تعتبر المصممة اللبنانية داليدا عياش صاحبة أسلوب راقٍ وجميل في عالم الموضة، اذ لا تعتمد على الزخرفة والمبالغة بل تتميّز تصاميمها بأسلوب Minimalist جميل. ثابرت داليدا على ترك بصمة كبيرة في عالم الموضة، ورسمت لنفسها نهجاً خاصاً لا يشبه نمط غيرها من مصمّمات العالم العربي. تعرفي أكثر إلى مسيرتها، ومصادر إلهامها وتفاصيل مجموعتها الشتائية الأخيرة وعلاقتها بزوجها رامي عياش ومشاريعها المستقبلية من خلال هذا اللقاء الخاص معها.
أخبرينا عن بداياتك في عالم الموضة
البداية كانت منذ طفولتي، كنت أختار ملابسي بعناية وأنسّقها بطريقتي الخاصة. كبر شغفي مع الوقت، حتى أسست خطاً خاصاً بي خلال المرحلة الجامعية، ولكني كنت على دراية أنني لن استطيع أن أعمل إلا في عالم الموضة.
أنسى التوتر والأرق
هل جعلك العمل في الموضة أكثر سعادة أو أكثر قلقاً؟
إنه في الواقع مزيج من هذين الشعورين، لطالما كان العمل مع الأقمشة شغفي، أما التصميم فهو دائمًا مكاني السعيد، حيث يمكنني الاسترخاء وإعطاء أفضل ما لديّ. كما أني أشعر أيضاً بقلق شديد في كثير من الأحيان، خاصة قبل إطلاق المجموعة. أنا شخص يبحث عن أدق التفاصيل ويمكن أن يكون هذا مرهقًا جدًا أيضًا ، أتحقق من كل قطعة من البداية حتى النهاية، والعملية عبارة عن مزيج كبير من السعادة والتوتر الشديد. في النهاية، عندما يتم إصدار المجموعة الكاملة، أنسى التوتر والأرق، وأشعر بسعادة شديدة.
هل كان عليك الكفاح لكي تحظي بما أنت عليه الآن من نجاح في عالم الموضة؟
دعيني أكون صادقًة معك، لقد كان من الصعب جدًا في بداية مسيرتي المهنية إثبات نفسي كمصمّمة أزياء. إعتقد الجميع أنني كنت أفعل هذا لمجرد أنني زوجة رامي عياش، فقد ظنّوا أنني أريد فقط الأضواء، ولكن مع مرور الوقت بدأ الناس يقدّرون عملي وتصاميمي؛ وكما تعلمين، ارتدى العديد من المشاهير حول العالم تصاميمي، وأثبتت العلامة التجارية نفسها، وهذه مكافأة بسيطة لكل العمل الشاق الذي قمت به خلال هذه السنوات.
الأمل رغم الظروف الصعبة
أدخلينا في تفاصيل مجموعتك الأخيرة لموسم الخريف والشتاء
أطلقت على مجموعة خريف شتاء 2022-2021 ، عنوان «مطاردة الأمل» Chasing Hope، وأحببت من خلالها أن أوصل للعالم أننا شعب لم ولن يقفد الأمل رغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان. لذلك ألوانها الحالمة تندرج بين الألوان الأبيض والبنّي والكحلي وحتى الأخضر الذي يعكس الفرح. أما القطع فهي منوعة بين الفساتين، والبلايزر أو القميص مع الشورت أو البنطال وحتى الجمبسوت.
ما هي مصادر إلهامك؟
كل شيء حولي هو مصدر إلهام لي: الأقمشة، الطبيعة، الهندسة المعمارية، الناس ... والحياة نفسها تلهمني لابتكار تصميماتي، حتّى جائحة COVID-19 وفترة الإغلاق كانتا مصدر إلهامي في مجموعتي السابقة TINT، لقد كانت مجموعة مليئة بالألوان تثبت أنني أستطيع رؤية الجمال في كل شيء حولي.
ما رأيك بصيحات الموضة؟
الصيحات مهمة ولكن في بعض الأحيان لا تكون مناسبة للجميع. أعتقد أننا يجب أن نختار الاتجاهات التي تليق بنا وتجعلنا نظهر في أفضل حالاتنا.
