تختلف الفنون التراثية في جميع بلدان العالم عن بعضها البعض في الطباع وطرق التطبيق، وهذا ما ناقشته جلسة الفن التراثي ، في معرض " اظلال" الحوارية في المهرجان السعودي للتصميم، وذلك من خلال التركيز على عدة محاور تهم المصممين الشباب، وكان رئيس الحوار محمد كاظم، شريك مؤسس في شركة تماشي، بمشاركة الأمير سلطان الفيصل مصمم أزياء ومؤسس علامة قلق، والدكتورة سمية بدر، المدير التنفيذي لفنون التراث، ومحمد خوجة مؤسس علامة هندام، وعبد الرحمن العابد المدير التنفيذي ومؤسس دار التصميم قرمز.
الأمير سلطان الفيصل: يجب أن نبدع أكثر في التراث السعودي
بدأ الجلسةَ الأمير سلطان الفيصل مصمم أزياء ومؤسس علامة قلق ، بتأكيده على أن الأزياء السعودية ليست رسمية كالـ"هودي" وقطع الأزياء الأخرى، ولكنه يسعى من خلال علامته التجارية قلق وبمحاولة الكثير من المصممين الشباب السعوديين لاستيحائها من التراث السعودي واعطاء فرصاً للشباب غير السعوديين للمشاركة في نقل واستلهام التراث السعودي بالأزياء والملابس المختلفة.
وانتقد الأمير سلطان الرافضين للتغيير وتطوير القطع التراثية السعودية، ومواكبة الأجيال الجديدة ، مبيناً أن المعنى لحقيقي يأتي من الشخص الذي يرتدي هذا الزي ويعبر عنه ، ولذلك يجب أن نمثل السعودية في شتى المناطق بقطع أزياء سعودية وعملية أكثر من الثوب.
الدكتورة سمية بدر: نجمع أرشيفا مهماً للقطع التراثية
وشكرت الدكتورة سمية بدر " أظلال " والأميرة نورة الفيصل على إتاحة هذه الفرص للمصممين الشباب ، وأن يكونوا جانباً مهماً من فعالية مهمة وبارزة في قطاع التصميم، وأكدت أن فنون التراث بدأت من أكثر من ٣٠ سنة بانقسامها لقسمين يهدفان إلى المحافظة على التراث وإحيائه بتجميع مجموعة كبيرة من المقتنيات التراثية بوقف ثقافي، وعلى مدار السنوات درست فنون الثقافة كل قطعة يمتلكونها بالمنطقة التي ترجع لها، والأشكال الهندسية، وكونت أرشيفا مهماً لاستخدامه في إحياء التراث، وهذا ما تتبعه بقية الدول؛ فهناك تصاميم من أول نظرة لنا نعرف هويتها بأنها مغربية أو يابانية أو هندية وغيرها، ونحن نريد أن نصل لهذا المستوى بمفاهيم مختلفة، وليس حصرها كاعتماد الشالكي والسدو اللذين تعمل بهما الدور الكبرى والعالمية للأزياء، والمنتجات التراثية القديمة كانت تخدم احتياج الفترة الزمنية التي وُجدت بها بوظيفة معينة، ولذلك يجب أن يكون هناك منتج يحاكي التراث واحتياجات الواقع المعاصر.
محمد خوجة: أعبّر عن التراث بالتصميم
ووافقه المصمم محمد خوجة مؤسس علامة Hindamme باعتماده نفس المبدأ في علامته التجارية هندام، والتي تستوحي التصاميم من خلال دمج الطابع الغربي والشرقي ودمج التراث في السعودية بطريقة حديثة ومعاصرة للموضة، والهدف من ذلك هو خلق هوية معاصرة وجديدة للتصميم، تحمل بصمات سعودية، مع البعد عن نسخ الأفكار و"الكسل"، والاتجاه للإبحار في التراث السعودي، وابتكار تصاميم مختلفة ومميزة، وذلك من خلال الاطلاع على القصص المعنية بكل قطعة.
وكمصمم سعودي يرى محمد خوجة ضرورة أن يكون سفيرا ويمثل بلده من خلال التصميم.
عبد الرحمن العابد: تجريد التراث أكبر تحدٍّ
وأكد عبد الرحمن العابد المدير التنفيذي ومؤسس دار التصميم قرمز ، مُضيّه على نفس المبدأ في قرمز، وذلك بإثراء التراث وإعادة إحيائه في الأزياء والمجوهرات والديكور والاكسسوارات، من خلال محاكاة التراث بأسلوب يلامس الشباب بشكل عصري ودمجه مع الحضارات المختلفة؛ بكون التراث له معنى عميق وكبير، ومن السهل أن نأخذ منه ما يلامس التطور والموضة، ونحاكي من خلالها الموضة.
وتطرق للصعوبات في المجال وقال : نواجه تحديات في التعامل مع التراث، ويؤسفني أن أرى تصميماً لا يمثل تراثنا في الأسواق التجارية والمحال المختلفة؛ لعدم بحثهم عن المجال، ومواكبة الترندات الجديدة فقط، وأصبح الكثير من العلامات التجارية يأخذون التصميم بنسخه وليس ابتكاره، لذا يُعتبر تجريد التراث أكبر تحدٍّ، لذا قدمت ورشة تدريبية بمحاضرات عن البعد الفني في منصة دروب، فكل منطقة سعودية لها بُعد فني وألوان معينة، فهناك فرص كبيرة للإبحار في التراث، وهذا التحدي صعب للكثيرين، ويجب أن نحافظ على الزي التقليدي، مع ابتكار خامات مناسبة لتعدد الخيارات.