولة عن سوء أخلاقياته.
3- كوني حازمة وضعي حواجز بتعاملك مع الآخرين
عندما ترين أن الأمور وصلت إلى درجة مبالغ بها وأصبحتِ غير قادرة على تحملها، هنا يجب عليكِ أن تضعي حداً لهم. لا تسمحي لهم بالمزيد من التطاول. ارسمي قوانينك الخاصة التي تضمن راحتك وبكل وضوحٍ وحزمٍ وقوة، وضعي عدم تقبلكِ لسلوكياتهم السلبية المتكررة وبيني استيائك منها، حتى تستطيعي إيصال معاييرك الخاصة لمن أمامك وتعرفينهم أنهم بأفعالهم تلك تجاوزوا حدودهم وتعدوا المساحة المتاحة لهم في حياتك.
4- لا تحاولي تغيير سلوكيات البعض أو ترويضهم
لابأس من تقديم المساعدة في مثل هذه الأحوال، بل من الجيد مساعدة أناس يحاولون تغيير طباعهم وتحسينها، ولكن علينا أن نعلم أن هناك أشخاصاً تملأهم الصفات السيئة ولا يسعون لتغييرها، بل إنهم أصلاً لا يعترفون بأن هناك خللاً ما بها. وهنا ليس من حقك التدخل وفرض التغيير على الآخرين، بل يبقى في هذه الحالة الخيار الأفضل الوقوف على الجانب دون الانخراط معهم أكثر وإشغال تفكيرك بهم أكثر.
5- التعامل بروح فكاهية
في الفكاهة شفاء..اتخذي هذه العبارة مرتكزاً لكِ. آمني بهذه العقلية، وحاولي أن تبحثي عن كل موقف تعرضت فيه للإساءة عن الجانب المضحك. بهذه الطريقة ستخففين من هول الموقف ومن توتره وتزيلين هيبته. كوني متأكدة أن الروح الفكاهية ستكون كفيلة بإحداث تغيير في كل مواقف حياتك المتوترة وستحسن من تعاملك مع اللحظات المؤرقة التي تضعكِ في مواقف محرجة.
6- احرجيهم بشكرك لهم
عندما يبدأ ذاك الشخص بتوجيه الإساءة والانتقاد لكِ، كوني متحكمة بملامح وجهكِ..ابتسمي وبكل سلاسة قولي له "شكراً". ستسبب تلك الكلمة إحراجاً له. هو سيرى أن كل انتقاداته وإساءاته لم تؤثر بك وبالتالي سيحتفظ بما يمتلكه من انتقادات إضافية. من ناحية أخرى ستكون هذه الكلمة بمثابة حاجزٍ يجنبك مناقشته وفتح باب الجدال معه.
7- لا تكوني درامية
حاولي ألا تبدي عنفاً أو ضيقاً مبالغاً به عندما يوجه أحد ما سوءاً أو انتقاداً لكِ. لا تقابلي أي تصرف مستفز موجه لكِ بالتهور والغضب، لأن هذا السلوك سيوصل للطرف الآخر فكرة مؤكدة عن عقدة نقصٍ لديكِ حيال القضية محل النقاش، مما سيجعله يستغلها في كل مرة يحاول استفزازكِ بها.
8- نمِّي ثقتك بنفسك
كوني ذكية في استماعك للآراء المستفزة. أظهري لمن أمامك أنكِ غير مهتمة لرأيه واستفزازه بطريقة تبين أنكِ واثقة من نفسك وقدراتك. لا تحاولي الدفاع عن نفسك بكلمات ركيكة. اعرفي قيمتك وقوِّي شخصيتك، فالثقة تنبع من تقديرك لذاتك لا من كلام الآخرين عنكِ.