لقب الأغنى في التاريخ لم يكن له علاقة بتكنولوجيا المعلومات أو أغنى رجل في عصرنا هذا أمثال بيل غيتس أو وارين بافيت أو جيف بيزوس أو ستيف جوبز أو كارلوس سليم، أو غيرهم من أثرياء هذا الزمان.
بحسب موقع (Website Celebrity Net Worth) الإجابة معقدة؛ إذ تصعب مقارنة الثروات بين فترات زمنية متفاوتة ونظم اقتصادية مختلفة؛ فهناك حكام آخرون من العصور الوسطى والعصور القديمة ممن امتلكوا ثروات طائلة، لكن من الصعب تقدير حجم تلك الثروات.
- أغنى من أن يوصف
مانسا موسى.. ولد مانسا موسى عام 1280 في مالي الحالية باسم، موسى كيتا، وتولى عرش مملكة مالينكي عام 1312؛ ليصبح مانسا موسى؛ أي الملك موسى وذلك بعد وفاة سلفه أبوبكر الثاني، وكانت هذه المملكة قائمة على نهر النيجر في مالي بغرب أفريقيا، وامتد مُلك مانسا موسى، عبر مساحات شاسعة من الأراضي ضمت موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا وبوركينافاسو ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا، واحتوت الأراضي التابعة لمانسا موسى على العديد من الموارد الطبيعية؛ خاصة مناجم الذهب؛ حيث كان أكبر منتج للمعدن الثمين في العالم حينذاك؛ فضلاً عن الملح الذي سيطر على تجارته، وفي عام 1324 قام موسى برحلة حج إلى الحجاز، ولكنه لم يكن بمفرده؛ فقد رافقه في الرحلة التي تمتد 4 آلاف ميل، قافلة من الجمال والخيول ضمت عشرات الآلاف من الجنود والعبيد، وكانت محملة بالذهب والحرير، وإنه خلال مروره بمصر، قدم هدايا وعطايا من الذهب خفضت من قيمته، وأدت إلى حدوث تضخم لدرجة أن الأمر تطلب 12 عاماً ليعود الوضع الاقتصادي إلى طبيعته في مصر، وحظيت مدينة تمبكتو في مالي حالياً، بأهمية كبيرة لدى موسى؛ حيث استخدم ثروته في بناء المدارس والجامعات والمكتبات والمساجد هناك؛ خاصة مسجد جينجريبر الذي مازال قائماً حتى الآن، وقد استعان بالعديد من المهندسين من الأندلس ومصر لتحقيق ذلك، وفي عام 1337 بعد 25 عاماً من توليه العرش، تُوفي مانسا موسى وخلفه ابنه ماغان الأول، الذي بدأ في عهده اضمحلال الدولة التي شهدت العديد من الحروب الأهلية، وانهارت تماماً بعد ذلك بـ 60 عاماً.
* قيصر روما ضمن الأكثر ثراء في التاريخ
- القائد أغسطس قيصر الذي عاش بين عامي: 63 قبل الميلاد و14 ميلادي، في بلدة روما، وتقدر الثروة: 4.6 ترليون دولار، لم يكن (أغسطس قيصر) متزعماً لإمبراطورية تشكل 25٪ إلى 30٪ من الناتج الاقتصادي العالمي فحسب؛ بل كان في وقت ما يملك ثروة شخصية تعادل خُمس اقتصاد إمبراطوريته، تعادل تلك الثروة حوالي 4.6 تريليون دولار بأرقام سنواتنا الآن، ولفترة من الوقت كانت مصر مملوكة شخصياَ لـ(أغسطس).
- كما كان الإمبراطور شينزونغ الذي عاش بين عامي 1048 و1085 ميلادي، في بلدة الصين، الأكثر ثراء وتقدر الثروة بالتالي: حكم دولة تسهم بـ25٪ إلى 30٪ من الناتج الإجمالي العالمي، كانت الصين في فترة حكم سلالة (سونغ) بين عامي 960 و1279 ميلادي واحدة من أقوى الإمبراطوريات اقتصادياً على الإطلاق؛ فإن هذه الإمبراطورية كانت تسهم بما بين 25٪ إلى 30٪ من الناتج الاقتصادي العالمي خلال فترة ذروتها، جاءت ثروة الإمبراطورية من مهارتها العالية في تحصيل الضرائب، إن حكومة سلالة (سونغ) كانت مركزية للغاية، بمعنى أن الإمبراطور كان يملك سيطرة هائلة على الاقتصاد.
- كما جاء أركوس ليكينيوس كراسوس، ضمن هؤلاء الأغنى عالمياً على مر التاريخ؛ فقد كان جنرالاً رومانياً وسياسياً قاد نصر سولا الحاسم في معركة البوابة الكولينية، وأخمد ثورة العبيد التي قادها سپارتاكوس ودخل في حلف سري، ويـُزعم أنه كان يملك ما يربو على 200,000,000 سسترتيوس في قمة ثروته؛ فكان أحد أغنى الرجال في عصره ومازال يـُعد ضمن أغنى عشرة رجال في قائمة أغنى شخصيات تاريخية، إلا أن كراسوس كان يتشوق لأن يـُعرف بانتصاراته العسكرية في صيغة موكب نصر روماني، هذه الرغبة في الانتصار قادته إلى سوريا؛ حيث هـُزم ولقي مصرعه في هزيمة الرومان في حران على يد السپاه بد الپارثي سورنا، وتم إعدامه عن طريق صب الذهب المصهور في فمه عقوبة له عن جشعه وحبه للمال.
كافة الصور من موقع: Website Celebrity Net Worth