مع انتشار ألعاب الفيديو في السنوات الأخيرة، دق علماء النفس والاجتماع في العالم، ناقوس الخطر؛ بسبب تأثيرها السلبي على الأطفال، فمن المسؤول، لمواجهة تنامي هذه الظاهرة ما دور المدرسة والأهل، ما هي النصائح العلمية والعملية للأهالي لحماية أطفالهم من مخاطر تلك الألعاب؟ قصص وعبر يرويها اختصاصيون، استضافتهم "سيدتي"، حول تأثير تلك الألعاب السلبي والإيجابي على الأطفال.
من الرياض
وعد أفندي: ألعاب الفيديو تعلّم العزف على البيانو
في السعودية ارتفع تعلّق الأطفال بألعاب الفيديو العنيفة، لكن الضرر يعتمد على سلوك الفرد، وفنَّدت وعد أفندي، اختصاصية اجتماعية، الاعتقاد السائد لدى كثيرين بأن الألعاب الإلكترونية لها تأثيرٌ سلبي فقط، فهي تدرِّب العقل على ابتكار أفضل الطرق لحل الألغاز، وتعزز مهارة التركيز البصري. وتقوي المهارات الحركية الدقيقة لعضلات اليد، وفيما يخصُّ الجوانب السلبية، فكثرتها تزيد معدل العنف الذي ينعكس على من حول الأطفال، تستدرك قائلة: "اشرحوا للطفل أن صديق الألعاب الإلكترونية ليس صديقاً حقيقياً".
اعرّفي إلى المزيد: مشاكل سن المراهقة للأولاد
من جدة:
شيماء جيلاني: اختاروا معهم الألعاب المناسبة
تؤكد شيماء جيلاني، حاصلة على درجة ماجستير "توجيه وإصلاح أسري"، على أهمية اللعب في صقل شخصية الطفل، ومن الألعاب التي انتشرت، هي ألعاب الفيديو، تتابع قائلة: "هي تنمي الإبداع والذكاء لدى الطفل، القدرة على اتخاذ القرار، تحسن التركيز، لكن قد يؤدي التعرض للأشعة الصادرة من الهواتف والأجهزة إلى حدوث اضطرابات في النوم والأرق، تؤخر استيعاب الأطفال للعالم الحقيقي، ويجب تشجيعهم على تقنين ساعات اللعب بحيث لا تتعارض مع تحصيلهم الدراسي، تعلّق قائلة: "أيضاً لا بد من تعليمهم المحافظة على الخصوصية، لحمايتهم من سرقة البيانات والمعلومات، والتأكيد على طلبهم المساعدة عند تعرضهم لأي مضايقة أو إزعاج".
من الإمارات
مريم الزعابي: لا بد من إيجاد البدائل
الألعاب الإلكترونية غنية بالشخصيات الخيالية، وإن كانت تنمي خيال الطفل فإنها في الوقت ذاته توسع مساحة انفصاله عن واقعه، وهو ما يفجر طاقات التوتر، والعنف، والتحدي، والخصومة الدائمة مع المجتمع المحيط به. برأي الكاتبة مريم الزعابي. التي تتابع: "لا بد من التخطيط مع الأطفال للخروج برحلات برية أو بحرية والتعرف على الحياة مباشرة .. أي إيجاد البدائل".
تعرّفي إلى المزيد: الطريقة المثالية لتربية أطفال ذوي شخصية قوية
من مصر:
مي عبد الهادي: يتشبع الطفل بالمحتوى العنيف
مي باحثة في شؤون الأطفال التربوية والسلوكية وقاصة، تتحدث عن الإشباع الفوري الذي تقوم به هذه الألعاب بفقدان الطفل صبره، ويتحول لطفل عنيف، تتابع قائلة: "المحتوى العنيف والألفاظ النابية يتسببان في مشاكل نفسية وسلوكية كبيرة قد تصل إلى الانتحار؛ لأن الطفل يتحول إلى شخصية قلقة متشبّعة بالمحتوى العنيف، لذلك التركيز على الأنشطة المفيدة، مثل التلوين والقصص والمكعبات والألعاب التقليدية، تتابع مي: "أيضاً لا بد من مراقبة المواقع التي يزورها الطفل على شبكة الإنترنت والألعاب التي يمارسها.
من لبنان
تيريز بدور: شاركوهم اللعب
هي اختصاصية بعلم النفس ومعالجة نفسية، تحدثت عن إيجابيات ألعاب الفيديو بالنسبة للطفل، فهي تكسبهم مهارات إدراكية وفكرية، تساعده من أجل حلّ الألغاز المطلوبة منه. تجد تيريز أن ألعاب الفيديو، تسرّع من بديهة الطفل، تتابع قائلة: "يصبح لديه معرفة جيدة بالتقنيات الحديثة والتطبيقات، وتساعده فكرياً في تطبيق بعض الخطط خلال حياته العملية اليومية .. الغريب أن الأطفال يهتمون بهذه الألعاب في المدرسة، فيزيد تنمرهم على الأطفال الآخرين، وعلى الأهالي أن يتركوا أطفالهم في غرف مفتوحة لتسهل مراقبتهم، ولا مانع أبداً من مشاركتهم اللعب".
من تونس
مروى بنْ عرفي: لا نمنعُ الأطفال منْ ألعاب "الفيديو"، ولكن بشروط
هي معالجة نفْسيّة ومُختصّة في الرّعاية النفسيّة للطّفل، تجد أن ألعاب "الفيديُو" تمْنحُ الطّفل أحاسيس جديدة، ويتعلّقُ بها ويُبحرُ معها السّاعات الطّويلة. تتابع قائلة: "إدمانها يعطّلُ نُموّ الطّفل ويسبّب له صُعوبات في النّطق وتُؤثر سلْباً على دراسته".
لا جدْوى من منع الطّفل من اللّعب بألعاب الفيديو، كما تقول مروى؛ فهي تُنمّي ذكاءه بشرْط أنْ تتمّ مُراقبته وعدم ترْكه مُستغرقاً في لعبه ساعات طويلة، تستدرك مروى: "الحرمان من الحواسيب والهواتف الذكيّة، عقوبة الطفل الذي لا يلتزم بالوقت".
تنصحُ مروى بنْ عرفي الأولياء بالاطّلاع على التّطبيقات الإعلاميّة المُخصّصة لمُراقبة الهواتف والحواسيب والتمرّن على استعمالها، فذلك سيسمحُ لهم بالتّدخل النّاجح في الوقت المُناسب لفسخ اللّعبة وإلغائها وحماية الطّفل عند مُلاحظة بعض الانعكاسات السلبيّة في سُلوك أبنائهم".