كيف نحوّل "الحب السنوي" إلى محبة دائمة؟

21 صور

"قالت المطرة: حدثنا عن المحبة.. فقال: إذا المحبة أمت إليكم فاتبعوها.. إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها.. إذا المحبة خاطبتكم فصدقوها"، هو مقطع من قصيدة جبران خليل جبران، دخل القلوب عندما غنته فيروز بصوتها الملائكي، لكن كيف أصبحت المحبة في عصر الهواتف الذكية ووساذل التواصل الاجتماعي؟ وهل صحيح أنها لم تترك فرصة لاشتياق أي قلبين؟

في السعودية: فرحة بالجملة
لدى الشاعر «ضياء خوجة» بيت شعر أهداه إلى كل من أحبهم، وهو: «كلامك صار يسعدني.. عن الأحزان يبعدني.. ينسيني أسى الأيام.. وبالأفراح يعدني»، وجهه إلى كل من له صلة رحم بهم، وإلى أي امرأة كانت ملهمته في شعره، وهو يتمنى ألا نختزل يوم المحبة في يوم واحد من السنة، فأيامنا تحتاج أن نعيش كل لحظة فيها بحب، ووسط من نحب.
وكلما أحست الإعلامية «إيمان المنديل» بارتياحها لأحد تهديه هدية، فهي تمشي على مبدأ «تهادوا تحابوا»، تستدرك قائلة: «أكثر هدية غالية على قلبي هي التي اشتركت فيها مع زوجي، وهو ابني الذي يملك من الدنيا ثلاث سنوات، فهو أجمل وأغلى هدية لديّ، وعندما يكبر سأنتظر منه هدية يوم المحبة».
بدا «سعد آل المسعود»، مذيع سابق في القناة السعودية الرياضية، متحمساً لوسائل الاتصال الحديثة، فبرأيه أنها ستساهم في التعبير عن الحب، بل ستكون رابطاً أقوى، إذ إنك تستطيع التواصل مع من تحب 24 ساعة حتى وإن كنتم في بلاد بعيدة.

بالتأكيد أحتفل
هل تحتفلين بيوم المحبة، أم أنه يمر مرور الكرام؟ كان هذا السؤال من نصيب المهندسة «إيمان شعبان» مصممة ديكور، والتي أجابت عنه بقولها: «بالطبع أحتفل به، وأحاول التجديد في كل عام ليختلف الاحتفال، ويكتسب مذاقاً خاصاً، فأحياناً أحتفل في البيت مع زوجي، أنا وهو فقط، على ضوء الشموع، والعشاء الرومانسي، وهدية تجدد بداخلنا جميع المشاعر من جديد، وأحياناً أحتفل خارج البيت في مكان هادئ يبعث الرومانسية بداخلنا من جديد، وسنوات أخرى احتفل بيوم الحب مع أهلي، فأجمعهم في البيت مع تزيينه بالورود والشموع، وإعداد عشاء عائلي مع الأم، والأب، والإخوة، وفي بعض الأوقات أخصصه لأصدقائي؛ تقديراً لحبي لهم».

في الإمارات: يخصصون مساحة للمحبة
الكل وافقوا على فكرة تذكر «المحبة» فيما بينهم، إذا كانت تنتشلهم لتلهيهم عن مشاغل الحياة، ويجد علي بني ياس (موظف في جهة حكومية بأبو ظبي)، فوسائل التواصل وحدها التي منحته الفرصة لتفريغ مشاعره، فهو يجد القلوب المتحركة، والورود اللامعة -التي يرسلها عبر مواقع التواصل- يعلّق قائلاً: «أول هدية قدمتها وهي خاتم ألماسي جميل كانت لخطيبتي».
فيما يعترف وائل عبدالحكيم (موظف من دبي) بأنه يبالغ في إرسال الرسائل القصيرة، والإيميلات، من باب الدعابة لا أكثر ولا أقل.

