اللغة العربية هي البوتقة التي تحمل أشرف المعجزات الإلهية وآخر الكتب السماوية القرآن الكريم الذي "لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ". وهي لغة مقدسة تحمل من بين وشائجها تعاليم الأديان أراد الله أن يكرمها بأن تكون لغة أهل الجنة، وسميت اللغة العربية بـ"لغة الضاد" ولطالما تغنى بها الشعراء على طول الزمان وعرضه، فقد كتب أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة عن جمال اللغة العربية قال فيها:
أَو دَع لِسانَكَ وَاللُغاتِ فَرُبَّما *** غَنّى الأَصيلُ بِمَنطِقِ الأَجدادِ
إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً *** جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ
وحول اللغة العربية ولماذا سميت لغة الضاد سيدتي التقت الأديب والشاعر طارق الكردي.
- لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد
يقول الشاعر طارق الكردي لسيدتي: هناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "أنا أفضل من نطق بالضاد"، والذي أطلق عليها لغة الضاد هو أبو الطيب المتنبي أمير الشعر العربي القديم، وسميت اللغة العربية لغة الضاد؛ لأن حرف الضاد ليس له مرادف في اللغات الأخرى، ففي اللغة الإنجليزية هناك حرف الـD قد يقوم بدور حرف الضاد، ولكن في اللغات الأخرى كاللاتينية وغيرها لا يوجد حرف يقوم بدور حرف الضاد، كذلك فإن مخارج حروف العرب تتناسب مع الطبيعة الجغرافية والديموجرافية، فمن المعروف أنّ حرف الضاد يعتبر من أصعب الحروف نطقاً عند غير العرب، كما أن بعض المتكلمين بغير العربية يعجزون عن إيجاد صوت بديل له في لغاتهم.
- سبب اهتمام علماء اللغة العربية بحرف الضاد
يقول: كما قلنا فكثير من العلماء من بلاد الغرب لم يستطيعوا أن ينطقوا هذا الحرف بالطريقة التي ننطقها نحن العرب، فعلماء اللغة الأوائل مثل سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي والأصمعي اهتموا واعتنوا عناية كبيرة بحرف الضاد، وذلك بسبب عدم قدرة المسلمين ذوي الأصل الأعجمي على نطق هذا الحرف بشكل صحيح؛ لذلك كان يصعب عليهم قراءة القرآن الكريم، فقد كان يرى سيبويه أن هذا الحرف من الحروف غير المستحسنة ولا يستطيعون نطقه، كما أوضح أنه من لا يستطيع نطق حرف الضاد بشكل صحيح لن يتمكن من قراءة القرآن أو تجويده بشكل صحيح، فألّفوا الكتب والرسائل لتوضيح نطق حرف الضاد وكيفية تفريقه عن حرف الظاء، ومن أشهر هذه الكتب كتاب التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة.
تابعي المزيد: حصاد 2021.. مركز إثراء يعزز حضور اللغة العربية وفن الخط العربي
- ماهي أهم علوم لغة الضاد؟
يقول الكردي: أهم علوم لغة الضاد هي علوم القرآن الكريم، والتفسير، والمجمل والمفصل من القرآن، والناسخ والمنسوخ، وعلوم السنة النبوية، والأحاديث الآحاد والحديث المتواتر الذي رواه الكثير من الرواة، والحديث المقطوع الذي ليس له جذور، وعلوم اللغة العربية، كذلك منها علم البلاغة والمطالعة وعلم النحو الذي يدرس القواعد والتراكيب، والبلاغة تدرس الصور والمحسنات البديعية، علم فقه اللغة العربية، وعلم الترادف، وعلم التعريب، وعلم الدلالة، وعلم الاشتقاق، وعلم الأصوات.
- كيف اختلف حرف الضاد قديماً في اللغة العربية عن الضاد المعاصرة؟
الضاد القديمة هي الضاد التي كان ينطقها العرب قبل الإسلام، أما الضاد المعاصرة فهي التي تحدث بها العرب بعد ذلك، واستمرت مع تطور اللغة في فترات التدوين والتنقيط وغيره من التطورات، وهما مختلفتان من حيث مخرج الحرف، فالضاد القديمة تخرج من حافة اللسان اليمنى أو اليسرى أو كليهما معاً أما الضاد المعاصرة فمخرجها بالقرب من مخرج اللام من طرف اللسان مع اللثة، إلا أنها صوت مطبق على أن اللسان العربي قد حافظ على وجود حرف الضاد واستخدمه في المفردات المختلفة.
- حدثنا عن خصائص لغة الضاد من المميزات والصفات التي تتميز بها اللغة العربيّة
يقول الشاعر المصري لسيدتي: تتميز لغة الضاد بكثير من المميزات التي لا نجدها في أي لغة أخرى، فهي تتميز بالفصاحة، والإيجاز، ولها جذور متناسقة، ومرونة الاشتقاق، ولها خصائص صوتيّة، إذ تخرج الحروف من مخارج كثيرة، كما تتميز بوفرة مفرداتها ودلالاتها الكثيرة، وتقوم على التميز بين كلمات اللغة المذكر والمؤنث، وتتميز في كلماتها، بشكلها وهيئتها ووزنها وصيغتها.
تابعي المزيد: الإيسيسكو تدعو إلى تسريع مشاركة لغة الضاد في الثورة الرقمية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية