هل سبق لك أن كنت متعبة للغاية وسئِمْتِ من شعور "أنا أستسلم، لا أريد أن أفعل أي شيء...!".
إذا كان لديك هذا الشعور، فأنتِ لستِ وحدكِ، لقد مر بنا جميعاً هذا الشعور، فلطالما شعرنا بالإرهاق الشديد عندما واجهتنا مشاكل كثيرة وضغوط وأعباء؛ حيث تتراكم كل الأشياء في الوقت نفسه وتشعرين بشعور "لا أريد أن أفعل أي شيء". "سيدتي" التقت د.إيريني عبد الرب جاد أخصائي الطب النفسي والصحة النفسية للأسرة والمراهقين؛ للحديث حول كيفية تجاوز الشعور بالإحباط، ومساعدتك في معرفة ما يجب عليك فعله عندما لا ترغبين في فعل أي شيء.
تقول د. إيريني لسيدتي: يصل الكثير من الناس إلى نقطة الشعور بأنني "لا أريد أن أفعل أي شيء" بسبب الملل البسيط أو قلة الرغبة. من الطبيعي أن تستهلكي بعض الوقت عندما تشعرين بهذا ولا بأس في القيام بذلك.
تابعي المزيد: 8 أسباب تُدخل الملل إلى حياتك
• أسباب عدم الرغبة في فعل أي شيء
تقول د. إيريني لسيدتي: هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي قد تجعلك تشعرين بهذه الطريقة:
- هذا الشعور رد فعل طبيعي من وقت لآخر.
- يحدث هذا الشعور بعد حدوث سلسلة مرهقة من الأحداث في حياتك.
- يمكن أن تؤدي التغييرات الكبيرة مثل بدء أو فقدان وظيفة.
- بدء أو إنهاء علاقة.
- ولادة طفل جديد أو اكتئاب الحمل.
- تراكم المشاغل والأعباء وتفاقم المسؤوليات.
تؤكد د. إيريني أنه إذا استمر الشعور بـ"لا أرغب في فعل أي شيء" لعدة أيام، أو بضعة أسابيع، وأصبح الوضع الطبيعي الجديد لك، فقد تواجهين مشكلة أكبر. حيث ستبدأ مشاعر الملل وقلة الرغبة في التحوّل إلى اكتئاب، ومن ثم فقد تحتاجين إلى استشارة اختصاصي نفسي؛ للحصول على المشورة والعلاج واعتماداً على حالتك.
فالأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية المزمنة مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) غالباً ما يمرون بفترات من الملل ومشاعر "لا أريد فعل أي شيء في حياتي"، أو "لا يمكنني فعل أي شيء في حياتي"؛ حيث تتحول تلك المشاعر لعارض يومي ساحق، وهذا يعني أن هناك مشكلة أكبر بكثير.
تابعي المزيد: الاكتئاب: 6 نصائح لتجنّب الانتكاسة الصحية
• اكتئاب نقص الحافز
تقول د. إيريني: السبب الأكثر لنقص الحافز هو الاكتئاب. غالباً لا يرغب الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب تم تشخيصه أو عدم تشخيصه في فعل أي شيء، ويأتي الاكتئاب بأشكال عديدة، وإذا تُرك دون علاج، يمكن أن يتحول إلى مشكلة أكبر تتعلق بالصحة العقلية.
وعن أسباب الاكتئاب:
- غالباً بسبب خيبة أمل.
- هدف غير محقق.
- تحدٍ في الحياة لا يمكن التغلب عليه.
- ظروف في الحياة من الصعب مواجهتها والتعايش معها.
- فقدان شخص عزيز.
- مشكلات اقتصادية والتوتّر الحاد.
- الشعور بالعجز واليأس.
تقول د. إيريني: الأشخاص المصابون بالاكتئاب لا يريدون فعل أي شيء؛ لأنهم لا يمتلكون الطاقة. في حين أن جميع حالات نقص الحافز ليست مرتبطة بالاكتئاب، إلا أن هذا هو الجاني في كثير من الأحيان. هناك أيضاً مشكلات طبية يمكن أن تجعل الشخص يشعر بنقص الطاقة أو الحماس تجاه الأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها.
تابعي المزيد: مشاكل الاكتئاب المزمن: كل ما يحدث منذ البداية إلى العلاج
• كيف أتغلب على فقدان الحافز والشعور بـ"لا أريد أن أفعل أي شيء"؟
- البداية هي محاولة فهم ما وراء مشاعرك والتحدث مع شخص موثوق به.
- ممارسة الرياضة الخفيفة وبصورة مستمرة هي أفضل طريقة لمحاربة القلق وتأثيراته السلبية.
- النوم الكافي.
- المشي لفترات قصيرة في الهواء الطلق.
- تنظيم نشاطات ضد التوتر والقلق، مثل الركض أو القيام برحلات استرخاء واجعليها في مقدمة أولوياتك.
- زيارة أماكن هادئة للراحة النفسية مفيدة جداً لوقف التوتر، أو أماكن محببة ذات ذكريات خاصة.
- "تدريب التحفيز الذاتي" الذي يتضمن ممارسة جلسات استرخاء يومية تستمر نحو 15 دقيقة بوضعيات معينة، مثل تمارين اليوجا.
بالنهاية تنصح د.إيريني إذا لم تنجح هذه الوسائل في استعادة النشاط والطاقة فلا بد من اللجوء لاختصاصي نفسي بدلاً من تفاقم الحالة.
تابعي المزيد: أسباب الشعور بالتعب المستمر .. يمكنك تجنبها