آنا تشان مصممة مجوهرات وصانعة حلي محترفة من نيويورك، طالما سعت لتترجم شغفاً يخطف الأنفاس ويأسر القلوب من النظرة الأولى في مجوهراتها، التي تقوم بتصميمها ونحتها بدقة بيديها البارعتين لمدة عشرين عاماً. وأخيراً توقف عملها الإبداعي خلال فترة الحظر في ظل جائحة كورونا، واضطررت لقضاء أوقات طويلة مع ابنتها الصغيرة بالمنزل، فتحولت لقضاء معظم وقتها على الشاطئ المحلي بالمدينة في لونغ آيلاند..
روزنامة فنية بتصميم بحري
بدأت الحكاية في ظل الأوقات الطويلة التي تقضيها آنا على الشاطئ، أرادت صنع روزنامة فنية عبارة عن 12 تصميماً من منحوتات رملية، يمثل كل منها أحد شهور السنة؛ لتكون كدفتر للذكريات تعود فيه للوراء بالعام 2021 وتسجل يومياتها خلال فترات الحظر.
حسب موقع DeMilked لم يكن هناك أي مكان تذهب إليه آنا أثناء الحظر، فذهبت مع ابنتها إلى شاطئ روبرت موسى، وعندما اصطدمت يداها بالأصداف والقواقع، ولمست أناملها الرشيقة رمال الشاطئ المندّاة، تصاعد الهوس التصميمي داخلها، وشعرت بقوة مغناطيسية تجذبها؛ لتبدع أشكالاً وتصميمات من الطبيعة، فوجدت نفسها تنحت وتكوّن وتطوّع وتحّول تكوينات الشاطئ وأصدافه وقواقعه إلى حيوانات برية وبرمائيات وأسماك ونباتات وتكوينات إبداعية مدهشة.. فقررت نقل أستوديو الشاطئ إلى الفناء الخاص بها.
تقول آنا عبر موقع DeMilked: "كنت أتضور شوقاً من أجل أن أعود لإبداعتي التصميمية.. لست متأكدة إلى أين ستأخذني هذه الرحلة، لكنني لن أنسى أبداً كيف بدأت، فقد جمعت الكثير من قواقع الأقمار؛ لأنها وفيرة جداً على شواطئ لونغ آيلاند، ولم يكن لديّ أي فكرة عما سأستخدمها من أجله".
ذات يوم شاهدت آنا على الإنستغرام الخاص بها تصميماً لخروف مدهش وقد صُنع شعر فرائه بطريقة فنية من الورق المجعد، وتذكرت على الفور كيف يشبه حلزون القمر فرو الغنم المجعد، وهكذا جاءها الإلهام، واختمرت الفكرة بداخلها، ومن ثم اعتمدت الخامات الطبيعية تماماً؛ لتشكل وتنحت قطعها الفنية.
الإلهام يأتي من الحياة البحرية
مثلت الحياة البحرية لآنا الإلهام الحقيقي، فكل لوحة تصنعها مختلفة عن غيرها، حيث يأتيها الإلهام إما من الأصداف والقواقع، مختلفة الألوان والأشكال والأحجام، التي جمعتها بنفسها أو من فكرة ما شاهدتها وأرادت تنفيذها بخاماتها البحرية الخاصة، وعندما تجد أن نوع الأصداف الذي جمعتها لا يناسب اللوحة التي تنتوي عملها، تقوم بإعادة النظر في التصميم.
في البداية، استغرقت بعض أعمال آنا المبكرة حوالي 6 ساعات من جمع الأصداف حتى اكتمالها، ومع ذلك فإن نقل مساحة عملها إلى مرآبها سمح لها بأن تكون أكثر دقة، وفي الوقت الحاضر يمكن أن تستغرق منحوتاتها ما بين 3 أيام وأسبوع حتى تنتهي، اعتماداً على الصعوبة.
منحوتات تخاطب الوجدان
اللافت في أعمال آنا قدرتها العجيبة على جعل المشاعر تتدفق من خلال أعمالها. فتصميماتها الديناميكية تجعلك تتوقف أمامها مفكراً، فالمنحوتات تشعرك كأنها تخاطب وجدانك، حيث تبتكر أعمالاً فنية مذهلة؛ تضم مجسمات الحيوانات التي صنعتها، صورة دقيقة لأسد حكيم رغما عن شراسته، لوحة ساحرة لبطريق حنون يقف مُعلماً لصغيره، وطائر محلق يكاد يترك فضاءات اللوحة ليعانق أطراف السماوات الزرقاء..
تستمد آنا الكثير من الإلهام من الرمال، على اعتبار أنها أدوات عملها الرئيسية. فتصف الرمال أنها لا تشبه أي مادة عملت بها من قبل، وأنها مادة توفر العديد من الاحتمالات والاختيارات، ولم يستكشفها الفنانون بما فيه الكفاية.
تتطلع آنا لكسر الصورة الخاطئة عن محدودية الإمكانات التي يقدمها الرمل كمادة فنية، وإلى منحه نفس التقدير الذي تتمتع به مواد أخرى؛ كالطين والخشب والحجر والمعدن.. على أن تثبيت القواقع والأصداف على الرمال يتطلب يداً ثابتة والكثير من الصبر، وإلا فإنه يسقط على الفور..
والسؤال الآن.. هل ستحاولين صنع منحوتات من الصدف البحري في المرة القادمة التي تذهبين فيها إلى شاطئ رملي؟ لا تنسي أن تشاركينا صوراً لأفضل منحوتاتك!
آنا تشان وهي تصنع أحد منحوتاتها.. من إنستجرام:
تابعوا المزيد: لوحة بانكسي المتلفة ذاتياً تُطرَح للبيع مجدداً بسعر خيالي
