يعد قصر فرساي الفرنسي أحد أبرز معالم الجذب السياحي في العاصمة باريس، حيث يزوره أكثر من 10 ملايين شخص سنويًا، وتبلغ قيمته 53 مليار دولار.
تاريخ إنشائه
وأضحى القصر رمزًا للعمارة الفرنسية والفخامة، وتجسيدًا للتاريخ وهو الذي شهد ختام الحرب العالمية الأولى، ونهاية ماري أنطوانيت، وأصبح من أبرز القصور والمعالم المعمارية في العالم.
تم تشيد قصر فرساي بفرنسا في القرن الـ 17، وبدأ الأمر مع لويس الثالث عشر "1601-1643"، حيث بنى في البداية قصرًا كان بمثابة نزل صيد أو مقرًا مؤقتًا للملك وحاشيته.
ولكن خليفته لويس الرابع عشر "1638-1715" هو من حوله إلى قصر عجيب ينضح بالرفاهية والمهابة والقوة.
في الواقع، فالقصر كما كتب المؤلف الفرنسي تشارلز بيرولت: "ليس قصرًا، بل مدينة بأكملها. رائعة في حجمها ورائعة في مادتها ومفرداتها ومكوناتها."
صمم القصر جول هاردوين مانسارت المهندس المعماري المفضل لدى لويس الرابع عشر، وهو من شيد جراند تريانون، الذي "ربما يكون أكثر مجموعة معمارية من حيث الدقة تم العثور عليها في قصر فرساي"، كما هو مذكور في موقع القصر على الإنترنت.
وصف القصر
ووصفه بعض المؤرخين بأنه "قصر صغير من الرخام الوردي الثمين، مع حدائق رائعة."
ووفقاً لموقع لاف موني، تبلغ قيمة قصر فرساي 53 مليار دولار.
وقال عنه موقع كاسيل توريست: "إنه أحد أفخم وأفخم القصور التي عرفها العالم على الإطلاق."
ويوصف القصر بأنه أكبر منشأة ملكية في العالم حيث يضم أكثر من 8 ملايين متر مربع من الأراضي.
ونظرًا لمساحته الشاسعة، يستخدم الزوار وسائل النقل مثل القطارات الصغيرة والدراجات وقوارب التجديف لاكتشاف القصر والأراضي والحدائق الملحقة به.
وفي الخارج في الفضاء الهائل في ساحة القصر، يمكن للزوار التمتع بمشاهدة منحوتات جميلة ونوافير وحدائق أزهار ومسطحات مائية وآثار.
وأحد هذه المعالم هو نصب الحب، الذي صممه ريتشارد ميك في عام 1777 ووافقت عليه ماري أنطوانيت.
قيمته المالية
وقصر فرساي يفوق بكثير قصر باكنغهام في لندن، الذي قُدرت قيمته بنحو 5.2 مليار دولار.
ويشير كثير من المحللين إليه على أنه خارج المنافسة أو المقارنة و"فوق القمة".
تحوّل القصر إلى متحف
ومع بداية من القرن الـ19تحوّل قصر فرساي إلى متحف لأولئك الذين يرغبون في مشاهدة إحدى العجائب المعمارية بأنفسهم، ويزوره حاليًا 10 ملايين شخص كل عام.
والقصر المصنف ضمن موقع التراث العالمي، يحتوي على 2300 غرفة ضخمة، لذلك فهو ببساطة أحد أعظم إنجازات الفن الفرنسي في القرن السابع عشر.
قاعة المرايا
ومن أروع الغرف أو القاعات في القصر الأسطوري وأكثرها شهرة وجمالًا Hall of Mirrors ، التي تحتوي على 357 مرآة ضخمة، وتجسد الغرفة الازدهار الاقتصادي والفني والسياسي لفرنسا من خلال أعمالها الفنية التي تزدان بها جدرانها.
واللون المسيطر هنا هو الذهبي، الذي يتناغم مع الثريات المتدلية التي تتحدث عن طبيعتها الفخمة.
واكتسبت قاعة المرايا شهرة تاريخية في 28 يونيو 1919، عندما شهدت التوقيع على معاهدة فرساي، التي وضعت النهاية للحرب العالمية الأولى.
غرفة الحرب
أما غرفة الحرب فهي مغطاة بألواح رخامية مزينة بـ6 تذكارات وأسلحة من البرونز المذهب.
وتكرّم الزخرفة، التي اكتملت من 1678 إلى 1686، الانتصارات العسكرية التي أدت إلى معاهدات السلام في نيميغن، والتي نصبت لويس الرابع عشر كمحكم لأوروبا والمرجع الأساسي في قراراتها في تلك الحقبة.
تابعي المزيد: أفضل الأماكن الترفيهية المناسبة للأطفال عند السفر إلى باريس
غرفة السلام
وتتناغم غرفة السلام مع غرفة الحرب، وتحتوي على نفس الزخارف الرخامية بالبرونز المذهب، ولكنها بدلًا من ذلك تصور فوائد السلام التي جلبتها فرنسا إلى أوروبا.
وتتسم عديد من الغرف بألوان متناسقة تغلب على محتوياتها وجدرانها. وعلى سبيل المثال، ملأت الإمبراطورة ماري لويز "1791-1847"، زوجة نابليون، غرفة نومها بالأثاث الوردي، بينما أسس لويس فيليب الأول "1773-1850" صالة لممارسة الألعاب والراحة غلب عليها اللون الأصفر بظلاله.
مبنى Le Grand Contrôle
وبالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الغوص بشكل أعمق في قصر فرساي وتحفه، تم بناء مبنى، Le Grand Contrôle عام 1681، الذي تحوّل إلى فندق بعد ترميمه.