صادقة مع نفسي
ما هي أكبر الدروس التي تعلمتها؟ وما أكثر ما تفتخرين به في حياتك المهنية حتى الآن؟
لطالما كان لدي هذا الشغف بالموضة، وكنت أعرف منذ طفولتي أن هذا لن يبقى مجرد شغف. كانت السنوات العشر الأخيرة مليئة بالتحديات والإنجازات، لكن ما تعلمته هو أن أكون حازمة، أن أحب ما أفعله، وأن لا أخاف أبدًا من التعبير عن نفسي، والنقطة الأكثر أهمية هي أن أكون صادقًة مع نفسي.
كيف أمضيت فترة الحجر في زمن كورونا؟
فترة كورونا لم تكن سهلة من الناحية العملية ولكنها كانت من أجمل الفترات من الناحية العائلية، كانت من المرات القليلة التي يجتمع فيها رامي معنا لفترة زمنية طويلة بسبب عدم سفره، وكوننا انتقلنا للعيش في الجبل تقرّبنا والأولاد أكثر للطبيعة.
من هي النجمة التي تحبين أسلوبها؟
مؤخّراً هايلي بيبرHailey Bieber ، لفتني ستايلها الذي يجمع بين الأناقة والبساطة في آن واحد، ما يشبه كثيرا ذوقي الشخصي.
ما هي الماركة التي تلفت نظرك أكثر؟
أحب كثيرا البساطة الراقية الموجودة في تصاميم علامة بوتيغا فينيتا Bottega Veneta.
من هي امرأة داليدا عياش؟
أحب المرأة صاحبة الشخصية القوية والتي تملك ثقة بنفسها.
كيف تصفين نفسك في ثلاث كلمات؟
مخلصة، حازمة وحالمة
كيف تعكس تصاميمك أسلوب المرأة العربية؟
حرصت على أن تحاكي تصاميمي ذوق كل سيدة عصرية محبة للموضة بأسلوب بسيط، أنيق، راقٍ ومريح يناسب كل الأوقات.
وسائل الترويج
هل تعتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لأزيائك؟
لا شك أننا في عصر السوشال ميديا، وقد أصبحت جزءاً أساسياً في حياتنا. الا أنني لا أعتمد فقط عليها، أعمل دوماً على الترويج لعلامتي من مختلف الجهات، كعروض الأزياء مثلاً، أو تعاوني مع العديد من النجمات العربيات والعالميات، كنجمات بولييود وهوليوود.
عياش الطفولة
أنت أيضاً نائب الرئيس لجمعية عياش الطفولة الخيرية. ما هو العمل الذي تقوم به هذه الجمعية؟
عياش الطفولة هي جمعية تعليمية تساعد أكثر من 2000 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأطفال الذين لا يستطيع أهلهم تحمل رسوم تعليمهم. أصبح هذا أولوية لكل من رامي وأنا، وهو يجلب لنا السعادة المطلقة على المستوى الشخصي. بالنسبة لنا، إنها ليست وظيفة، إنها مهمة نريد إنجازها. نلتقي يوميًا مع أولياء الأمور والعائلات والمنظمات غير الحكومية المختلفة حتى نتمكن من التعاون وإنشاء مشاريع تعليمية مختلفة، لنكون قادرين على بناء المجتمع التعليمي الذي نهدف إليه.
أين تحبين أن تمضي أوقات فراغك؟
عادة ما أحب الأماكن الهادئة، وقضاء الوقت في الطبيعة أو مع عائلتي، بعيداً عن الضجيج والأماكن المزدحمة.
هل يدعم رامي عياش مسيرتك في عالم الموضة؟
زوجي هو الداعم الأكبر لي ودعمه المستمر يزيدني شغفاً ومحبة لمهنتي. نحن طبعاً نتشارك دوماً الآراء لخبرته الكبيرة في هذا المجال فهو يعد trendsetter بين الرجال.
ما الذي يعطيك القوّة؟
العائلة أولاً ... رامي هو أول من دعمني ومن آمن بي وبموهبتي، وهو دائماَ من يدفعني لتقديم المزيد والمضي قدمًا. أطفالي آرام وآيانا هما فرحة حياتي. الحياة نفسها تحفزني، فأنا شخص إيجابي للغاية، وأحاول دائمًا الحفاظ على الطاقة الإيجابية من حولي.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل على العديد من المشاريع، من بينها افتتاح بوتيك خاص بعلامتي في عدة دول عربية، بالإضافة إلى التعاون مع العديد من النجمات في الوطن العربي والعالم. طبعاً، سوف أعلن عنها في وقتها المناسب.