يسعى الأمريكي مارك جنكينز، عبر منحوتاته المدهشة، لتكريس تأثير الإدراك في الأماكن العامة على المتلقي، مع إعادة النظر في المعالم الأثرية والأيقونات الرئيسية في تاريخ الثقافة الغربية، وكيف تصارع التكنولوجيا، فمنحوتاته المدهشة، مجهولة الهوية، غامضة الملامح، والتي يتركها في مدن مختلفة حول العالم، نجحت في إثارة الكثيرين بالدهشة أو الصدمة، وأحياناً السخرية والدغدغة، وقد تصل إلى حد الخوف، حيث يعمل عبر أعماله الاستعادية على فحص الصور التاريخية للفن؛ من خلال عدسة الثقافة المعاصرة.
• البحث عن عالم أكثر حميمية
يسعى جنكينز للوصول لعالم أكثر حميمية، حيث ترتكز أعماله على مجموعة متنوعة من الموضوعات الحضرية والاجتماعية، فيعيد تحديد هوية المنحوتات في كل من المجال العام والخاص؛ ليلفت النظر لقضية "التجزر والانعزال" أو الجزيرة المعزولة، فكل منا تحول لعالمه الخاص بعيداً عن الآخرين، فما يقدمه من فن الشارع يحمل الناس على التساؤل عن محيطهم في عصر بارد، صلد، يرتدي فيه كل شخص سماعات أذن؛ ليصم أذنيه ويركز عينيه فى هاتفه المحمول، يكاد لا يرى ما حوله ولا يشعر بوطأة الأحداث في محيطه.
• منحوتات من شريط تغليف شفاف ولفافة بلاستيكية
حسب موقع platoon.org، يستخدم الفنان التنصيبي مجرد شريط تغليف ولفافة بلاستيكية لبناء منحوتاته المذهلة، والتي تبدو وكأنها أشخاص حقيقيون، فهو يضفي عليها أبعاداً حية من أدق التفاصيل تعيد لها الحياة، حيث يقوم بقولبة الأشياء، بالإضافة إلى جسده (وأجساد الآخرين) باستخدام شريط تغليف تقليدي شفاف ولفافة بلاستيكية، فيقوم بتضمين الشكل الفعلي بمزيد من الدقة ومراعاة أعمق التفاصيل.
وفقاً لهذه الطريقة المدهشة في النحت التراكيبي، قام بتجسيد مجموعة من الشخصيات بمواقفها الدرامية المختلفة، والحيوانات والطيور، فمن البط الشفاف للكلاب والأطفال الصغار، إلى أكثر شخصياته الواقعية المتدفقة حيوية وطبيعية الأكثر شهرة.
تابعي المزيد: نحات سعودي يحول الأحجار إلى أدوات للطهي باحترافية عالية
• مقدرة فائقة على التقاط اللحظات التي تستحضر واقعها
اللافت في منحوتات جنكينز ذات التراكيب الخاصة، بما في ذلك اللوحات ثلاثية الأبعاد، والتحنيط المدمج، وبيت الطيور البشري، والآلات الوترية المجسمة. على غرار المفاهيم التقليدية لـ "الحياة الساكنة"، مقدرتها الفائقة على إثارة الذكريات، حيث تلتقط منحوتاته اللحظات التي تستحضر واقعها الخاص، وتقدم للمتلقي لوحة تتحدى إحساسه بما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، حيث يبني جنكينز شخوصه وحيواناته وأطفاله في كيانات مليئة بالحياة تجسد في أشياء غير حية مجمدة في مواقف وسيناريوهات غريبة. من خلال إنشاء هذه المواقف غير التقليدية، ويقوم بإعادة صياغة الأفكار أو الأشياء الشائعة وإدراجها في مشهد جديد يلعب فيه المشاهد جزءاً لا يتجزأ.
حسب موقع platoon.org، فأعمال جنكينز تقوم بتفكيك حالة ذهنية معينة فنياً وإعادة صياغتها تراكيبياً، حيث يشتهر جنكينز بتركيباته النحتية في الشوارع التي تعيد استخدام المساحات الحضرية كمرحلة مسرحية، ويستخدم أسلوباً غير تقليدي في إنشاء أعمال قائمة على الواقعية الفائقة، والتي تتضمن استخدام شريط التغليف كوسيط صب نحتي بدلاً من وسائط الصب التقليدية.
-
شهرة دولية
يذكر أن مارك جنكينز حاز على شهرة دولية من خلال ممارسته لفن الشارع في مختلف دول العالم، حيث يترك بصمته أو منحوتته في مشهد درامي يجذب الانتباه، كما جذب إليه الانتباه عندما تلقى دعوة في عام 2006 من قبل فنان الشارع البريطاني الغامض "بانكسي" للمشاركة في معرض جماعي دولي في لندن، وقد عرض على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا الشرقية والغربية، وكذلك في آسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط والولايات المتحدة حيث توجد أعماله.
تابعي المزيد: أغرب المنحوتات بأشكال ستدهشك
مارك جنكينز يتحدث عن منحوتاته المدهشة - الفيديو من موقع platoon.org