أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشراكة مع جامعة غرب أستراليا، عن اكتشاف تاريخي جديد في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، حيث تم العثور على ممرات جنائزية طويلة، عبارة عن مسارات رئيسية مُحاطة بآلاف المعالم الجنائزية التي كانت تربط بين الواحات والمراعي.
وكشفت هيئة العلا عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أن الممرات الجنائزية تعكس درجة عالية من الترابط الاجتماعي والاقتصادي بين سكان المنطقة في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
كشفت نتائج الأبحاث التي أجريت بالشراكة مع @UWAresearch عن ممرات جنائزية بناها القدماء في شمال غرب شبه الجزيرة العربية منذ 4500 عام تربط بين الواحات والمراعي لتعكس درجة عالية من الترابط الاجتماعي والاقتصادي بين سكان المنطقة في تلك الحقبة.
— الهيئة الملكية لمحافظة العلا (@RCU_SA) January 11, 2022
ونُشرت نتائج الاكتشاف التراثي عن حياة السكان القُدامى في شبه الجزيرة العربية في مجلة "ذا هولوسين – The Holocene"، حيث أوضحت الممرات الجنائزية إلى وجود شبكة علاقات اجتماعية متطورة قبل 4500 عام امتدت عبر مساحات شاسعة من شبه الجزيرة العربية.
كما يُعتبر عمل فريق جامعة غرب أستراليا ضمن جهود كبيرة وأوسع لـ 13 فريقاً متخصصاً شارك أعضاؤها من مختلف أنحاء العالم ويعملون في مشروع الآثار والحفظ بالتعاون مع خبراء سعوديين في العلا ومحافظة خيبر.
واستخدم فريق جامعة غرب أستراليا في أحدث أبحاثه، تقنية تحليل صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي والمسح الأرضي والتنقيبات، لتحديد وتحليل الممرات الجنائزية عبر مساحة لا تقل عن 160 ألف كيلومتر مربع في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، وسجّل الفريق أكثر من 17,800 مدفن حجري على شكل قلادة ضمن مناطق دراستهم الأولية في محافظتي العلا وخيبر، حيث يُشكل حوالي 11,000 منها جزءاً من الممرات الجنائزية.
وأوضح الفريق أن الممرات المكتشفة قد تركّزت بالقرب من مصادر المياه الدائمة، حيث يُشير اتجاه الممرات إلى أنه قد تم الاعتماد على العديد منها للتنقل بين الواحات الرئيسية، بما في ذلك خيبر والعلا وتيماء، بينما تتلاشى ممرات أخرى عبر المناظر الطبيعية المحيطة بالواحات، مما يُشير إلى أنها كانت تُستخدم لنقل قطعان الحيوانات الأليفة إلى المراعي القريبة خلال فترات هطول الأمطار.
كما تعمل الأبحاث الأثرية في محافظتي العلا وخيبر التي يقوم بها فرق أثرية محلية ودولية، على تعميق وتوضيح مسار رحلة السكان عبر الزمن في المنطقة، وتوفير البيانات لمعهد الممالك الذي يُعد مركزاً عالمي المستوى لبحوث الآثار والحفظ، مع التركيز على اكتشاف تفاصيل تاريخ يمتد لـ 200,000 سنة من تاريخ البشرية في العلا.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا قد أطلقت خطة طموحة بعنوان "رحلة عبر الزمن" تمتد لـ 15 عاماً، وتهدف إلى تطوير العلا وأجزاء من خيبر باعتبارهما وجهة عالمية رائدة للتراث الثقافي والطبيعي في المملكة.