في الكويت: «سفرني» بحبك!
أثارت إحدى الكويتيات جدلاً عندما ذكرت صحيفة أن سبب طلاقها من زوجها أنه لا يهتم بعيد ميلادها، وذكرى زواجها، ولا يتبادل معها الهدايا في أي يوم.
بدا مستحباً ذلك التواصل الدائم بين المحبين، فلا رسمية ولا تضييق، فهم يرسلون صورهم لبعضهم عبر الفيس بوك، ظاهرة تؤيدها المذيعة حبيبة العبدالله، وتفضلها على كتابة الرسائل، وتليفونات البيت، فالطريقة الحديثة –برأيها- تتيح للطرف الآخر أن يحب من قبالته بكل عيوبه، وفي كل الأوقات، كما أنها فرصه للأشخاص الذين لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم، تتابع: «مازلت أتذكر أول هدية تلقيتها بمناسبة المحبة (الحب)، وهي عبارة عن دبدوب يحتضن قلباً، وكان من صديقتي بالمدرسة».
أجمل معنى للمحبة عند الفنانة والمذيعة فاطمة العبدالله هي كلمة «حمد»، وهو اسم زوجها الذي تراه مرادفاً لمعاني العشق والحب. وبالمقابل هي تفضل كل ما هو قديم على وسائل التواصل الحديثة، وتذكرت هديتها الأولى لزوجها، وهي تذكرة سفر في عطلة الشتاء، وكانت بمناسبة عيد ميلاده، تستدرك: «لكنها كانت على نفقته، فالمرأة تخطط والرجل ينفذ».

في مصر: يا «باشا» ويا «بيبي»
مع ظهور تقنيات التواصل الحديثة ظهرت مصطلحات جديدة وخاصة بالمحبة لم تكن سابقاً، ويبدو الجيل الجديد مقبلاً عليها حتى أن نيفرت وليد، طالبة بالثانوية العامة، بدت ممتنة لوسائل التواصل الحديثة التي أعطت الحب تأثيراً إيجابياً، حسب قولها، وقربت المسافات بين المحبين، وأظهرتهم على أشكالهم الحقيقية دون تصنع، تعلّق: «هذه هي المحبة الواقعية».
وعادة ما تستخدم نيفرت ألفاظ الفرنكو آراب مثل: (بحبك بيبي، بحبك موت، مع بعض الرسومات الموجودة في المحمول أو الفيس بوك مثل صور الوجه، وبدلاً من العينين قلبين حمراوين).
وعادة ما تتبادل نيفرت مع أسرتها الورود الحمراء في أي مناسبة تقرب بينهم. وأول هدية وصلتها بالبريد كانت في صندوق أحمر محاط ببعض البالونات الحمراء، إسكارف، وشوكولاتة.

قصص عودة بعد فراق
خالد شاب سعودي من مكة، يعمل «مهندس كهرباء»، أحب ابنة صديقة أمه عندما رآها تتسوق معها، وظل حبها يكبر في قلبه، وهو لا يعلم هل في قلبها أحد أم لا؟ ولكن نظراتها كانت تجيبه أنها –أيضاً- معجبة به. وحين حانت الفرصة للحصول على رقمها اتصل بها، وبدأت قصة حبهما التي استمرت 4 سنوات حتى سنة تخرجها، يتابع خالد: «فوجئت عندما تقدمت لخطبتها أن والدها يرفض، ويرغب بتزويجها لأحد أفراد العائلة، وقال لها: «لن يتم زواجكما إلا بعد أن يواري جسدي التراب»، وبعد فترة تعرض والدها لحادث سيارة أدى إلى إصابته بشلل، فقام هو بطلبي على الجوال، للاتفاق على موعد الزواج بعد أن كدت أفقد الأمل».

قصة «حمدان»، شاب إماراتي، هي معنى آخر للحب والوفاء، فعندما بلغ الثمانية والعشرين عاماً، تزوج من (آمنة) التي أصيبت عقب حفل عقد القران، بحمى شديدة، حتى كشف لهم الطبيب أنها مصابة بمرض اللوكيميا، وعندما اضطرها العلاج لحلق شعر رأسها فقام بحلاقة شعر رأسه هو الآخر، ليستيقظ حمدان على اتصال هاتفي من المستشفى يطلبون حضوره على عجل، غير أن الموت سبقه إليها. ورغم مرور18 عاماً على وفاتها، رفض الزواج بفتاة أخرى.