تسير غالبيّة الموظفين وفق نمط حياة مختلف في أيّام الإجازات.. مهما طالت هذه الأخيرة، تنتاب البعض رغبة داخلية في الحظي بمزيد من الاسترخاء، بعيدًا من ضغوط العمل، الأمر الذي يجعل من معاودة العمل مهمة صعبة! في هذا الإطار، تتحدّث المدرّبة المعتمدة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات عبير عطوة لـ"سيدتي. نت" عن كيفيّة التأقلم والعودة لأجواء العمل بعد الإجازات الطويلة؛ من دون الوقوع في دوامة القلق والتوتر.
تابعوا المزيد: ما هو الرضا الوظيفي؟
"الاكتئاب التالي للإجازة"
معلوم أن الإجازة تمثّل وسيلة للتخلص من ضغوط العمل وإعادة التوازن لإيقاع الحياة من جديد، وهي فرصة حسب المدرّبة عبير لاستعادة التركيز وتجديد النشاط والشعور بالحيويّة والسعادة، شريطة أن تستغل أيّام الإجازة بالشكل الصحيح، مع تفريغ الطاقة السلبية عن طريق كسر الروتين اليومي وممارسة نمط حياة مختلف يكون أكثر تحفيزًا وإيجابيّةَ.
تقول المدرّبة: "يشكو بعض الموظّفين، في إثر الإجازات، من نوبات من التوتر والقلق، وتحديدًا في الساعات القليلة مع بدء دوام العمل؛ تعرف الحالة بـ"الاكتئاب التالي للعطلة"، وترجع إلى اختلاف نمط الحياة في الإجازات". في هذا الإطار، تستشهد المدربة بالخبيرة والمتخصّصة النفسية في "مركز البرادو للطب النفسي" إليسا غارسيا" التي توضّح مفهوم "الاكتئاب التالي للإجازة"، قائلةً إنّه "جزء من اضطراب التكيف، من دون أن يكون اضطرابًا سريريًّا، وهو نتيجة الشعور بالإجهاد والضغط النفسي في بيئة العمل بعد فترة من التعود على الراحة والرفاهية خلال الإجازة".
تابعوا المزيد: أسرار النجاح في العمل.. تعرّفي إليها
في مواجهة ضغوط العمل...
في المواجهة، تعدّد المدرّبة بعض الحلول لاستئناف العمل بعد الإجازة، بنشاط وطاقة إيجابية:
- التعود على روتين الحياة: على الإنسان أن يهيئ نفسه، جسديًّا ونفسيًّا، قبل بدء العمل بوقت قصير (نحو يومين أو ثلاثة منها)، وذلك حتى يتمكن من الرجوع إلى الروتين المعتاد، بشكل تدريجي. يتحقّق الأمر عن طريق الاهتمام بتناول الغذاء حسب دوام العمل، وتنظيم أوقات النوم...
- تحديد الأولويات: عمل قائمة بالأعمال المطلوبة في أول أيام الدوام، مع ترتيب الأعمال حسب أهمّيتها بطريقة منهجية، يساعد في الإنتاجية.
- تنظيم أعمال المكتب: تصفّح رسائل البريد الإلكتروني هو من أصعب الأعمال بعد العودة من الإجازة، لذا يستحسن فرز الرسائل، في بداية الدوام، وذلك قبل الدخول في زحمة العمل، لتفادي ما تتسبّب به هذه الرسائل من زيادة في التوتر والإجهاد.
- خلق طاقة إيجابية في بيئة العمل: يفترض أن تكون بيئة العمل محفزة وإيجابية.. يتحقّق ذلك عن طريق الاستيقاظ مبكرًا واستغلال الساعات الأولى في العمل بالتحدث مع الأصدقاء في أمور إيجابيّة، ونشر السعادة.
- ترتيب مكان العمل: يفيد جعل مكان العمل أو المكتب بيئة محفّزة على الإنتاج، من خلال تزيين هذه المساحة بالنباتات التي تقوم بدور مهم في الحدّ من التوتر، كما زيادة التركيز، بالإضافة إلى استخدام بعض الفواحات العطرية للشعور بالراحة، ووضع بعض من الصور الجميلة لإضفاء البهجة في المكان.
- الاهتمام بالترفيه: تتسبب ممارسة العمل لفترات طويلة ومستمرة بالملل، لذلك لا بد من الترفيه والترويح عن النفس خلال أوقات الراحة في العمل حتى تأنس النفس فيتجدد النشاط.
تابعوا المزيد: كيف تحبّين وظيفتك؟