التعلق هو مرض نفسي يأتي إلى الإنسان، تختلف فيه الحدة من إنسانٍ لآخر، فشخص قد يكون التعلق عنده ضعيفاً، وشخص آخر يكون التعلق عنده بمستوى عالٍ جداً. يُمكن تعريفه بأنه مجموعة من المشاعر التي يستمد منها الشخص طاقته وقيمته الذاتية وتعطيه الشعور بالسعادة والأمان والحب والرعاية والاهتمام من شخص معين أو أي شيء.
ولكن بحسب موقع Mind Body Green، فقد يكون التعلق الزائد علاقة مُضرة؛ لأن الشخص المتعلق يشعر وكأنه ينتظر في غرفة الإنعاش وهو خائف ومتوتر من فقدان الشخص المتعلق به، فهو دائماً يعيش في توتر وخوف.
وكثيرٌ منا يمر بمرحلة التعلق بشيء معين في حياته وهو طفل صغير أو بعمر المراهقة أو مرحلة الشباب ومرحلة الشيخوخة أيضاً.
التعلق في العلاقات العاطفية
وفيه نجد الفتاة أو الشاب في حالة تعلق شديد بالطرف الآخر، فيرتبط به ويصبح بالنسبة له محور الكون ولا يوجد سواه. لا تكون لديه حياة اجتماعية كبيرة، فهو مرتبط بشخص معين، وهذا الشخص بالنسبة له هو سر الحياة والسعادة. يشعر بالسعادة بوجوده، وعندما يبتعد عنه يشعر بالتوتر والقلق والخوف، وتبدأ الأفكار السلبية بالظهور. وكذلك لا يرى نفسه إلا من خلاله، ولا يرى مهاراته ونجاحه وإنجازاته إلا من خلاله؛ فهو مرآته وصوته الداخلي.
علامات التعلق
1- البحث دائماً في الهاتف على اسم الشخص المُتعَلق به، أو متابعته ومراقبته على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحليل كل شيء ينشره.
2- تذكر كل أفعال هذا الشخص والذكريات بينهما ويكون من الصعب نسيانها.
3- تكرار عبارات مثل: "تعودت عليه، تعودت على اتصاله، الكلام معه،...".
4- سيطرة الطرف الآخر على تفكير عقل الشاب أو الفتاة بشكل خيالي، لدرجة أن حياته العملية والاجتماعية يمكن تتأثر بسبب هذا التعلق والتفكير الزائد.
طرق التخلص من التعلق العاطفي
قبل تطبيق الخطوات المذكورة أدناه، يجب الاعتراف بوجود مشكلة يجب التعامل معها، ومعرفة ما هو الشيء المتعلق به، والتعرف على جذور وأسباب التعلق، وما هي المشاعر المستمدة من هذا الشخص، هل هو شعور بالأمان أو الاهتمام؟
1- ارضِ نفسك أكثر، حاول شغل نفسك بالعمل أو أي هواية أو رياضة. ابحث عند شغفك عن أهدافك وأحلامك، واستمتع بكل لحظة في حياتك. حتماً هناك أمور بالحياة تستطيع بها إسعاد نفسك.
2- أن تكون مرناً في كل علاقاتك، تواصل أكثر مع الأصدقاء المقربين، وحاول تكوين صداقات جديدة.
3- استمتع بعملك وبأهدافك، اتصل بذاتك؛ فبداخلك الحب والسعادة، فكيف تنتظر حباً من الطرف الآخر إذا كنت أنت فاقداً للحب من مصدرك؛ أي من نفسك؟!
4- حذف كل حسابات وصور الطرف الآخر المتعلق به وتجنب الأماكن التي كانت تجمعكما.
5- اللجوء لأهل الخبرة والحكمة، سواء كان الوالدين، أو شخصاً موثوقاً فيه وبخبرته.
6- الاعتراف بالأمر الواقع، وتقبل فقدان الطرف الآخر.
7- عزز من تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك، ووجه اهتمامك لنفسك واستمتع بشخصيتك ونقاط قوتك.
وتذكر في النهاية أن التعامل مع الأشخاص الآخرين هم إضافة جميلة في حياتك، ليس هناك أي شيء مضمون ومستمر إلا أنت، أما الآخرون فهم متغيرون في الحياة، وهناك قانون اسمه قانون التخلي؛ وهو أن جميعنا مجرد فترات في حياة بعضنا البعض، لا ضمان في استمرار وبقاء أي إنسان للنهاية.