صُدم الشباب على اختلاف جنسياتهم، وقبل استعدادهم لهذا اليوم بارتفاع الأسعار في المحلات؛ فحتى المناظر وبطاقات المعايدة؛ أصبحت أغلى؛ مقارنة بالأيام العادية.
هدايا في عيد الحب
أهدى النجم الأميريكي، براد بيت، لأم أطفاله، أنجلينا جولي، علبة أقراص النعناع لإزالة رائحة الفم، كنوع من المزاح معها.
أهدت زوجة إماراتية زوجها، سيارة جيب لكزس، آخر موديل، وقد انتشرت صورها عبر المواقع الإلكترونية.
أنجبت تريسا مونتالفو من تكساس؛ مجموعتين من التوائم المتماثلة، جميعهم من الذكور، في صباح عيد الحب.
فعندما ذهب الشاب محمد الكتبي، طالب في سنته الأخيرة بجامعة الإمارات للعلوم الإبداعية؛ لحجز باقة ورد من أحد المحلات في منطقة بدبي؛ كي يرسلها في يوم الـ14 من فبراير للفتاة التي يرغب الزواج بها؛ فوجئ أن سعر الباقة 500 درهم، يتابع مغتاظاً: «عند سؤالي عن سبب الغلاء؛ رد صاحب المتجر بأن موسم الأعياد مناسبة لكسب الربح، كما أن إكسبو2020، بدأ يلقي بظلاله علينا؛ فقد ارتفعت إيجارات المحلات، وبالتالي صار لزاماً علينا نحن؛ رفع السعر؛ كي نحقق الكسب الطبيعي لنا».
الكتبي استعاض عن باقة الورد بحجز طاولة في أحد المطاعم؛ ليستمتع كما يقول بوجبة عشاء يستفيدون منها؛ عوضاً عن وردة تذبل بعد دقائق.
الملابس أرخص
أما سعيد عبدالحكيم، مترجم قانوني في شركة «المترجمون العرب بدبي»؛ فرأى أن على الشباب والشابات الاستعداد للحدث بصورة لائقة قبل أشهر، وتخصيص ميزانية، يستدرك قائلاً: «ترفض صديقتي دفع مبالغ على الهدايا؛ وتفضل عليها الجلوس في مقهى لاحتساء العصائر وشراء ملابس وما شابه؛ احتفاءً بالمناسبة».
تفكر ريناد علي حسين، موظفة في شركة لتجارة السيارات، في شراء هدية لخطيبها، لكنها قلصت كل الأفكار ابتداء من تزيين السيارة بقلوب حب حمراء، وورود ودببة صغيرة، بوردة وبطاقة معايدة على شكل قلب حب، إلى ما هنالك؛ عازيةً ذلك إلى السعر العالي؛ فالبطاقة الواحدة بـ30 درهماً، وهي تختلف من متجر إلى آخر، تعلّق: «الكل يحاول تحقيق الربح على حساب المحتفلين، مما يؤثر علينا».
جيب والدي
لحسن النتشة، طالب ما زال على مقاعد الدراسة في جامعة بريستون عجمان، وجهة نظر؛ إذ يعتقد أن ارتفاع الأسعارم تؤثر على خطط الطلبة الذين تكون مبالغهم محددة من ذويهم؛ مشيراً إلى أنه لا يستطيع أن يعزم من ينوي الارتباط بها مثلاً على عشاء في مطعم فاخر؛ يتابع: «كما أنني أتحرج من إخبار والدي برغبتي في زيادة المصروف لكي أعزم فتاة؛ فهم لازالوا لا يعلمون عن فكرة ارتباطنا شيئاً؛ فالطالب العاشق، الأكثر تضرراً من ارتفاع الأسعار في عيد الحب؛ لأنه ما زال يأخذ مصروفه من والديه؛ فهل يعقل أن يحتفي أيضاً بحبيبته من جيب والده!
باقة تتشرنق
أما علي الوهيبي، شاب يعمل في متجر لبيع الهواتف الخلوية؛ فيرفض أن يفسد جشع التجار فرحته، ويقول إنه يعد العدة للاحتفال منذ أشهر، ولن يبخل بشيء على أعز مخلوقة على قلبه؛ رغم أنه يشعر بالاستياء من تحول أكثر المناسبات رقةً وإنسانيةً، إلى حدث تجاري
الورود الحمراء أساسية، لكن مع غلو أسعارها بدأت تتشرنق؛ فمن باقة مميزة، إلى باقة صغيرة على الطاولة، وفي بعض الأحيان إلى وردة وحيدة بسبب الغلاء.
وقد يمنع غلو الأسعار، عصام الشاب العشريني من التعبير عن مشاعره لخطيبته البريطانية بشكل كامل؛ نظراً لارتفاع أسعار الهدايا؛ خاصة الورود الحمراء والألعاب الصغيرة، من دببة وقطط وقلوب حب، و سعر وردة حمراء هولندية 50 درهماً؛ فيما صديقه قرر شراءها من محل ليس بذاك المستوى وكلفتها 35 درهماً، يتابع قائلاً: «التلاعب بالأسعار في موسم الأعياد؛ أصبح أمراً اعتيادياً لدينا؛ لاسيما من محلات الورود».
وينصح فهمي لطفي السفاريني، طالب من الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، الشبان بأن يفتعلوا شجاراً مع الفتيات خلال فترة عيد الحب؛ ليتهربوا بطريقة منطقية من الهدايا، وتابع: «بصراحة هي تدمر ميزانيتي المتواضعة كطالب لا أزال آخذ مصروفي من أبي».
منطق الربح!
الكل يتهم محلات الزهور بتعمد رفع أسعارهم، وقد بدا الأمر عادياً عند نجود رباح من رومانتيك للزهور؛ فالأسعار في الأيام العادية، تبدأ من سبعة دراهم للوردة الكينية، و10 للهولندية، و15 للإكوادورية التي تتميز بعمرها الطويل وحجمها الكبير، لكنها تتضاعف في المناسبات فيما ذكرت ماريا من محل أولياندر، أن سعر الوردة في هذا اليوم ترتفع من 10 إلى 20 درهماً، فيما تكون الوردة الهولندية الأغلى، ويصل سعرها إلى 30 درهماً، فيما اعترف عمار خلف العدلي، صاحب متجر الجوري لبيع الورود في الشارقة، أن أسعار الورود في عيد الحب تتضاعف مائة في المائة؛ ويرى أن ذلك طبيعي؛ حيث يشبهها بارتفاع أسعار التذاكر في مواسم معينة، يعلّق قائلاً: «هذا منطق الربح والخسارة، لا ينبغي أن يغضب أحد؛ خاصة العشاق الذين يدفعون الغالي والنفيس لإرضاء حبيباتهم».